ديترويت – خاص “صدى الوطن”
في متابعة “صدى الوطن” لقضية السجين العربي الأميركي إبراهيم سويدان الذي يشكو مجددا من تعرضه لمضايقات متعددة، من بينها حرمانه من ممارسة شعائره الدينية ومعاقبته بالسجن الإنفرادي “دون سبب وجيه” على حد قوله، في سجن فدرالي في ولاية جورجيا، تلقت “صدى الوطن” في الأيام القليلة الماضية، عددا من الرسائل الإلكترونية والإتصالات الهاتفية من السجين إبراهيم، أشار فيها الى نقله من سجن جورجيا الى سجن ليفينورث في ولاية كنساس الذي يتمتع بأقصى درجات الرقابة والأمن، والذي يزج فيه عادة من يعتبرون في غاية الخطورة. (أي في المفهوم القانوني عندما يكون سجل المسجون مصنفا بعشرين نقطة وما فوق، مع العلم أن سجل إبراهيم القانوني يتضمن ثمانية نقاط فقط، تصنيف النقاط يتبع عدد مخالفات أنظمة السجن ونوعها، ما يجعل من تواجده في سجن “ليفينورث” خطرا على حياته).
وقال سويدان لـ”صدى الوطن” أن قرار نقله جاء بعد عملية تزوير وكذب قامت بها إدارة سجن جورجيا وإتهمته بمحاولة قيادة جماعات إسلامية متطرفة داخل السجن وعدم الإنصياع لأوامر الإدارة. وحرمته إدارة سجن ليفينورث من الأدوية والمسكنات التي كان يتناولها على مدار خمس سنوات، الأمر الذي زاد من تدهور وضعه الصحي، “السيء أصلا”، فهو اليوم، حسب قوله، يعاني الأمرين “الآلام الجسدية والخوف على حياته من المساجين الخطرين الذي يشاركهم في السجن نفسه”.
سويدان كان قد أرسل، رسائل يشرح فيها معاناته المستمرة داخل السجن لمؤسسات حكومية ومنظمات عربية وأميركية، حقوقية ومدنية ودينية، من بينها وزارة العدل الأميركية في العاصمة واشنطن ومساعد المفتش العام في “شعبة التحقيقات” توماس ثين ومكتب المفتش العام الأميركي في واشنطن و”المجمع الإسلامي الأميركي” في مدينة ديربورن ورئيس “الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية”، المحامي نبيه عياد. كل تلك الرسائل كانت من أجل الضغط على إدارة سجن جورجيا لاسترجاع حقوقه المكفولة قانونيا ودستوريا، ولكن يبدو أن أيا من تلك الجهود، لم تسعف سويدان من الظلم الواقع عليه بل “زاد الطين بلة”، حسب قوله، عند نقله الى سجن ليفينورث.
والجدير بالذكر، أن “صدى الوطن” اطلعت على مضمون رسائل سويدان التي جاء فيها عرض لبعض المشاكل التي يواجهها منذ تسع سنوات، ومنها حرمانه من حقه القانوني في ممارسة واجباته الدينية وتزويده بالأغذية الحلال (اللحم الحلال على وجه الخصوص). وقد أرفقت الرسائل مع بيانات ووثائق تظهر أن سويدان قد طالب إدارة السجن مرات عديدة بتوفير بعض الحاجيات اللازمة لممارسة حقوقه الدينية والشخصية، إضافة إلى صور عن وثائق تظهر رفض إدارة السجن تلبيتها.
وحسب الرسائل، فان الإدارة كانت “تعاقب” سويدان على تقديمه تلك الطلبات عبر زجه في السجن الانفرادي لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر في عقوبة تأديبية، قد يكون يراد منه إخضاع السجين وثنيه عن التقدم بطلبات مماثلة.
من ناحيته، أكد المحامي نبيه عياد، أنه يتابع قضية سويدان وسيبعث برسائل تنديدية الى إدارة سجن ليفينورث ليعرف حقيقة ما يجري، مع العلم أن عياد كان قد أرسل برسالة تنديدية الى إدارة سجن جورجيا، في مرحلة سابقة، حاول الإستفسار فيها عن مدى صحة تعرض موكله للتمييز العرقي والديني وطالبهم فيها بضرورة الالتزام بالقوانين التي تكفل حقوق السجناء المدنية. وتلقى في المقابل رسالة من إدارة السجن تنفي تلك الإدعاءات.
وقال عياد: “في حال ثبتت إدعاءات سويدان، سوف نرفع دعوة قضائية على إدارة السجن، لأن لكل إنسان، حرا كان أو سجينا، حقوقا يكفلها القانون والدستور الأميركي”.
وفي السياق نفسه، قامت “صدى الوطن” بالإتصال بمكتب “مركز التعيينات” في ولاية تكساس (المسؤول عن قرار نقل السجناء من سجن الى آخر)، إلا أنهم رفضوا الإدلاء بأي تصريحات أو توضيحات حول السبب الحقيقي وراء نقل سويدان الى سجن ليفينورث، معتبرين “إن هذه المسألة غير مطروحة للعموم والمعلومات في هذا الشأن تعتبر سرية للغاية”. وأفادوا أن المتخصص في القضايا العامة كريس بركي وحده المخول بالإجابة عن مثل هذه التساؤلات.
وبناء عليه، قامت “صدى الوطن” بالاتصال بكريس بركي الذي رفض الكلام بشأن قضية سويدان بعينها، لأنه، وحسب قوله، “متخصص بالقضايا العامة وأن الإجابة عن قضية محددة غير مسموح به”. ولدى جوابه عن الأسباب التي تدفع بإدارة السجن الى نقل سجناء الى سجن آخر حيث أقصى درجات الرقابة، قال: “يكون قرار النقل عادة مبنيا على سلوك السجين وإنتهاكه للأمن ولقوانين السجن”. وعند السؤال عن إمكانية أن تكون الأسباب مبنية على التمييز العرقي والديني، خصوصا في ظل ما يواجهه المسلمون في أميركا مؤخرا من تنميط وتمييز، قال: “نحن لا نتخذ قرار نقل المساجين بسبب عقائدهم الدينية”. وأضاف: “هذا لا يحدث أبداً”.
Leave a Reply