حكم على صيدلاني معروف من كانتون بالسجن 17 عاماً لادانتة بإدارة أكبر شبكة للإتجار بالحبوب المخدرة (مسكنات الآلام) في تاريخ ميشيغن، بحسب وصف الإدعاء في قضية بابوبهاي (بوب) باتيل (50 عاماً) صاحب ومدير 26 صيدلية في منطقة ديترويت الكبرى، والذي يعتبر من الشخصيات البارزة في أوساط الجالية الهندية. وقد صدر الحكم ضد باتيل الأسبوع الماضي في محكمة فدرالية في ديترويت، وجاء الحكم عقب مضي خمسة شهور من ادانته امام هيئة محلفين قالت ان باتيل كبد الحكومة الاميركية خسائر بحوالي 57 مليون دولار ثمن أدوية مسكنة لم تكن ضرورية أو أنها بيعت لمرضى وهميين.
ويذكر أن الحبوب المسكنة تحتوي على مواد مخدرة وتباع في الشارع للمدمنين بأسعار مرتفعة وغالباً ما تؤدي بهم الى إدمان أنواع خطيرة من المخدرات مثل الهيروين الذي يباع بأسعار بخسة.
وقالت السلطات إن «شبكة صيدليات باتيل» تمكنت من تنفيذ مخططها الإحتيالي بالإعتماد على مجموعة من الأطباء كانوا يقومون بتحرير الوصفات الوهمية ويرشون بعض المرضى بالوصفات للموافقة على فوترة شركات تأمينهم. وقال قاضي المحكمة الفدرالية آرثر تارناو في جلسة اصدار الحكم موجها كلامه لباتيل «إن ما قمت به عمل مستهجن». وفرض القاضي على باتيل غرامة بقيمة 17,3 مليون دولار بمثابة تعويضات عليه دفعها لـ«ميديكير» و«ميديكيد» إضافة الى 1,5 مليون دولار لـ«بلو كروس بلوشيلد».
وكانت المدعي العام الفدرالي في جنوب شرق ميشيغن باربرا ماكويد اشادت بهذا الحكم القضائي الصارم ضد «واحد» من مستغلي النظام الصحي لمصالحهم الشخصية.
وقد بذل باتيل جهودا لدى القاضي تارناو قبيل المحاكمة بهدف اطلاق سراحه بكفالة، وكذلك فعل بعض من أصدقائه وأفراد عائلته وأبدوا استعدادهم لرهن منازلهم كضمانات لعدم هروب باتيل، إلا ان تلك الجهود باءت بالفشل، جراء إصرار الإدعاء على ابقاء باتيل وراء القضبان خشية فراره من وجه العدالة، خاصة وانه بحسب ادعائهم يخفي 12 مليون دولار في حسابات سرية في الهند، وهو يمكن ان يفر الى هناك ويمضي حياة رغيدة.
وقال مدعون إنه كان لديهم دليل تنصت سمع فيه باتيل وهو يتحدث عن رشاوى لمسؤولين، والنية لتصفية احد المتآمرين، ودس الهيروين لأحد الضالعين في المؤامرة بهدف توريطه.
وهناك مكالمة هاتفية لباتيل قال مدعون انهم صعقوا لسماعها، حيث قال مساعد الادعاء الفدرالي جون نيل اثناء جلسة الاحتجاز في 2011 «لقد سمعنا باتيل ينفجر ضاحكا مع أحد الصيادلة وهما يتحدثان عن مريض لقي حتفه بسبب جرعة زائدة» مشيراً الى أن المحادثة لم تكن باللغة الانكليزية، وبأن المترجمين صدموا لمدى القسوة التي وصل لها باتيل في التعامل مع حياة الآخرين.
في مقابل ذلك اعتبر باتيل ومحاموه وأصدقاؤه وافراد عائلته أن الحكومة كانت مخطئة في الادعاء عليه، وقال محامي الدفاع مارتن كراندال «باتيل ليس بالرجل المجرم او المنحرف»، في حين اكد ابنه (17 عاما) في رسالة بعث بها الى القاضي «والدي لم يهرب يوما من مسؤولياته ولن يترك والدتي وأخي وأنا، فبدونه لن نقوى على الاستمرار في الحياة، وأعرف أنه يدرك هذا وأننا بحاجة اليه».
يشار الى أن باتيل واحد من 26 متهما القي القبض عليهم لتورطهم في «شبكة باتيل»، وقد صدرت أحكام الاسبوع الماضي ضد ثلاثة صيادلة بالسجن 68 شهراً لكل منهم بتهمة ضلوعهم في المؤامرة، على أن يتم ترحليهم الى بلدانهم الاصلية عقب تمضية فترة الحكم، في حين اعترف 20 متهما أو أدينوا بتهم متفاوتة، وينتظر المتهمون الستة الباقون اصدار الحكم في حزيران (يونيو) المقبل.
يذكر أن مكتب الإدعاء الفدرالي لشرق ميشيغن استحدث في السنوات الأخيرة قسماً خاصاً لملاحقة الإحتيال على النظام الصحي في منطقة ديترويت أسوة بقسم مكافحة الإحتيال العقاري والمصرفي واستغلال نظام «الولفير» وذلك بالتعاون مع وكالات أمنية محلية وفدرالية، وقد تمت في السنوات الماضية محاكمة عشرات المتهمين بالاحتيال على نظامي «الميديكير» و«المديكيد» وقد طالت الإتهامات حتى الآن بضعة أطباء عرب، ولكن يُخشى من توسع هذه النسبة بشكل كبير ومفاجئ.
Leave a Reply