ديربورن – علي حرب
دعا الدبلوماسي اللبناني المخضرم الدكتور كلوفـيس مقصود الى الوحدة العربية فـي حفل الإحتفال باصدار مذكراته: «من زوايا الذاكرة»، وذلك فـي «المتحف الوطني العربي الأميركي»، يوم السبت ٤ تشرين الأول (أكتوبر).
كلوفيس مقصود |
مقصود، البالغ ٨٥ عاماً من العمر، كان ممثلاً للجامعة العربية فـي الولايات المتحدة والأمم المتحدة حتى تقديم استقالته فـي عام ١٩٩٠بعد غزو العراق للكويت. كما مثل الجامعة العربية كسفـيرها فـي الهند، وكتب فـي كبار المطبوعات العربية، بما فـي ذلك الصحف اللبنانية والمصرية خاصة «النهار» و«الأهرام». التحق بالجامعة الأميركية فـي بيروت وحصل على شهادة فـي القانون من جامعة «جورج تاون». وقدمت منال صعب، رئيسة المجلس الاستشاري للمتحف، الدكتور كلوفـيس مقصود. وقالت «تغطي المذكرات التزام الكاتب بالمثل القومية العربية، وسياسة عدم الانحياز والاشتراكية الديمقراطية».
وأضافت «محطات فـي قطار القومية العربية» هو العنوان الفرعي من مذكرات مقصود، وأن «القطار لديه «داعش» مستعملاً مصطلح «الدولة الإسلامية» لأنه يجب التخلُّص من صعود موجة التطرف».
ونسبت إلى مقصود قوله أيضا «الدين لا يمكن أن يحل محل القومية والأيديولوجية التي تقود الجماهير العربية. وعندما يعتبر الإسلام السياسي نفسه بديلاً عن القومية العربية، فإنه يفقد إحساسه بالتوجه ويفقد بوصلته».
وتحدث السفـير السابق فأوضح أنَّ العالم العربي يحتاج الى التنوع، وليس التعدُّدية وأن الجماعات الدينية المختلفة ينبغي أن تكون قادرة على العيش معاً، وليس مجرد العيش المشترك محذراً من آثار المذهبية «المدمرة».
وأضاف أنه أبلغ راشد الغنوشي، زعيم «حزب النهضة» الإسلامي المعتدل فـي تونس، أن القيم الإسلامية يمكن غرسها فـي المجتمع مثل الديمقراطية المسيحية فـي أوروبا الغربية، ولكن ليس كبديل عن القومية.
وأردف «اننا كعرب نشهد استقالة من الأمل ونحن نختبر الخضوع أكثر إلى ما يشبه اليأس. لكن نحن لن نستقيل رغم كل السلبيات التي نواجهها».
وروى الدبلوماسي المخضرم حكايات من مسيرته الشهيرة، ولقاءه بالمطربة المصرية الأسطورية أم كلثوم، التي سألته مازحة إذا كان كلوفـيس هو إسمه الفني.
وقال مقصود بإمكان القضية الفلسطينية أن تكون الركيزة التي توحد العرب وتجدد طاقتهم وأضاف «أن الوجود العسكري الإسرائيلي فـي الأراضي الفلسطينية هو وجود الغازي، وليس المحتل، لأن الإحتلال لا يمكنه إجراء تغييرات ديمغرافـية أو جغرافـية فـي المناطق التي يتواجد فـيها، وفقاً للقانون الدولي».
واستطرد «أنه من الممكن إعادة القومية العربية لشعبيتها السابقة خلال أيام الزعيم المصري الكبير جمال عبد الناصر فـي الستينيات ولكن من دون عيوبها الماضية. وهناك إمكانية للتغلب على الأزمة الحالية فـي العالم العربي، وإنهاء احتلال فلسطين إذا اتحدنا، إذا كنا بلداً ديمقراطياً، إذا احترمنا حقوق الإنسان، إذا كنا نمنح المرأة المكانة وإذا كنَّا ملتزمين فـي التنمية المستدامة». كتاب مذكرات مقصود «من زوايا الذاكرة» متوفر باللغة العربية فـي «المتحف الوطني العربي الأميركي» الواقع على شارع ميشيغن فـي ديربورن.
Leave a Reply