واشنطن
حكمت محكمة فدرالية، الأربعاء الماضي، بالسجن لمدة 23 سنة بحق مترجمة أميركية كانت تعمل مع «البنتاغون» واعترفت بأنها سربت لرجل مرتبط بـ«حزب الله» اللبناني أسماء مخبرين للجيش الأميركي في العراق.
ومريم طه تومسون (62 عاماً) من مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا اعترفت بالذنب في 26 آذار (مارس) الماضي، وقالت إنها سربت معلومات عسكرية سرية لرجل لبناني، مع علمها بأنه سينقلها بدوره إلى حزب الله، اللبناني المصنف من قبل الولايات المتحدة «تنظيماً إرهابياً».
وقال جون ديمرز، المسؤول عن شؤون الأمن القومي في وزارة الخارجية الأميركية إن العقوبة التي صدرت بحق تومسون «تعكس خطورة أفعالها.. لقد خانت ثقة الشعب الأميركي وعرضت للخطر المصادر والجنود الذين عملت معهم».
وقال المدعي العام الفدرالي في واشنطن، تشانينغ دي فيليبس: «كان إقرار المدعى عليها بمساعدة منظمة إرهابية أجنبية خيانة عرضت للخطر حياة الرجال والنساء الأميركيين في ساحة المعركة، الذين خدموا بجانبها لأكثر من عقد.. الحكم اليوم يؤكد أن هناك عواقب وخيمة لأي شخص يخون هذا البلد».
وأظهرت وثائق المحاكمة أن تومسون، وهي من مواليد لبنان وحصلت على الجنسية الأميركية عام 1993، كانت تعمل مترجمة فورية في قاعدة عسكرية في الخارج عندما نسجت في العام 2017، علاقة عبر تطبيق فيديو مع رجل أفصح لها أنه مرتبط بـ«حزب الله» اللبناني، و«قد أصبحت، مع مرور الوقت، مرتبطة به عاطفياً».
وفي كانون الأول (ديسمبر) 2019، وضعت هذه المترجمة في خدمة القوات الخاصة الأميركية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة بشن ضربات على كتائب «حزب الله» العراقي.
وبلغت هذه الضربات ذروتها في 3 كانون الثاني (يناير) 2020 حين اغتالت طائرة أميركية مسيرة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، قرب مطار بغداد.
وبعيد اغتيال سليماني طلب الرجل اللبناني من تومسون تزويده بأسماء المخبرين الذين ربما ساعدوا الولايات المتحدة في اغتيال سليماني، فما كان من تومسون إلا أن راجعت ملفات العديد من مخبري الجيش الأميركي في العراق وزودت صديقها بأسماء ثمانية منهم على الأقل، بالإضافة إلى معلومات عن تكتيكات الولايات المتحدة.
واعتقلها مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في 27 شباط (فبراير) 2020.
Leave a Reply