ديترويت
أصدرت المحكمة الفدرالية في ديترويت، الأسبوع الماضي، حكماً بالسجن لمدة 18 شهراً على رجل من سكان ولاية فلوريدا أدين بتهديد فرع مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في ولاية ميشيغن والعاملين فيه، أواخر العام 2023.
وبحسب ملف القضية قام مايكل شابيرو (73 عاماً) المقيم في مدينة وست بالم بيتش المطلة على المحيط الأطلسي، بترك ست رسائل صوتية مليئة بالتهديدات والشتائم عبر هاتف فرع «كير» ببلدة كانتون، على مدار أسبوعين من شهر كانون الأول (ديسمبر) 2023.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أقرّ شابيرو بذنبه بتهمة إرسال تهديدات عابرة لحدود الولايات وهي تهمة جنائية تصل عقوبتها القصوى إلى السجن لمدة خمس سنوات مع غرامة مالية تصل إلى 250 ألف دولار. ولكن بموجب صفقة الإقرار بالذنب، اكتفى الادعاء العام الفدرالي بطلب سجن شابيرو لمدة 27 شهراً إضافياً، بعد انتهاء فترة عقوبته في قضية مماثلة بولاية فلوريدا حيث يقضي حكماً بالسجن لمدة 24 شهراً، بعد إدانته في آب (أغسطس) الماضي بإرسال تهديدات عابرة لحدود الولايات من خلال ترك رسائل صوتية تضمنت تهديدات بالقتل لنائب في الكونغرس الأميركي وعائلته.
في المقابل، جادلت محامية الدفاع إليزابيث يونغ، بأن شابيرو كان يُعاني من اضطراب اكتئابي حاد واضطراب إدمان الكحول وقت ارتكاب الجريمة؛ مؤكدة أسفه الشديد على أفعاله واعتذاره لجميع أعضاء «كير»، مطالبة بالاكتفاء بسجنه لمدة ستة أشهر فقط بعد انقضاء عقوبته في قضية فلوريدا.
وفي نهاية المطاف قررت المحكمة سجن شابيرو 18 شهراً بعد إنهاء عقوبته في قضية فلوريدا.
وتشير وثائق الادعاء العام الفدرالي إلى أن إحدى رسائل شابيرو الصوتية إلى «كير» في 8 ديسمبر، تضمنت ضحكاً هستيرياً بينما ردد قائلاً: «سأقتلكم أيها الأوغاد». وفي رسالة صوتية أخرى في 14 ديسمبر، ردد مراراً وتكراراً: «سأقتلكم!». وفي رسالة أخرى بتاريخ 15 ديسمبر، قال: «أنتم شعب عنيف. لماذا تأتون إلى أميركا؟ لماذا تأتون إلى أوروبا؟ أنتم قتلة ومغتصبون وأنا سأقتلكم».
وأبلغ المسؤولون في فرع «كير» شرطة كانتون بشأن التهديدات بعد أول رسالتين صوتيتين. وبعد الرسالة الثالثة، وجّه المدير التنفيذي للفرع، داوود وليد، الموظفين للعمل عن بُعد حتى بعد رأس السنة الجديدة حرصاً على سلامتهم. كما قام مالك المبنى يتعزيز أمن مكاتب المجلس بتركيب أقفال جديدة وبطاقات دخول إلكترونية على الأبواب.
ولم يكن موظفو «كير» على علم بأن المتصل مقيم في ولاية أخرى؛ وكان يخشون أن يكون العنف وشيكاً، لا سيما في ظل تصاعد حوادث الكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وكتب الادعاء في مذكرة الحكم أن شابيرو أرهب العاملين في فرع «كير–ميشيغن» بمكالماته المزعجة وتهديداته المدفوعة بالتحيز، لافتاً إلى أن سلوكه هذا «ليس سوى حلقة من سلسلة طويلة من التهديدات التي وجهها المتهم على مدى عشر سنوات بإيذاء الآخرين بدافع العداء أو الخلاف». وأضاف الادعاء أنه «على الرغم من تواصل جهات إنفاذ القانون معه على مر السنين بشأن مكالماته المقلقة –حتى بعد أن واجه الاعتقال والإدانة لعدة مرات– إلا أن شابيرو لم يتراجع قط، ولا يوجد ما يدعو للاعتقاد بأنه سيتراجع في المستقبل».
وشملت قائمة الأشخاص الذين تلقوا اتصالات تهديدات من شابيرو منذ العام 2015، مرشحة سابقة للرئاسة الأميركية وعضوين في الكونغرس الأميركي وضابط في شرطة الكابيتول. ورغم تعهده مراراً بالتوقف عن إجراء هذا النوع الاتصالات، واصل شابيرو سلوكه الإجرامي على مدار العقد الماضي، ولم ينته الأمر به في السجن إلا العام المنصرم.
وأوضحت المحامية يونغ في التماس تخفيف عقوبة موكلها اليهودي الأميركي، أن شابيرو كان محامياً ناجحاً في مدينة نيويورك. أما الآن، فهو مُشطوب من نقابة المحامين، وأرمل، ويعيش وحيداً. و«قد أبعده إدمانه على الكحول واكتئابه عن أبنائه، وأضعف قدرته على الحكم، ودفعه إلى التصرف باندفاع رداً على الأخبار المثيرة للانقسام السياسي».
وتابعت بأن موكلها أخبرها، قائلاً: «شعرت بأن حياتي تافهة، ولكي يكون لي صوتٌ في الحياة، بدأتُ بالشرب. وكنتُ أستمع لما يحدث في العالم من حولي. أردتُ أن يُسمَع صوتي، فبدأتُ بإجراء مكالمات هاتفية».
Leave a Reply