ترافيرس سيتي
لطالما كانت الدببة السود جزءاً لا يتجزأ من الحياة البرية في شبه الجزيرة العليا من ولاية ميشيغن، إلا أن تنامي أعدادها المطرد وتوسّع بقعة انتشارها في شبه الجزيرة السفلى من الولاية، دفعا إدارة الموارد الطبيعية، إلى إطلاق تحذير عام للسكان والمصطافين بشأن المخاطر المحتملة التي قد يواجهونها هذا الصيف مع تقديم إرشادات لهم حول كيفية تجنب هذه الحيوانات البرية المفترسة.
ويقول الخبراء إن انتشار الدببة توسّع –على مدار العقدين الماضيين– ليصل إلى مناطق سياحية وذات كثافة سكانية عالية، مثل ترافيرس سيتي وغراند رابيدز وميدلاند، حتى أن شبه الجزيرة السفى باتت تضم الآن نحو 2,000 دب، مقابل حوالي عشرة آلاف دبّ في شبه الجزيرة العليا الأقل كثافة سكانياً.
وتقول إدارة الموارد الطبيعية إنها تلقت على مدار العقدين الماضيين، ما متوسطه 285 شكوى سنوياً بشأن الدببة، بما في ذلك 303 شكاوى في عام 2024.
وجاء حوالي نصف هذه البلاغات من سكان رأوا دباً في محيط مسكنهم وطالبوا إدارة الموارد الطبيعية بإزالته. ومع ذلك، يقول مسؤولو الولاية إن مجرد مرور الدب في ممتلكات أحد السكان لا يستدعي بالضرورة اتخاذ إجراءات أمنية لإبعادها.
وقال جاريد دوكيت، عالم الأحياء البرية في إدارة الموارد الطبيعية والمتخصص في التفاعلات بين الإنسان والحياة البرية، إن الدب الأسود جزء مهم من النظام البيئي للولاية.
والدب الأسود هو النوع الوحيد من الدببة الموجود في برية ميشيغن. وعلى الرغم من اسمه، إلا أنه يأتي بثلاثة ألوان مختلفة: الأسود والبني والقرفة. يمكن أن يتراوح وزنه بين 100 و500 باوند. وأضاف دوكيت: «تأكل الدببة مجموعة متنوعة من الفواكه والتوت والمكسرات، مما يجعلها موزعاً ممتازاً للبذور»، حيث تساعد فضلاتها على نشر البذور في مساحات واسعة، مما يعزز نمو النباتات وتجديد الغابات. وبصفتها حيوانات آكلة للحوم والنباتات، تساعد الدببة في السيطرة على أعداد الثدييات الصغيرة والحشرات. كما أنها تتغذى على الجيف، مما يساعد على إعادة تدوير العناصر الغذائية ضمن النظام البيئي.
إرشادات سلامة
إذا كنت تخطط لقضاء إجازة صيفية في ربوع شمال ميشيغن، تشدد إدارة الموارد الطبيعية، على ضرورة عدم ترك مصادر الطعام في محيط مقر السكن، إذ تستطيع الدببة شم رائحة الطعام من مسافة تصل إلى ميل وتتذكر مكانه عاماً بعد عام.
كما يوصي المسؤولون بتأمين فضلات الطعام داخل حاويات مقفلة بإحكام، إذ من المرجح أن يستمر الدب في التنقل بحثاً عن وجبة لذيذة، حتى في القمامة أو الشوايات الملطخة ببقايا الطعام.
وإذا تناول الدب بالفعل وجبة لذيذة من علف الطيور أو القمامة، فإن وزارة الموارد الطبيعية عادةً ما توصي السكان بإزالة مصدر الطعام مع توقع تردد الدب على المنزل نفسه لمدة أسبوعين على الأقل.
يمكن لإدارة الموارد الطبيعية المساعدة في إبعاد الدببة عن الممتلكات عن طريق تخويفهم برصاص مطاطي أو ألعاب نارية. كما يمكن للولاية اصطياد الحيوان ونقله إذا أصبح مصدر إزعاج أو يُحتمل أن يُهدد السلامة العامة. ويمكن نقل الدب الأسير إلى موطن أكثر ملاءمة في أقصى شمال الولاية.
لحظة المواجهة
يقول المسؤولون إن الدب الأسود يفضل عموماً تجنب الناس، ولكنه قد يدافع عن نفسه إذا فوجئ أو شعر بالتهديد. أما الوفيات الناجمة عن هذا الحيوان البري نادرة جداً، حيث لم تُسجل سوى 61 حالة وفاة من هذا النوع في جميع أنحاء أميركا الشمالية منذ عام 1900، وفقاً لمنظمة «مركز الدببة في أميركا الشمالية» غير الربحية.
وفي حال مواجهة دب أسود، يجب عدم التظاهر بالموت (هذا لا ينجح إلا مع الدب الرمادي) وعدم الهرب (فهذا قد يُحفّز الحيوان للمطاردة). بدلاً من ذلك، يوصي الخبراء بعدم التحرك من مكانك، والابتعاد فقط عندما يتوقف الدب عن الاقتراب. كما ينصحون بجعل نفسك تبدو أكبر حجماً عبر رفع ذراعيك وسترتك و/أو الوقوف على صخرة أو جذع شجرة، أو حتى الصراخ على الدب بصوت عالٍ وإتاحة طريق انسحاب واضح وخالٍ من العوائق له.
أما إذا اقترب منك الدب، فقاومه، عن طريق الضرب والركل واستخدام أي شيء متاح مثل السكين أو العصي أو الحجارة.
رخصة صيد
على الصيادين الراغبين في صيد دب أسود أو أيل في ميشيغن هذا العام، الحصول على رخصة خاصة من إدارة الموارد الطبيعية في الولاية DNR، التي ستجري عملية قرعة لتوزيع التراخيص المحدودة على الفائزين.
وقد أعلنت الإدارة عن فتح باب التقدم للتراخيص منذ مطلع أيار (مايو) حتى مطلع حزيران (يونيو) القادم، مقابل خمسة دولارات للطلب الواحد، على أن تعلن نتائج القرعة في 23 يونيو. ويمكن صيد الدببة في ميشيغن هذا العام ضمن تسع مناطق حددتها DNR وذلك خلال الفترة الممتدة من 10 أيلول (سبتمبر) حتى 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2025.
Leave a Reply