ديترويت – أصدرت المحكمة الفدرالية في ديترويت حكماً بالسجن لمدة 15 شهراً على نائب الرئيس السابق لنقابة عمال السيارات UAW في شركة «فيات كرايسلر»، نوروود جيويل، لإنفاقه أموال تدريب العمال على رفاهيته الشخصية، ليصبح بذلك ثامن متهم تتم إدانته في شبكة الفساد التي كانت قائمة بين قادة نقابيين ومسؤولين في شركة صناعة السيارات الإيطالية الأميركية.
واعترف جيويل في نيسان (أبريل) الماضي بانتهاك قانون العمل الفدرالي باستخدام بطاقة ائتمان خاصة بمركز تدريب عمال «فيات كرايسلر» المشترك مع النقابة، لدفع ثمن رحلات ترفيهية إلى منتجعات الغولف في كاليفورنيا وفواتير المطاعم الباهظة إضافة إلى إقامة حفلات باذخة.
وقال ممثلو الادعاء الفدرالي إن الحفلات التي كان يقيمها جيويل كانت تكلف مبالغ باهظة من أموال «فيات كرايسلر» المخصصة لمركز التدريب، ومن ضمنها «إنفاق آلاف الدولارات على شراء 20 صندوقاً من السيجار ومشروبات كحولية إضافة إلى استئجار نساء لإشعال لفائف السيجار التي كان يدخنها قادة نقابة عمال السيارات».
وحاول محامي جيويل، دون جدوى، المجادلة مع القاضي بول بورمان خلال جلسة النطق بالحكم بأنه ينبغي على موكله تجنب عقوبة السجن لأنه ورث «ثقافة الفساد» من سلفه، نائب رئيس النقابة السابق جنرال هوليفيلد. وقارن المحامي جيويل مراراً وتكراراً بقائد سفينة «التايتانيك»، لأنه شخص ورث وعاءاً به عيوب مستحكمة لم يتمكن من احتوائها.
ورفض المدعي العام الفدرالي في ديترويت ماثيو شنايدر هذه الحجة، قائلاً «الأبطال الحقيقيون لا يسمحون باستمرار الفساد».
ولفت شنايدر إلى أن التحقيق حول الفساد لا يزال مستمراً: «لم ننته من التحقيقات، وسنواصل العمل في هذا الأمر حتى نثق بأن لدينا قيادة في نقابة عمال السيارات تمثل فعلاً مصالح رجال ونساء النقابة».
وغداة صدور الحكم بالسجن علىجيويل، أشارت الإذاعة الوطنية في ميشيغن، إلى استياء أعضاء النقابة لعدم إبدائه الندم الكافي أثناء محاكمته.
وقال جيم كواكلي، نائب رئيس فرع النقابة المحلي «961» في ماريزفيل (شرق ميشيغن)، إن جيويل خان الأمانة التي منحه إياها أعضاء النقابة.
وأضاف أنه لن يقضي سوى 15 شهراً في «ناد ريفي»، في إشارة إلى السجن، «ولكن الضرر الذي ألحقه بأعضاء النقابة لا يمكن تعويضه».
ويلقي فرع النقابة المحلي «961» باللوم على جيويل لأنه سمح ببيع مصنع «فيات كرايسلر» لإنتاج محاور السيارات إلى منتج آخر لجأ إلى استخدام قوى عاملة بأجور منخفضة.
وخلال محاكمته، نفى جيويل بقوة أن تكون الأموال التي أنفقها على ملذاته الشخصية، قد أثرت على المفاوضات مع «فيات كرايسلر» حول بيع المصنع، أو أي قرار آخر اتخذته النقابة، على حد تعبيره.
Leave a Reply