لندن – صنف مرض السرطان بأنه ثاني مسبب رئيس للوفاة والإعاقة بعد مرض القلب، وهو السبب في حالة وفاة من بين 8 حالات حول العالم، حسب مجلة الإيكونوميست البريطانية.
ويفتك مرض السرطان حول العالم سنويا بأكثر مما يفتك مرض الإيدز والسل والملاريا مجتمعين، ويبلغ عدد ضحاياه ستة أضعاف عدد ضحايا حوادث المرور, وتفوق 42 مرة عدد الوفيات الناتجة عن جروح الحروب.
وأعلن المعهد الوطني للسرطان في أميركا أن واحدا من بين كل رجلين وواحدة من بين كل ثلاث نساء في الولايات المتحدة سوف يصابون بالسرطان في حياتهم، وإن هذا المرض بدأ يشكل تحديا عالميا، ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة من واحد من بين كل ثلاثة أشخاص إلى واحد من بين شخصين بحلول العام 2015.
وتزيد نسبة الإصابة بالسرطان في الدول النامية عن الدول الغنية، حسب الإحصاءات, وينمو المرض فيها كوباء نتيجة عدم الكشف عن المرض أو تشخيصه أو معالجته، ومما زاد في انتشاره اتباع الدول النامية عادات الحياة الغربية في الغذاء بما في ذلك التدخين.
وقدرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في العام 2000 عدد الذين شخصوا بالمرض بحوالي 11 مليون شخص في العالم، إضافة إلى 25 مليون آخرين كانوا يعانون منه في ذلك الوقت، وحذرت من أنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فسيزداد عدد الوفيات الناتجة عنه ويصل إلى 17 مليون شخص وعدد المصابين إلى 75 مليونا في العالم.
وقد مضى نحو 40 سنة على إعلان إدارة الرئيس الأميركي الراحل ريتشارد نيكسون الحرب على السرطان والمصادقة على القانون الوطني لمكافحة السرطان في العام 1971 الذي أدى إلى قلة الإصابة بالمرض، ورغم ذلك فإن 20 بالمئة من الوفيات في أميركا سببها السرطان، ولكن لا ينظر إلى مكافحة السرطان على أنه أولوية يجب إعطاؤها الأهمية التي تستحقها.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما بذل جهود جديدة لمكافحة السرطان الذي يؤثر على حياة كل أميركي بمن فيهم هو، والبحث عن دواء للشفاء منه.
وأفادت وحدة التحقيق في مجلة “الإيكونوميست” بأن هذه المرة الأولى التي يتحول فيها عبء السرطان العالمي إلى عبء اقتصادي، حيث هناك فجوة في الإنفاق العالمي على العلاج، وإن أعباء معالجة المرض تضاعفت خلال الثلاثين سنة الماضية، ووصلت إلى ما لا يقل عن 286 مليار دولار أميركي في العام 2009، نصفها عبارة عن نفقات طبية وربعها نتيجة للتوقف عن العمل والإنتاجية. وأضاف تقرير الوحدة أن أكثر من 50 بالمئة من الحالات الجديدة وحوالي ثلثي الوفيات حصلت في العالم النامي، وأن عدد الإصابات بسرطان الرئة في العام 2009 بلغت حوالي مليون، ويتوقع أن تقفز إلى 1,4 مليون حالة في السنوات العشر المقبلة.
ويذكر أن هناك أكثر من 100 نوع من السرطان, وتشكل الإصابة بسرطان الثدي أكثر من 10 بالمئة من الإصابات، ومن المتوقع أن يصل إلى 1,7 مليون في العالم بحلول العام 2020 رغم أن الإصابة بهذا المرض لا تتعدى 1,4 مليون حالة الآن. كما يتوقع وصول الإصابة بحالات السرطان الجديدة هذا العام إلى 13 مليون حالة ونصيب الدول الغنية حوالي 40 بالمئة منها. ويعد السرطان من أكثر الأمراض المزمنة الممكن تجنبها، وقام الكثيرون بنشر التوعية من مخاطره في العالم.
Leave a Reply