السلامة للجميع

بقلم: صخر نصر

أعلنت ولاية ميشيغن عن انخفاض نسبة استخدام حزام الأمان في السيارات من سبعة وتسعين بالمئة  الى ثلاثة وتسعين بالمئة خلال الربع الأول من هذا العام، وارتفاع نسبة الحوادث بنسبة تزيد عن العشرة بالمئة .

والحديث عن حزام الأمان في السيارات كالحديث عن الصحة والوقاية من الأمراض، فكلاهما يتعلقان بالسلامة الشخصية، وحزام الأمان وجد لحماية السائق والراكب على حدّ سواء من التصادمات المرورية والحوادث التي تساهم أحزمة الأمان بالتخفيف من أضرارها الجسدية بنسبة كبيرة جداً، وهو بالتالي عامل أمان مهم لمستخدمي السيارات، سواء أكانوا سائقين أم ركاباً.

قبل أيام، ركبت مع شاب في سيارته الحديثة وربطت حزام الأمان كالعادة، ولكني فوجئت بأن شاب لم يربط الحزام فسألته ممازحاً: ألا تخاف من المخالفة (تيكت) فرد بابتسامة: عندما يحصل ذلك سأضع الحزام.. ولكني لم أخُالَف حتى الآن.

لم أُفاجأ بجواب الشاب، فهناك الكثيرون من أبناء جاليتنا العربية لا يربطون حزام الأمان ولأسباب مختلفة، فمنهم من يقول: «إذا كنت سأستقل السيارة من أجل التنقل في شوارع ديربورن الفرعية التي لا يسمح بالسير فيها بسرعة تفوق 25 ميلاً بالساعة، عدا عن كثرة إشارات الوقوف (ستوب ساين)، مايعني أن السيارة لا تكاد تنطلق حتى تتوقف من جديد، وهذا يجعل من حزام الأمان عبئاً ليس إلا». 

لكن آخرين يقولون إن حزام الأمان ضروري جداً حتى ولو لمسافة قصيرة، فالتصادمات التي تقع بين الأحياء كثيرة، وإذا كنت أنت ملتزماً بحدود السرعة وبإشارات الوقوف، فذلك لا يعني أن الآخرين سيفعلون. وإذا كان حظك سيئاً واصطدمت بسيارة أحد المتهورين، وما أكثرهم في الصيف، فإن وضع حزام الأمان قد يكون عنصراً حاسماً في حياتك.

بالمناسبة، يعيد المشرعون في كونغرس ميشيغن النظر بحدود السرعة على الطرق السريعة المحددة حاليا بسبعين ميلا بالساعة، وسط دعوات لرفعها الى 75 أو 80 بالمئة، وهذا توجه منطقي وضروري.

ففي معظم دول العالم المتحضر تحدد السرعة على الطرق السريعة (الهاي وي) بأكثر من ثمانين ميلا في الساعة، وفي بعض الدول ليس هناك من سرعة محددة على بعض الطرقات، مثل ألمانيا حيث طرق «الأوتوبان»، كما يطلق عليها بالألمانية، حيث بإمكان السائقين القيادة بأقصى سرعة ممكنة دون مخالفة القوانين.

إن ما نتمناه في ميشيغن تحسين الطرق التي باتت في حالة سيئة للغاية، ورفع السرعات بما يتناسب مع عصر السرعة وتأمين السلامة والوصول السريع والآمن للجميع.