لانسنغ – كشفت السلطات الفدرالية يوم الخميس الماضي عن مؤامرة ميليشياوية للإطاحة بحكومة ولاية ميشيغن واختطاف الحاكمة غريتشن ويتمر ومحاكمتها بوصفها «طاغية» انتهكت الحقوق المدنية للمواطنين خلال جائحة كورونا.
وبلغ إجمالي عدد الأفراد الضالعين بالمخطط، 13 شخصاً بينهم سبعة ينتمون إلى ميليشيا «وولفرين واتشمن».
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) قد داهم، يوم الأربعاء الماضي، منزلاً في بلدة هارتلاند بمقاطعة ليفينغستون، حيث تم اعتقال ستة أشخاص، اتُهموا من قبل الادعاء العام الفدرالي بالتخطيط لمهاجمة مبنى الكابيتول في العاصمة لانسنغ واختطاف الحاكمة من منزلها الريفي في شمال الولاية، فضلاً عن التدرب على استخدام الأسلحة والمتفجرات لتنفيذ عمليات جانبية لتحويل أنظار الشرطة عن مخططها الرئيسي.
أما الأفراد السبعة الآخرون، المنتمون إلى ميليشيا «وولفرين واتشمن»، فقد تم اعتقالهم في وقت لاحق من قبل شرطة ميشيغن. ووجّهت إليهم المدعي العام في الولاية، دانا نسل، تهماً بالتخطيط لمهاجمة عناصر الشرطة ومحاولة إثارة حرب أهلية، والمشاركة في التخطيط لعملية اختطاف الحاكمة وتهريبها إلى منطقة نائية بولاية ويسكونسن المجاورة.
وقالت نسل إن أعضاء الميليشيا تم التواصل معهم من قبل المتآمرين الستة للمساعدة في عملية اختطاف ويتمر، وقد تم توجيه التهم إليهم بناء على قانون ميشيغن الخاص بمكافحة الإرهاب المحلي.
ويقول المدعون إن المتآمرين ناقشوا بالفعل، تجنيد قوة قوامها 200 فرد لاقتحام مبنى الكابيتول في عاصمة الولاية، لانسنغ، واحتجاز رهائن، لكنهم تخلوا لاحقاً عن الخطة لصالح مخطط احتجاز ويتمر كرهينة قبل انتخابات الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وبحسب المسؤولين، بدأت السلطات الفدرالية، التحقيق حول أهداف المجموعة منذ شهر حزيران (يونيو) الماضي، بعد رصد مجموعة من الأشخاص كانوا يناقشون «الإطاحة العنيفة» بحاكمة ميشيغن بسبب انتهاكها للدستور والحقوق المدنية بذريعة وباء كورونا.
وقد تمكن مكتب «أف بي آي» من اختراق المجموعة وتسجيل اجتماعاتها على مدى الأشهر الماضية بمساعدة مخبرين وعميلين سريين لدى الوكالة الفدرالية.
وقامت السلطات باعتقال المتآمرين الستة، في مقاطعة ليفينغستون، أثناء لقائهم لجمع الأموال لشراء المتفجرات وتبادل المعدات التكتيكية.
المدعي الفدرالي في ديترويت، ماثيو شنايدر، قال للصحفيين إن المداهمة جنبت البلاد أعمال العنف التي كان يتم التخطيط لها. وتابع «قد نختلف جميعاً في ميشيغن حول السياسة، لكن هذه الخلافات يجب ألا تؤدي أبداً إلى العنف».
وكشف أن المتهمين تآمروا لعدة أشهر، وتدربوا مع أعضاء الميليشيات وأجروا تدريبات في شهري آب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر)، كما قاموا بمراقبة منزل ويتمر الريفي، وفقاً لمكتب التحقيقات الفدرالي.
بدورها، قالت المدعي العام في ميشيغن إن الآونة الأخيرة شهدت صعود الخطاب المعادي للحكومة والمجموعات التي تتبنى أيديولوجيات متطرفة، مشيرة إلى أن هؤلاء يعملون على استغلال الظروف الحالية لدفع أجندتهم الداعية إلى التسلح وإنشاء مجتمعات مكتفية ذاتياً.
وفي خطاب ألقته مساء الخميس المنصرم، علقت حاكمة ميشيغن على مخطط اختطافها بالقول، إنها كانت تدرك مدى صعوبة مهمتها عندما أدلت بقسم اليمين لتولي منصب الحاكم قبل 22 شهراً «لكنني، بصراحة، لم أتخيل قط شيئاً كهذا».
وحمّلت ويتمر، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مسؤولية المؤامرة العنيفة بسبب عدم إدانته مجموعات الكراهية في الولايات المتحدة، مذكرة بامتناعه عن إدانة مجموعة «براود بويز» خلال مناظرته الأخيرة مع المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن.
ورد ترامب عبر تغريدة على موقع «تويتر» قائلاً إن الحاكمة ويتمر قامت بـ«عمل سيء للغاية» في التعامل مع الوباء، و«أغلقت الولاية بأكملها أمام الجميع باستثناء نشاطات زوجها في ركوب القوارب».
وأضاف أن وزارة العدل والسلطات الفدرالية «أحبطت مخططاً خطيراً ضد حاكمة ميشيغن، وبدلاً من أن تقول شكراً، تقول بأنني مؤمن بتفوق العرق الأبيض، في حين أن بايدن والديمقراطيين يرفضون إدانة «أنتيفا» والفوضويين واللصوص والعصابات التي تحرق المدن التي يديرها الديمقراطيون.
وأكد ترامب رفضه لكل أشكال العنف، مشدداً على أنه كرئيس للبلاد سيواصل الدفاع عن «جميع الأميركيين، حتى أولئك الذين يعارضونني ويهاجمونني».
وختم الرئيس سلسلة تغريداته بدعوة ويتمر إلى فتح اقتصاد ميشيغن والمدارس ودور العبادة.
وردت ويتمر على تغريدات ترامب بالقول إنه «من الواضح لم يشاهد خطابها». وأضافت: «إذا كنت قد سئمت مثلي من الانقسام القائم هناك ما يمكننا فعله حيال ذلك».
وكان زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس شيوخ ميشيغن، السناتور مايك شيركي، قد أصدر بياناً ندد فيه بمخطط اختطاف الحاكمة واصفاً الضالعين فيه بأنهم «غير وطنيين».
وقال «إن أي تهديد للحاكمة هو تهديد لنا جميعاً» مديناً أفراد المجموعة الذين نعتهم بـ«المجرمين والخونة».
ومساء الخميس كذلك، احتشد العشرات من أنصار الحاكمة الديمقراطية أمام مبنى الكابيتول لإظهار تضامنهم معها، رافعين شعار «غرتش الكبيرة».
Leave a Reply