فارمينغتون هيلز
لسنوات استخدم عملاء فدراليون جامعة وهمية في مدينة فارمينغتون هيلز لاجتذاب المهاجرين غير الشرعيين الذين كانوا يحاولون البقاء في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
في الواقع، لم يكن في «جامعة فارمينغتون» المزعومة موظفون ولا مدرسون ولا مناهج دراسية ولا فصول دراسية، بل كان يتم استخدامها من قبل عملاء سريّين في وزارة الأمن الداخلي لكشف الأشخاص المتورطين بتسهيل الهجرة غير الشرعية، حسبما كشفت لوائح اتهام قضائية صدرت عن هيئة محلفين كبرى في محكمة ديترويت الفدرالية، الأربعاء الماضي.
وشملت الاتهامات ثمانية أشخاص من ثماني ولايات أميركية بالتآمر لمساعدة ما لا يقل عن 600 شخص أجنبي على البقاء في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وكانت العملية السرية قد بدأت عام 2015 ولكنها تكثفت بعد شهر واحد من بداية عهد الرئيس دونالد ترامب كجزء من حملة واسعة أطلقتها الإدارة الجديدة لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
ورغم أن المتهمين في القضية هم من سكان ثماني ولايات مختلفة إلا أنه تم القبض على ستة منهم في منطقة ديترويت الكبرى فيما تم القبض على الآخرين في فلوريدا وجورجيا:
– بهاراث كاكيردي (29 عاماً، فلوريدا)
– أسوانث نون (26 عاماً، جورجيا)
– سوريش كاندالا (31 عاماً، فيرجينيا)
– فانيدب كارناتي (35 عاماً، كنتاكي)
– بريم رامبيسا (26 عاماً، نورث كارولاينا)
– سانتوش سما (28 عاماً، كاليفورنيا)
– أفيناش ثاكالابالي (28 عاماً، بنسلفانيا)
– نافين براتيباتي (29 عاماً، تكساس)
وبدءاً من عام 2015، كانت الجامعة جزءاً من عملية سرية تهدف إلى تحديد جهات التوظيف والكيانات المشاركة في الاحتيال على نظام الهجرة. وفي شباط (فبراير) 2017 بدأ وكلاء الأمن الداخلي بالتظاهر كمسؤولين في الجامعة التي تمتلك موقعاً إلكترونياً احترافياً، وموقعاً فعلياً في مبنى تجاري على الطريق السريع «نورثوسترن» بمدينة فارمينغتون هيلز.
وتقول وثائق الاتهام: «… تم استخدام الجامعة من قبل الأفراد الأجانب كوسيلة احتيالية «لدفع المال مقابل الإقامة» عبر السماح لهؤلاء الأفراد بالبقاء في الولايات المتحدة من خلال الادعاء زوراً بأنهم مسجلون كطلاب بدوام كامل في الجامعة، وأنهم يواصلون دراستهم فيها بشكل طبيعي.
ومن بين المتهمين الثمانية، أشخاص استلموا مبالغ نقدية ورشاوى للعثور على طلاب وهميين لحضور الجامعة، حسب الادعاء العام الفدرالي.
طالبة فلسطينية من ديربورن هايتس بين الموقوفين
أسفرت العملية السرية التي قامت بها السلطات الفدرالية للإيقاع بالمهاجرين غير الشرعيين من خلال الجامعة الوهمية في فارمينغتون هيلز عن اعتقال 130 طالباً توزعوا في أنحاء البلاد، بينهم الطالبة الفلسطينية نجلاء كريم مصرصع التي احتجزت في سجن فدرالي، مساء الخميس الماضي، وتواجه احتمال ترحيلها.
وقال المحاضر بكلية الحقوق بـ«جامعة ديترويت ميرسي» عامر زهر، متحدثاً باسم عائلة مصرصع: «يبدو أن الحكومة كانت ضالعة بالفعل في خداع الطلاب لانتهاك شروط تأشيراتهم».
وأفاد مصدر مقرب من عائلة مصرصع أن «الشقة التي تقيم فيها نجلاء بمدينة ديربورن هايتس قد تعرضت لغارة تفتيشية صباح الخميس الماضي»، مضيفاً أن الطالبة الفلسطينية كانت تحضر لنيل شهادة الدكتواره في الجامعات الأميركية.
وفيما تقول الحكومة إن الطلاب الموقوفين، الذين دفعوا رسوماً جامعية كانوا يعلمون أنهم يقومون بالدفع بطريقة غير قانونية لكي يبقوا داخل الولايات المتحدة، وليس لارتياد الجامعات، إلا أن بعض العاملين في مبنى «الجامعة الوهمية» قدموا رواية مختلفة للقناة المحلية السابعة التابعة لشبكة «أي بي سي».
وقالت ندى عبد المسيح، وهي واحدة من العاملين في المبنى: «إنهم (الطلاب) كانوا يسألون عن الأوقات التي تفتح فيها الجامعة، وأوقات إغلاقها». وأكد عامل آخر في المبنى، يدعى ستيف جيفرز أنه على معرفة ببعض الطلاب الذين لا يعرفون بأن الجامعة وهمية.
وقال المحامي راسل أبروتين، الذي تحدث مع عدد من الطلاب الموقوفين: «إن الحكومة أخذت أموالاً من أشخاص أبرياء تحت ذرائع زائفة».
Leave a Reply