واشنطن – أدلى رجل يدعى غلين شريفر (28 عاما) من ديترويت، باعترافه في محكمة جزئية اميركية الجمعة الماضي، عن تلقيه مكافآت من ضباط في المخابرات الصينية وصلت الى 70 الف دولار، لقاء محاولات للعمل في وكالة المخابرات المركزية (سي آي إي) أو الخدمات الخارجية الاميركية، بنية الاطلاع على معلومات سرية ومن ثم نقلها لجهاز المخابرات الصيني.
وفي التفاصيل ان شريفر التحق ببرنامج دراسي في شنغهاي 2002-2003 اتقن من خلاله لغة المندرين (الصينية) واطلع على ثقافتهم، وفي عام 2004 حصل شريفر على دبلوم في العلاقات الدولية من جامعة “غراند فالي ستايت” في ميشيغن، عاد بعدها الى شنغهاي بحثا عن عمل، وهناك استجاب لإعلان طلب فيه اشخاص يتفنون اللغة الانكليزية ولهم اطلاع على ثقافة الشرق الاقصى، وذلك لإعداد تقرير عن العلاقات الاميركية-الصينية. استغل الضباط الصينيون هذه الفرصة لتجنيد شريفر، وذلك من خلال زرعه جاسوسا لهم في احدى الهيئات الحساسة الاميركية، تمهيدا لتزويدهم بمعلومات اميركية مصنفة وسرية.
تبعا لذلك تقدم شريفر مرتين في 2005 و2006 لفحص في الخدمات الخارجية الاميركية فشل في كليهما، برغم حصوله على مكافأتين من المخابرات الصينية الاولى بـ10 الاف والثانية بـ20 الف دولار لمجرد محاولاته. وفي 2007 تقدم شريفر بطلب للعمل في “سي آي أي”، بعدها سافر الى الصين وطلب من معارفه الضباط 40 الف دولار مكافأة له على المحاولة، حصل شريفر على المال نقدا وهرب المبلغ معه اثناء عودته للولايات المتحدة. وبحسب وثائق المحكمة فان شريفر استمر في اجراءات التوظف في “سي آي أي” مدة عامين، وصولا لمرحلة الكشف الامني، برغم ان مسؤولا امنيا رفيعا قال انه تم اكتشاف شريفر في مرحلة مبكرة.
وكان ممثلو الادعاء في المحكمة ومحامو شريفر أبرموا صفقة تقضي باعتراف المتهم بواحدة من الاتهامات واسقاط اخرى، وذلك من شأنه اصدار حكم بسجن شريفر اربع سنوات. محامي المتهم جي ألن دايل قال ان “شريفر كان خريجاً حديثاً وصغيراً في السن حين عرض عليه ضباط المخابرات الصينيون العمل معهم، والان أصبح مدركاً لغلطته”، اضاف “انه لم يذهب الى الصين باحثا عن المتاعب، وانما المتاعب هي التي واجهته”، وكان شريفر التقى بالضباط في بكين 20 مرة بين العامين 2004 و 2007، الا انه لم يلتحق بوظيفة حكومية “ليقال انه نقل معلومات سرية الى الصين” حسب محامي الدفاع. يذكر ان المحاكم الاميركية نظرت في السنوات الاخيرة عشرات القضايا من هذا النوع، عن اميركيين حاولوا او انغمسوا في عمليات تجسس على بلادهم لصالح المخابرات الصينية.
Leave a Reply