أكد الدكتور بشار الجعفري سفير سوريا في الامم المتحدة أن «لا حوار مع الارهابيين والقتلة وقاطعي الرؤوس»، وأن الحوار سيكون مع السوريين الذين لم يطالبوا باستدعاء الخارج لضرب سوريا، مبيناً أن الازمة السورية أفرزت عوامل عدة كان لها أثر كبير على الصعيدين الاقليمي والعالمي، وأن المشهد السياسي هذا العام ليس كما كان قبل عام أو قبل عامين.
جانب من الحضور في قاعة «بيرتون مانور» |
جاءت مواقف الجعفري في اللقاء المشترك الذي عقده مع أبناء الجالية العربية في ميشيغن، والذي شارك فيه مباشرة من دمشق الدكتور أحمد بدر الدين حسون، مفتي الجمهورية، والمطران لوقا الخوري، المعاون البطريركي العام للروم الارثوذوكس في سوريا وسائر المشرق، وذلك عبر خدمة «سكايب» بواسطة شاشة كبيرة وضعت في قاعة «بيرتون مانور» بمدينة ليفونيا حيث حضرها حوالي ٤٠٠ شخص من أبناء الجالية العربية في ميشيغن مساء التاسع والعشرين من كانون الاول (ديسمبر) الماضي.
وكشف الجعفري أن الأزمة السورية ساهمت في إلغاء «القطبية الاحادية» في العالم ببروز قطب ثان يضم روسيا والصين ودول الـ«بريكس»، التي باتت تتخذ «الفيتو» في الامم المتحدة، هذا بالإضافة إلى كشف مصلحة إسرائيل في تأجيج الأزمة السورية وتقسيم المنطقة إلى دويلات «مارونية ودرزية وعلوية وشيعية وأخرى سنية» وترك هذه الدول لتتقاتل مع بعضها ليتسنى لإسرائيل إعلان «يهودية كيانها» وترسخ ذلك قانونيا في الأمم المتحدة مؤكداً أن اسرائيل تطرد الفلسطينيين من صحراء النقب لتقوم فيما بعد بعملية تبادل الأراضي لتعطيهم الصحراء كأرض بديلة لأرضهم.
وأضاف الجعفري في كلمته التي جاءت ضمن جولة جديدة بين أبناء الجاليات العربية في المدن الأميركية، بأن «سوريا تسعى لمحاربة مخططات إسرائيل وحلفائها في المنطقة وتقوم على التصدي لها وإفشالها بشكل دائم. الأمر الذي يفسر مصلحة اسرائيل في إضعاف سوريا».
وسبق للجعفري أن زار ديربورن العام الماضي برفقة المطران لوقا الخوري حيث ألقى كلمة في قاعة «غرينفيلد مانور».
وقال الجعفري «إن الازمة السورية عرّت تماماً أصدقاء اسرائيل وكشفت علاقة السعودية وقطر وتركيا بها ومدى تنسيق المواقف فيما بينهم».
وتحدث الجعفري عن سحب الجنسية البريطانية من خمسمائة إرهابي يقاتلون في سوريا قائلاً إن «هذا معناه البقاء في ساحات القتال والقتال حتى الموت وليس معناه أن بريطانيا تكافح الارهاب».
وقال إن الجامعة العربية يفترض أن تكون «حاضنة للعمل العربي المشترك ومدافعة عن أي بلد يتعرض للخطر ومفعلة لمعاهدة الدفاع العربي المشترك في حين كان دورها بمنتهى السلبية، وقد أسقط دورها تماماً في الازمة السورية عندما ذهب أمينها العام إلى الأمم المتحدة راجياً التدخل الدولي لضرب سوريا وتدميرها وهذا خرق كبير للعمل المؤسساتي العربي وتدمير له».
وتحدث السفير السوري عن الجهات التي تدعي المطالبة بالديمقراطية والحرية وهي نفسها الداعمة للإرهاب مثل السعودية وقطر وتركيا، مذكراً بأن «السعودية قد حكمت على مواطن بالسجن ثلاثين عاماً وخمسمائة جلدة لمجرد أنه طالب بانسحاب القوات السعودية من البحرين، بينما حكمت قطر على شاعر بالسجن المؤبد لانتقاده النظام القطري وبعد سقوط حمد خفف الحكم عنه لخمسة عشر عاماً.. هذا عدا عن الفظائع التي ترتكب بحق العمالة الوافدة في كلا البلدين والتي تحدثت عنها منظمات حقوقية عالمية»، وعن الوضع في تركيا قال الجعفري «وصل أردوغان الى أسوأ حالاته بعد خسارته لحلفائه وفضائح الفساد المالي التي تورط بها حلفاؤه واحتمال خسارته في الانتخابات القادمة».
وعن جهود الدبلوماسية السورية في نيويورك، قال الجعفري «لقد أرسلنا خمسمئة رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة خلال الأزمة منها قوائم بأسماء الإرهابيين السعوديين الذين لاقوا حتفهم بسوريا وقوائم مماثلة عن الارهابيين الذين دخلوا سوريا عن طريق تركيا وأسماء المعتقلين الغربيين وغيرها.. وسنتابع القضية في المحافل الدولية حتى النهاية».
واستعرض الجعفري الوضع العام في سوريا والإنجازات التي يحققها الجيش السوري على الأرض مؤكداً أن الجيش يعمل على «القضاء على الارهابيين مهما اختلفت تسمياتهم وتنظيماتهم».
وبدوره، تحدث المفتي حسون عن الحوار مع أبناء سوريا مؤكدا قبل كل شيء العمل على وقف إطلاق النار وحقن الدماء وأن الحوار مع ثلاثة وثمانين دولة أرسلت مقاتلين الى سوريا مستحيل مطالباً بالضغط على كل من السعودية وقطر وتركيا الدول الداعمة للإرهاب التي تؤمن المال والسلاح وتسهل مرور الارهابيين.
وفي كلمته، قال المطران الخوري «نحن في سوريا أرسلنا المحبة والسلام الى العالم وهي أرض مقدسة، وبمحبتنا سننتصر على القوى الظلامية وسنخرج أقوى مما كنا، وعزيمتنا قوية بمحبتنا وتسامحنا، هذه المحبة التي يعتز بها أبناؤنا ونسأل الله أن يعمّ السلام في بلادنا».
وكان الزميل أسامة السبلاني، ناشر «صدى الوطن» ورئيس تحريرها، قد افتتح اللقاء بكلمة حماسية الهبت مشاعر الحضور حيا فيها «الشعب والجيش العربي السوري والرئيس بشار الاسد» مشيداً بـ«صمود الدولة السورية» وبدعم حلفائها، لأن سوريا في هذا الصراع تمثل الخير، فيما يمثل أعداؤها الشر. والخير لا بد وأن ينتصر».
Leave a Reply