أعلنت دائرة الشرطة في مدينة ديربورن -استناداً الى ما توصل اليه تقرير الطب الشرعي في مقاطعة وين- أن حادثة وفاة الشاب العربي الأميركي شادي بزي سببها الإنتحار، غير أن عائلة الفقيد الذي فارق الحياة في منزله بتاريخ 7 شباط (فبراير) الماضي متأثراً بطلق ناري أصاب صدغه الأيمن، عادت وأكدت لـ«صدى الوطن» أن ابنها أطلق النار على نفسه عن طريق الخطأ.
وكشف مصدر مقرب من عائلة الفقيد أن الحادث المؤسف وقع بعد أن كان بزي قد أبلغ والدته ماريانا بأنه سيقوم بتنظيف مسدسه، وبعد لحظات قليلة ذهبت ماريانا إلى غرفة نومها، وعندها سمعت دوي طلقة نارية في غرفة الإستقبال، فعادت اليها مسرعة لتجد ابنها مرمياً على الكنبة وتحت قدمه اليمنى مسدس «غلوك» من عيار 22 ملم والى جانبه رصاصة فارغة.
وأشارت شقيقة القتيل، ساندي، الى أنه قبل أسبوعين من الحادث المؤسف كان صديق أخيها يشرح له كيفية تنظيف مسدسه وعندها علقت رصاصة بالمسدس الذي قرر بزي تنظيفه قبل مقتله. وأضافت ساندي أن أخيها -على مايبدو- كان يحاول إخراج الرصاصة العالقة فقتل بالخطأ وهذا يفسر وجود مشط المسدس (مخزن الرصاص) على طاولة مجاورة للكنبة.
ونفت ساندي صدقية فرضية «الإنتحار» التي تبنتها الشرطة وأكدت أن المسدس كان فيه خلل وانطلقت منه الرصاصة عن طريق الخطأ. «حتى هم (المحققون) قالوا إنه يبدو أنه حادث لكنهم لا يستطيعون إعلان ذلك». وأضافت «الرصاصة كانت عالقة في بيت المسدس وهو كان يحاول إخراجها». وتابعت ساندي أن السبب الوحيد الذي جعل مكتب الطب الشرعي والشرطة يعتبران أن الحادث إنتحار هو عدم وجود شهود.
والمعروف أنه من الطبيعي والشائع أن تعلق رصاصة في المسدس لعطل في السلاح أو في الذخيرة نفسها، ولا يجب أن يتسبب هذا بمشكلة كبيرة إذا ما أزيلت الرصاصة بطريقة سليمة، ولكن المشكلة تقع عندما تستخدم تقنيات غير تقليدية في إزالة الرصاصة.
وحسب تقرير الشرطة فإن والدة المرحوم قالت إنه كان يعاني من الإكتئاب ويتناول أدوية ضد الإكتئاب وأضافت أنه كان يتصرف بشكل طبيعي في الأيام القليلة التي سبقت وفاته وأنه ذهب لعيادة طبيب في مركز «أكسس» لإجراء فحوص.
ولم يعثر في جسم شادي على آثار كحول أو مخدرات. لكنه أمه أوردت في التحقيقات أنه سبق له وأن هدد بالإنتحار «لكن ليس مؤخراً».
وقد فُجعت عائلة الضحية كما الجالية العربية بالحادثة الأليمة التي أودت بحياة بزي الذي كان متوقفاً عن العمل ويعيش بمنزل والدته بسبب تعرضه لإصابة شخصية.
أما والدة بزي فقد انتقلت حالياً للعيش مع أقاربها في ولاية أخرى، حيث تحاول أن تتجاوز مأساة فقدان ابنها التي وقعت في منزلها. ولسوء الصدف توفي بزي يوم عيد ميلاد أمه، وقالت ساندي إنه كان يتوي أن يدعو أمه الى العشاء في مطعم إحتفاءاً بالمناسبة.
وحسب مقربين منه، كان لبزي طموحات أكاديمية و«مستقبل زاهر لم يكتمل». فقد إنتسب إلى «جامعة ميشيغن» في ديربورن وقبل مؤخراً في «جامعة أريزونا ستايت» حيث كان يعتزم الإنتساب الى كلية الطب فيها.
وحول هذا صرحت ساندي أخته «المرء لا يضع كل هذه الخطط المستقبلية ويسعى لتحقيقها متشوقاً ثم يقوم بالإنتحار». أما والد الفقيد رؤوف بزي فأشار إلى أن معدل علامات ابنه كانت دائماً فوق 4,0 (جي بي أي) وكان واحداً من بين 15 خريجاً متميزا.. وفي مرحلة ما كان يسعى ليكون محامياً ونجح فعلاً في امتحان «ألسات». وأضاف الأب المفجوع «لقد قالوا لي منذ صغره أن عندك صبياً موهوباً. أنا أعرف ابني مستحيل أن يقتل نفسه».
من جانبها، قالت زينب مرعي، وهي زوجة والد شادي، فقد قالت عن الفقيد إنه «كان فتى جيداً وبالتأكيد شخصية محببة»، وقد تسبب لها رحيله «بنفس الألم» الذي أحست به عند وفاة أحد أبنائها قبل سنوات. تقول «لقد أحببته كما لو كان ابني… إنساناً وشاباً طيباً مليء بالدفئ والإحترام وكان يعاملني جيداً وكان عنده خصال خاصة تجعله يحتل القلب بسرعة. إنه لا يمكن أن يؤذي نفسه أو أبوه أو امه أو أي أحد».
والجدير بالذكر أنه في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي أعلنت شرطة ديربورن أيضاً أن سبب وفاة الشابة أسيل سرور مكي البالغة من العمر 19 عاماً كان الإنتحار. ووجدت أسيل جثة هامدة في منزلها في ديربورن بعد تلقيها رصاصة واحدة. والفقيدة متزوجة من رجل أعمال عربي أميركي ولها منه طفل.
Leave a Reply