ديترويت – أصدر قاضٍ في محكمة ديترويت الفدرالية، حكماً بالسجن لأكثر من عشر سنوات على امرأة من سكان مقاطعة ماكومب أدينت بالاحتيال على عشرات الأزواج الراغبين بتبنّي الأطفال والاستيلاء على نحو مليوني دولار من أموالهم.
وقرّر القاضي برنارد فريدمان إنزال العقوبة القصوى بالمتهمة تارا لين لي، وهي السجن لمدة 121 شهراً، مؤكداً أنها تستحق السجن لمدى الحياة، لكن قانون العقوبات الفدرالي لا يسمح بسجنها أكثر من ذلك.
وأدينت لي (38 عاماً) بالاحتيال على 17 أسرة من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، عبر إيهام الأزواج بأنهم سيحصلون على أطفال بالتبني لم يكونوا موجودين أصلاً. ونفذت لي مخططها الاحتيالي بين العامين 2014 و2018 من خلال مركز Always Hope الاجتماعي، وهو مركز غير مرخص للعمل في مجال التبنّي، وكانت تعلّق على حائط مكتبها شهادة مزورة من جامعة «نورثوسترن».
وخلال جلسة النطق بالحكم ضدها توسّلت لي وهي تبكي أمام القاضي مطالبة بالشفقة والرحمة وعدم حرمان أطفالها الخمسة منها. وقالت إنها «لم تكن تدرك» سوء أفعالها وإنها كانت مدمنة على التسوق لملء الفراغ في حياتها. وقد تمت مصادرة مجوهرات وساعات ونظارات وحقائب ثمينة قامت لي بشرائها من أموال الضحايا.
ولم يستجب القاضي لتوسلات المتهمة وقال إنها امرأة شريرة. وأمر بإبقائها تحت المراقبة لمدة ثلاث سنوات إضافية بعد خروجها من السجن، مؤكداً أنه في حال انتهاكها لشروط المراقبة بعد الإفراج عنها فسوف تعود إلى السجن.
كذلك شمل الحكم، إلزام لي بدفع تعويضات بقيمة 1,017,000 دولار للمتضررين، إضافة إلى إجبارها على قراءة شهادات جميع الضحايا بصوت عال خلال أوقات فراغها في السجن، على أن تنجز ذلك بحلول حزيران (يونيو) القادم.
وكان ضحايا لي قد عانوا الأمرين بسبب وعودها الكاذبة، حيث كانت تختلق لهم قصصاً خيالية لا تخلو من الابتزاز لتبرير عدم حصولهم على الأطفال.
وعلى الرغم من نجاحها في إجراء عمليات تبنٍّ ناجحة، إلا أن لي دأبت على استعلال عشرات الأزواج مادياً عبر إيهامهم بوجود أطفال للتبني لم يكونوا موجودين أصلاً، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى انخراط مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في القضية، وصولاً إلى كشف مخطط لي وإدانتها أمام القضاء.
ورغم أن إدانة لي اقتصرت على الاحتيال على 17 أسرة فقط، إلا أن المحققين أكدوا أن مخططها الاحتيالي شمل 160 أسرة و70 أم وهمية في 24 ولاية أميركية.
ويقول ممثلو الادعاء العام الفدرالي إن لي –وهي من سكان مدينة نيو هايفن– لم تكن مرخصة لترتيب عمليات التبني إلا أنها تمكنت من الحصول على أكثر من 2.1 مليون دولار من أموال ضحاياها، وقد استندت في بعض الحالات، على استغلال أمهات وآباء لم يكونوا بوارد التخلي عن أطفالهم، فيما اختلقت في حالات أخرى شخصيات غير موجودة أصلاً.
وفي إحدى المرات، عام 2018، قالت لي لزوجين راغبين بالتبني من ولاية جورجيا، إن الأم الحامل بجنينهما الموعود، واسمها راشواندا، تعرضت لإطلاق نار أدى إلى مقتلها وجنينها في ستيرلنغ هايتس. وقد تبين للمحققين لاحقاً أن راشواندا لم تكن شخصية حقيقية أصلاً، بل ذهبت لي إلى حد سؤال الزوجين عما إذا كانا يودان دفع ثمن تكاليف الدفن.
وشملت مشتريات لي، ملابس وإكسسورات باهظة الثمن من علامات تجارية فارهة إضافة إلى شراء تذاكر السفر وإجراء تحسينات منزلية، على الرغم من أن دخلها المصرح عنه لم يتجاوز 55 ألف دولار.
Leave a Reply