الرياض – في خطوة مفاجئة، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الثلاثاء الماضي، إن الرياض وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارتها مما يلمح إلى احتمال ذوبان الجليد بين السعودية وإيران وسط خلافات بشأن عدد من القضايا في مقدمتها الصراع داخل سوريا.
ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان مساعد وزير الخارجية قوله إن طهران لم تتلق دعوة مكتوبة من السعودية لكن زيارة بين وزيري خارجية البلدين مدرجة على جدول أعمال إيران. وقال عبداللهيان إن إيران ترحب بالمفاوضات مع السعودية لتشجيع حصول تقارب بين البلدين وتسوية المشاكل الإقليمية وتبديد الغموض وتطوير العلاقات».
ولكن التغييرات في السعودية لم تقتصر على الخطاب الدبلوماسي تجاه طهران، حيث شهدت وزارة الدفاع السعودية تغييرات واسعة بـالقيادة العسكرية في البلاد بعد يوم واحد من زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل للرياض، فقد أصدر الملك، الأربعاء الماضي، أمراً ملكياً بإعفاء نائب وزير الدفاع الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز من منصبه، بناءً على طلبه، وتعيين الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مكانه. كما أصدر الملك أمراً آخر بتعيين نجله الأمير تركي أميراً لمنطقة الرياض بمرتبة وزير.
ووصل هايغل إلى جدة كمحطة أولى في جولة قادته إلى الأردن وإسرائيل، أجرى خلالها محادثات بشأن إيران والحرب في سوريا.
واللافت أن الأمير سلمان فقد منصبه في اليوم التالي من الزيارة رغم أنه كان في استقبال هايغل في مطار الملك عبد العزيز.
وفي أوسع تغييرات تشهدها وزارة الدفاع منذ عقود، صدر أمر ملكي بتعيين محمد بن عبدالله العايش مساعداً لوزير الدفاع بمرتبة وزير، وترقية الفريق الركن عبدالرحمن بن صالح بن عبدالله البنيان رئيساً لهيئة الأركان العامة. كما طالت الأوامر الملكية قيادتي القوات الجوية والبحرية.
وكان الملك السعودي قد أعفى في نيسان (أبريل) الماضي، الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء وتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس ديوان ولي العهد ومستشاره الخاص، وزير دولة وعضواً في مجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله. كما أعفى رئيس الاستخبارات العامة بندر بن سلطان بن عبد العزيز ووزير الصحة عبد الله الربيعة من منصبيهما.
وخلف الامير بندر في منصبه مساعده يوسف بن علي الادريسي بناء على مرسوم ملكي. والأمير بندر موجود خارج المملكة منذ اشهر عدة لدواع صحية ولم يعد يتولى إدارة الملف السوري بحسب دبلوماسيين.
وتأتي هذه الاجراءات لاسيما تعيين نجل الملك حاكماً على العاصمة لتعزز فرعه من الأسرة الحاكمة مع اقتراب الموعد الذي سيتوجب عنده اتخاذ قرار بشأن كيفية نقل السلطة إلى الجيل التالي.
وبلغ العاهل السعودي عامه التسعين في السنة الماضية بينما بلغ ولي العهد الأمير سلمان 78 عاماً. أما الأمير مقرن فقد ولد العام 1943.
وبتعيين الأمير مقرن ولياً لولي العهد يؤجل العاهل السعودي اللحظة التي يتعين فيها على أسرة آل سعود اتخاذ القرار الصعب حول كيفية نقل الخلافة للجيل التالي في الأسرة الحاكمة.
Leave a Reply