غراند رابيدز – مثُل خمسة متهمين من أصل 13 ضالعين في مخطط اختطاف حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر، أمام المحكمة الفدرالية في مدينة غراند رابيدز بغرب الولاية، يوم الثلاثاء الماضي، حيث كشف الادعاء العام الفدرالي عن تفاصيل جديدة وصادمة حول المؤامرة التي قيل إنها كانت تهدف إلى إشعال حرب أهلية في الولايات المتحدة.
وكانت السلطات الفدرالية قد اتهمت ستة أشخاص بالتآمر لاختطاف ويتمر بسبب أوامرها بإغلاق الولاية لمواجهة وباء كورونا، فيما وجهت المدعي العام في الولاية، دانا نسل، اتهامات إلى سبعة آخرين ينتمون إلى ميليشيا محلية، بدعم الإرهاب والانتماء إلى عصابة وحيازة أسلحة نارية بهدف ارتكاب جناية.
ويوم الخميس الماضي، وجّهت نسل تهماً مماثلة إلى رجل ثامن، تم اعتقاله في ولاية ويسكونسن، وسيجري نقله إلى ميشيغن لمحاكمته. وقالت نسل إن المتهم ضالع في مخطط مهاجمة مبنى الكابيتول في لانسنغ واختطاف سياسيين بينهم الحاكمة.
وفي حين سيمثل المتهمون من قبل نسل، أمام القضاء المحلي نظراً لعدم توجيه أية تهم فدرالية إليهم، مثل خمسة من المتهمين الفدراليين الستة، وهم مقيدون بالسلاسل، أمام المحكمة الفدرالية في مدينة غراند رابيدز، خلال الأسبوع الماضي، حيث عرض ممثل الادعاء العام، نيلز كيسلر، صوراً ومقاطع فيديو تظهر انخراط المتهمين بالمخطط التآمري، إضافة إلى شهادة العميل الخاص في مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، ريتشارد تراسك.
أما المتهم الفدرالي السادس في القضية، فهو من سكان ولاية ديلاوير، وقد تم اعتقاله في ولاية نيوجيرزي المجاورة يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري تزامناً مع اعتقال زملائه في ميشيغن، حيث من المتوقع أن يمثل أمام محكمة غراند رابيدز في وقت لاحق.
وأثناء جلسات الاستماع في محكمة غراند رابيدز، صوب محامو الدفاع على الثغرات في الرواية الرسمية، مقترحين خلال استجواب تراسك بأن المؤامرة المزعومة لم تكن أكثر من مجرد كلام ومجموعة أفكار تمت مناقشتها من قبل المتهمين دون وجود مخطط فعلي لتنفيذ العملية.
وقد قررت المحكمة إبقاء المتهمين قيد الاحتجاز من دون إمكانية الإفراج عنهم بكفالة مالية، بانتظار مثولهم مجدداً أمام القضاء.
تفاصيل جديدة
من التفاصيل التي كشف عنها تراسك، المتخصص بمكافحة الإرهاب المحلي، أن قائد المجموعة آدم فوكس (37 عاماً)، الذي كان يعيش في قبو متجر بمدينة وايومينغ القريبة من غراند رابيدز، اعترف –بعد اعتقاله– بأنه كان يخطط لاختطاف حاكمة الولاية ووضعها على متن قارب صغير في وسط بحيرة ميشيغن، وتعطيل المحرك وتركها هناك.
وأظهرت فيديوهات نشرها فوكس سابقاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه من مؤيدي نظرية الفوضى (الأناركية) وقد هاجم الرئيس دونالد ترامب ووصفه بـ«الطاغية» مثل ويتمر.
وقبل الاستقرار على اختطاف ويتمر، ناقش أعضاء المجموعة التي تم اختراقها بواسطة مخبرَين اثنين وعميلين سريَّين في «أف بي آي»، مقترحاً آخر باختطاف حاكم ولاية فرجينيا، رالف نورذام، وهو ديمقراطي أيضاً.
وأفاد تراسك بأن نورذام نوقش –على غرار ويتمر– كهدف محتمل بسبب أوامر الإغلاق التي فرضها لمكافحة جائحة فيروس كورونا في ولاية فيرجينيا.
ومن بين الأدلة التي قدمها الادعاء العام الفدرالي لإثبات جدية المتآمرين، تم عرض صور ومقاطع فيديو التقطها فوكس وآخرون –عن قرب– لمنزل الحاكمة في شمال ميشيغن كجزء من مخططهم لاختطافها قبل انتخابات 3 نوفمبر القادم. وقد تم عرض صور لفوكس وهو يلتقط تلك الصور خارج المنزل في وضح النهار. وكشف كيسلر للمحكمة أن الصور تم التقاطها بواسطة مخبر سري.
وقام المتآمرون لاحقاً بالتقاط صور ليلية لمنزل الحاكمة، بعد فترة من اختراق المجموعة من قبل عميلين سريين في «أف بي آي».
وأوضح تراسك أنه خلال التخطيط للعملية، تمت أيضاً مناقشة فكرة إرسال عامل توصيلات مزيف إلى باب ويتمر لاغتيالها.
وبحسب الادعاء العام، اقترح المتهم دانيال هاريس (23 عاماً)، وهو جندي سابق في مشاة البحرية من سكان ليك أوريون، أن يتم اختطاف عامل توصيلات البيتزا والتنكر بقميصه لاختراق الحراسة وإطلاق «ثلاث رصاصات» على الحاكمة. ولفت كيسلر إلى أن المقترح كان شبيهاً بمخطط استهدف قاضية فدرالية في ولاية نيوجيرزي مؤخراً، حيث تنكر مطلق النار بلباس موظفي شركة «فديكس» للتوصيلات، وقتل نجل القاضية وأصاب زوجها دون أن يصيبها بأذى.
كذلك شارك المتهمون في تدريبات شملت استخدام كاتمات الصوت على البنادق وتدريبات على خلع الأبواب واختطاف رهائن وإعادة تلقيم الأسلحة بسرعة، وفقاً للصور ومقاطع الفيديو والشهادات التي قدمها الادعاء الفدرالي.
وإلى جانب فوكس وهاريس، مثل أمام محكمة غراند رابيدز، الثلاثاء الماضي، كل من تاي غاربين (24 عاماً) من بلدة هارتلاند وكايلب فرانكس (26 عاماً) من ويكسفورد، وبراندون كاسيرتا (32 عاماً) من كانتون، إلى جانب المتهم الذي تم اعتقاله في ولاية ديلاوير، باري كروفت (44 عاماً)، والذي تبين أنه من أصحاب السوابق الجنائية وقد حصل خلال العام الماضي على عفو من حاكم الولاية عن جرائم ارتكبها عام 1994.
تسلسل الأحداث
وبحسب المحققين تواصل المتهمون الستة مع سبعة أفراد ينتمون لميليشيا «وولفرين ووتشمان» في ميشيغن، لمهاجمة مبنى الكابيتول في لانسنغ واختطاف الحاكمة.
وفي حزيران (يونيو) الماضي، التقى المتهمون الـ13 في القضية في قبو حانة بمدينة دبلن بولاية أوهايو بعد تبادل رسائل عبر الإنترنت حول إحباطهم من قرارات الإغلاق، بوصفها انتهاكاً للدستور الأميركي والحقوق المدنية للمواطنين بذريعة التصدي لوباء كورونا.
وأوضحت الشكوى الفدرالية، أن المتهمين تواصلوا خلال ذلك الاجتماع مع أعضاء الميليشيا بهدف تعزيز عديدهم لتنفيذ المخطط. وقد انتهى ذلك الاجتماع بتحديد موعد لاجتماع آخر –شمل هذه المرة– تحضير الأسلحة النارية والتدريب التكتيكي في قرية ميونيث الريفية بولاية ميشيغن.
وتشير التحقيقات إلى أن التشكيل كان يسعى إلى جمع أكثر من 200 رجل بهدف اقتحام مبنى الكابيتول واحتجاز رهائن، من بينهم الحاكمة.
وفي حال فشل تلك الخطة، فإن الخطة البديلة كانت تنص على مهاجمة الحاكمة في منزلها.
وقالت الشكوى إنه بعد التمرين الأول في 28 يونيو، طلب فوكس من المشاركين المغادرة إذا لم يكونوا مستعدين للمشاركة في الهجمات ضد الحكومة وفي اختطاف السياسيين. وتم إجراء المزيد من التدريبات الميدانية في عطلة نهاية الأسبوع بعد عيد الاستقلال في الرابع من تموز (يوليو) المنصرم، وحاول أفراد المجموعة حينها صنع قنابل يدوية من البارود الأسود لكن دون جدوى.
وذكر «أف بي آي» أنه في 12 و13 سبتمبر الماضي، قامت المجموعة بتدريبات أخرى شملت مراقبة منزل الحاكمة الريفي، حيث سافروا شمالاً في قافلة من ثلاث سيارات، وقد توقف فوكس وعميل سري عند جسر على الطريق السريع، بحثاً عن أفضل مكان لوضع المتفجرات التي كانت من المفترض أن تصرف انتباه الشرطة عن مخطط اختطاف الحاكمة ومهاجمة مبنى الكابيتول.
وتم الاتفاق على إجراء تدريبات إضافية في تشرين الأول (أكتوبر) وجمع الأموال اللازمة لشراء المتفجرات التي قدرت قيمتها بحوالي 4 آلاف دولار، تمهيداً لتنفيذ العملية قبل موعد الانتخابات.
وبعد فترة وجيزة، قال فوكس للمجموعة إنه اشترى صاعقاً كهربائياً بقوة 800 ألف فولت وأنه جمع المبلغ المطلوب لشراء المتفجرات. لكن المتآمرين لم يحصلوا على المتفجرات قط، بل تمت مداهمتهم من قبل عناصر «أف بي آي» أثناء اجتماعهم في منزل غاربين ببلدة هارتلاند يوم 7 أكتوبر الجاري.
Leave a Reply