الرياض – بعد حظر دام أكثر من ثلاثة عقود، بدأت السعودية بحماس الاستعداد لافتتاح أولى صالات سينما في البلاد في 2018.
وأوضحت وزارة الثقافة والاستعلامات أنها ستبدأ بإصدار التراخيص في الحال، وأن افتتاح أولى صالات السينما سيكون في آذار (مارس) المقبل.
وقالت وزارة الثقافة والإعلام: «سيخضع محتوى العروض للرقابة وفق معايير السياسة الإعلامية للمملكة»، كما أكدت بأن «العروض ستتوافق مع القيم والثوابت المرعية، بما يتضمن تقديم محتوى مثرٍ وهادف لا يتعارض مع الأحكام الشرعية ولا يخل بالاعتبارات الأخلاقية في المملكة».
وكان هناك العديد من صالات السينما في المملكة في سبعينيات القرن الماضي، لكن المؤسسة الدينية الوهابية أقنعت السلطات بحظرها.
وتشكل هذه الخطوة جزءاً من برنامج ولي العهد محمد بن سلمان للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في المملكة التي تحكمها منذ عقود طويلة قيود دينية متشددة.
وكانت فتاوى مفتي المملكة السابق، والشيخ عبدالعزيز بن باز، بادرت بتحريم قطعي لدور السينما، لا يحمل التأويل. إذ أفتى ابن باز ما نصّه «أن السينما تجمع شراً كثيراً ولو وجدت سينما سليمة ليس فيها ما يخالف الشرع المطهر، لم تحرم». وحرمها المفتي الأسبق بالقول «أنها من أعظم المعاصي»، كما حرم إنشاء دور السينما ومشاهدتها وتأجيرها وحراستها.
وكانت هيئة كبار العلماء قد حرمت السينما عبر فتوى صادرة منها، تحرم بناء دور السينما لما فيها من اللهو، ولما تحتويه الأفلام من مناظر فاتنة مثيرة للغرائز وفساد الأخلاق. كما سبق للمفتي الحالي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، الدلو في هذا الشأن، ولم يقلّ منسوب تحريمه عن سابقيه إذ أكّد «أنها محرمة لما تنطوي عليه من محرمات ومفسدة للقيم، ولا خير فيها، وكلها فساد للأخلاق».
لكنّ المفتي الحالي، عاد ليسجل انعطافة لصالح ولي العهد محمد بن سلمان، القائم على مشروع افتتاح صالات السينما، داعياً أن تعالج مطالب هيئة الترفيه بإنشاء دور السينما بحكمة وهدوء، في موافقة ضمنيّة على افتتاحها.
وفي الفترة الأخيرة، شهدت السعودية إقامة حفلات موسيقية واحتفالات باليوم الوطني حضرها ذكور وإناث، حيث شوهد الناس يرقصون في الشوارع على إيقاع موسيقى غربية، وذلك في مشاهد غير مألوفة في المملكة التي سمحت كذلك للنساء مؤخراً بقيادة السيارات.
وكان ولي العهد قد صرح في مؤتمر اقتصادي عقد في السعودية في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بأن بلاده ستعود للإسلام المعتدل.
Leave a Reply