ميامي – أصدرت المحكمة الفدرالية في مدينة ميامي الأميركية حكماً بالسجن لغاية 18 سنة، على رجل من ميشيغن انتحل على مدى عقود، شخصية أمير سعودي لخداع المستثمرين والعيش حياة مترفة.
وصدر الحكم ضد أنتوني غينياك (48 عاماً) بعد إدانته بسرقة ما لا يقل عن ثمانية ملايين دولار، عبر انتحاله شخصية الأمير سلطان بن خالد آل سعود.
وخدع الأمير الزائف –أو «السلطان»، كما لقب نفسه– عشرات المستثمرين في مجال الاتصالات خلال نحو ثلاثة عقود وأقنعهم بدفع هذا المبلغ الهائل له، بسبب اعتقادهم أنه يحظى بدعم العائلة الحاكمة في السعودية.
واشترى غينياك سيارة «فيراري» وساعات «رولكس» واستأجر منزلاً فاخراً في جزيرة ساوث فلوريدا الفارهة. كما يستخدم لوحات دبلوماسية مزيفة على سيارته ويستخدم طائرة خاصة ويختات، ولم يكن يظهر أمام الجمهور إلا محاطاً بحراس شخصيين.
لكن المحتال فضح نفسه بعد أن شوهد وهو يتناول لحم الخنزير، ليُفتح تحقيق معه أدى في نهاية المطاف إلى اكتشاف حقيقته التي أخفاها منذ التسعينيات، حيث تبين أنه من مواليد كولومبيا وتبنته عائلة أميركية في ميشيغن وهو في سن السابعة، قبل أن يفرّ من منزل العائلة في عمر 17 عاماً، كما سبق وأن أمضى بضعة أعوام خلف القضبان بسبب تورطه في قضايا احتيال أخرى.
وذكرت صحيفة «ميامي هيرالد» أن القاضية الفدرالية سيسيليا ألتوناغا وصفته بأنه «العقل المدبر» لشبكة احتيال.
وغينياك الذي يحمل الجنسية الأميركية، كان قد أقر بالذنب في آذار (مارس) الماضي بتهم الاحتيال وانتحال شخصية دبلوماسي وجرائم أخرى.
في أحدث عملية احتيال قام بها غينياك، أنشأ هو وشريكه الراحل كارل ويليامسون، شركة استثمار احتيالية باسم «ماردن ويليامسون انترناشونال»عام 2015، وأوهَما من خلالها المستثمرين بأنه من العائلة المالكة السعودية ولديه سلطة لإبرام صفقات حصرية، فوقع في شركه عدد من رجال الأعمال بينهم رجل سويسري استثمر خمسة ملايين دولار، بحسب وثائق المحكمة.
وفي عام 2017، أقنع غينياك مالكَ أحد المنتجعات بمدينة ميامي، ويُدعى جيفري سوفر، بأنه يريد استثمار مئات ملايين الدولارات في منتجعه الشهير (فاونتينبلو)، وقد حصل منه على هدايا فاقت قيمتها 50 ألف دولار.
إلا أن سوفر تنبه لاحقاً إلى حقيقة غينياك، بعدما لاحظ أنه يلتهم لحم الخنزير المقدد بشراهة، فقام بإبلاغ السلطات.
وقال غينياك في جلسة النطق بالحكم، إنه بالرغم من تحمله المسؤولية، إلا أن هناك أشخاصاً آخرين متورطون وكان من المفترض أن يتم توجيه الاتهامات إليهم أيضاً.
وقال «أنا لست وحشاً»، فيما قالت محاميته إن طفولة غينياك الصعبة دفعته إلى سلوك طريق الجريمة.
Leave a Reply