عقب تسلمه لجائزة تكريمية في الحفل الذي أقامته “اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز” (فرع ميشيغن)، قال سفير الإرادات الطيبة، أو النوايا الحسنة، عبدالله هاشم في كلمة قصيرة: “إن هذا الوقت ليس للكلام، بل للأعمال”. وحسنا فعل السفير عبد الله، لأنه ليس لدى أي واحد فينا وقت للحديث والكلام والثرثرة والبروظة، فنحن مشغولون بما هو أهم. ومين فاضي يعقد ويسمع الحكي.. في أوقات العمل والنضال والمثابرة.
ورغم أنه تم تعيين عبدالله هاشم سفيراً للنوايا الحسنة لدى الـ”أي دي سي” منذ أكثر من شهر، لم يتوفر لديه الوقت ولا الفرصة، ولا للمدير الإقليمي للـ”أي دي سي” عماد حمد كذلك، ليخبرنا عن أسباب ذلك التعيين. وأصلاً لم يسأله أحد منا عن أسباب ذلك، لأننا مشغولون بخدمة الجالية، وليس عندنا وقت لحك رؤوسنا، إضافة إلى ثقتنا العمياء بمدير الـ”أي دي سي”.
ونحن علينا أن نتعلم التضحية والإصرار والثقة بالآخرين، وعلينا أن نتعلم من هؤلاء القياديين الذين يوصلون صوت الجالية إلى كل مكان ويدافعون عن مصالحها في جميع المحافل وسهرات الأركيلة. وعلينا أن نقتدي بهم، لأن كل شخص فينا حامل للرسالة ومسؤول عن صورة العرب في أميركا. وعلينا ألا نتقاعس عن أداء دورنا، وبذل الغالي والرخيص من أجل تفعيل حضورنا، سواء عبر التصويت في مواسم الانتخابات، أو التبرع بدولاراتنا في العشاءات الخيرية، أو بح حناجرنا وإلهاب أيدينا ونحن نصفق لهم في الخطابات. وعلينا أن نتحلى بالوفاء والإيثار والعطاء، وأن نقطع الطعام عن أنفسنا ليأكلوا، وأن نأكل الفلافل والحمص والمجدرة، وأن نبعث لهم بأطباق السمك والجمبري والكافيار لكي يتغذوا.. ويستمدوا الفوسفور المفيد للدماغ، لمساعدتهم على التفكير بالقرارات الخطيرة والمصيرية، مثلما كان يفعل المتطوعون لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، مع قادتهم الكبار. وعلينا أن نشكر الله في الصباح والمساء على تلك الفصائل التي صدّرت لنا ناشطين أشاوس يكرسون الليل والنهار لخدمة الجالية.
وفي الواقع، هنالك بعض الأصوات المريضة التي تهمس وتتساءل عن أسباب اختيار الناشط ورجل الأعمال الناجح عبدالله هاشم للقب السفير، ولكننا نعرف أنها مجرد أصوات ناعبة لا تدل إلا على الخراب، فعبدالله هاشم أشهر من نار على علم، ولا يدخر جهداً إلا ويبذله في سبيل مصلحة الجالية. ونقول لتلك الأصوات.. الكلاب تنبح والقافلة تسير، ومبروك لديربورن و للـ”أي دي سي” ولكامل الجالية العربية ولابنها البار، هذا المنصب، متأكدين أن سعادته سيعمل كل ما وسعه من أجل نصرة العدالة، والدفاع مع المستضعفين، يداً بيد مع زملائه الآخرين الذين لا يقلون شهرة عنه، سفراء النوايا الطيبة من أمثال أنجيلينا جولي وهي ممثلة أميركية معروفة، ودريد لحام وهو ممثل سوري كوميدي، وعاصي الحلاني وهو مطرب لبناني، فمبدأ سفارات النوايا الحسنة يقوم كما هو معروف على سمعة الشخص وشهرته وسيرته المهنية.. التي تعطي صاحبها سلطة أخلاقية، ومصداقية واسعة، ونزاهة كبيرة. وصحيح أن عبدالله هاشم ليس ممثلاً وليس فناناً مثلهم.. ولكنه يمشي على طريق التمثيل، وطبعاً لا أقصد التمثيل في السينما.. بل تمثيل أصوات الجالية. (هاهاها.. ضحكات بسبب خفة الدم).
ولتلك الأصوات التي تشكك بأسباب استحداث هذا المنصب، فعلى الجميع أن يعرف، أيها الأخوة والأخوات، أنه من الضروري توسيع شبكة نشاطاتنا، لأنه وبكل صراحة.. ديربورن صارت ضيقة ولا تتسع لهذا الكم الهائل من الناشطين والقياديين، وهذا علامة صحية ودلالة على الوعي والثقافة، ولكن وللحقيقة فإن ديربورن.. لم تعد تتسع للمتطوعين والراغبين بتقديم الخدمات لأبناء الجالية، وبالتالي كان لا بد من توسيع رقعة نشاطاتنا وأعمالنا، ليس في أميركا وحدها، بل في جميع أنحاء العالم. وكانت الـ”أي دي سي” رائدة في هذا المجال عبر جهود مديرها الإقليمي عماد حمد الذي رعى تأسيس وإطلاق مؤسسة حقوقية جديدة في كندا.. هون جنبنا في مدينة ويندسور، وهي “اللجنة العربية الكندية لمكافحة التمييز”، تديرها وتعمل بها وتلهمها وتضع سياساتها وخططها وتقوم بكافة أعبائها الناشطة هالة سبيتي. ولوحدها. تخيلوا. وطبعاً نتمنى من جاليتنا العربية في ويندسور أن تتعلم من شقيقتها، الجالية العربية في ديربورن. والناشطة سبيتي تقوم بكل تلك الأعباء لوحدها، من خلال استلهام تجربة الـ”أي دي سي” في ميشيغن، إضافة إلى بعض النشاطات الأخرى، ومنها العمل بلا هوادة من أجل ترتيب زيارة إلى سوريا واللقاء مع رئيسها لبحث القضايا التي تهم الجانبين، وتحديدا تلك التي تتصل بشؤون العدالة.
وفي هذه المناسبة العظيمة والتاريخية، نتمنى على المؤسسات العربية الأخرى في ديربورن، أن تتعلم من تجربة الـ”أي دي سي” الرائدة، وأن تقوم بإيجاد منصب “سفير الإرادات الطيبة” لديها، من أجل تشغيل بعض الناشطين واستيعابهم، فضلاً عن أن ذلك سيزيد نشاطات المؤسسات فعالية وجدوى، ومن دون أن نتخلى عن مبدأ المحاسبة، والنقد والنقد الذاتي، وعدم التهاون أو التفريط بحقوق أبناء الجالية. فهذه الـ”أي دي سي” قامت بعمل شجاع حين تخلت عن الناشط المحامي نبيه عياد الذي ذهب للعمل مع مؤسسة حقوقية أخرى، لأسباب لا يتسع المجال لذكرها، كما أنها قامت ببعض الإجراءات الأخرى من باب عدم التهاون مع المقصرين، إذ أنها أعفت الناشطة ناديا فاضل من منصب “مدير الـ أي دي سي في مكتب ديترويت”.. ورغم أنها تلقت عديد الجوائز على نشاطها ولكنها عندما بدأت بالتقصير، قامت الـ”أي دي سي” بفصلها، وتعيين شخص آخر مكانها، وهو رجل الأعمال زهير علوية.
ولقد بدأ مكتب الـ”أي دي سي” في ديترويت نشاطاته مباشرة، وبشكل نشيط جدا، عبر المشاركة مع مؤسسات أخرى بترتيب زيارة للكاتب أسعد أبو خليل، الذي سيزورنا في الأيام القادمة، فاستعدوا للترحيب به.
أقول قولي هذا.. واستغفر الله العظيم لي ولكم.. وأخبركم ولمن يريد أن يشرب الشاي أن يتبعنا إلى الكاراج.
Leave a Reply