علي حرب – «صدى الوطن»
شهد موقف الإدارة الأميركية تحولاً ملحوظاً حيال الأزمة السورية فـي الفترة الأخيرة، إذ أعلنت -الأسبوع الماضي- أنها ستزيد حجم المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين السوريين لتصل إلى حدود 419 مليون دولار، فـيما أكد البيت الأبيض فـي وقت سابق من هذا الشهر أن أميركا تضع فـي خطتها فتح الأبواب لاستقدام عشرة آلاف لاجئ سوري خلال العام المقبل، مع الإشارة إلى أن عدد اللاجئين السوريين بأميركا لا يزيد عن 1500 لاجىء، منذ بداية الأزمة السورية قبل ما يزيد عن أربع سنوات.
وهذه التحولات الكبيرة فـي الموقف الأميركي، يراها بعض المسؤولين والناشطين الأميركيين غير كافـية. ففـي اتصال هاتفـي مع السناتور غاري بيترز (ديمقراطي – ميشيغن) قال «أعتقد أنه يتوجب على بلادنا استقبال أكبر عدد ممكن من اللاجئين، فعشرة آلاف رقم غير كاف».
وأكد بيترز، الذي قام بجولة شرق أوسطية قبل أسبوعين زار خلالها مخيم الزعتري للاجئين السوريين فـي الأردن، أنه وعلى ضوء مشاهداته لأحوال اللاجئين وظروفهم الإنسانية العسيرة، على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تقوم بدور أكبر حيال اللاجئين الذين يعيشون فـي خيام مؤقتة ويحصلون على قسائم غذائية بقيمة 50 سنتاً يومياً للشخص الواحد لا تكاد توفر الحد الأدنى من المتطلبات اليومية.
وقال «إن الأكثر مدعاة للقلق ليس نقص الموارد الغذائية، وإنما اليأس الذي يسيطر على نفوس اللاجئين الذين فقدوا الأمل بإمكان تحقيق حلول تمكنهم من العودة إلى بيوتهم فـي سوريا».
وأشار بيترز، وهو عضو «لجنة الأمن القومي والشؤون الحكومية فـي الكونغرس الأميركي»، إلى أن «الاهتمام الأول لدى هؤلاء اللاجئين ليس الذهاب إلى أميركا أو أوروبا أو أي مكان آخر، وإنما عودتهم إلى وطنهم.. هم يريدون العودة إلى وطنهم، ولذلك هم يتطلعون إلى تحقيق حلول سياسية تعيد الاستقرار إلى سوريا». وشدد فـي هذا السياق «أنه يجب العمل مع شركائنا فـي أوروبا وفـي دول الخليج لمساعدة اللاجئين».
وكان عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوريين قد حذروا من منح حق اللجوء لعدد كبير من السوريين بسبب المخاوف الأمنية، وعلّق بيترز على هذه المسألة بالقول: «هذا ليس جديداً على سياسات الولايات المتحدة حيال قضايا اللجوء، ولكننا نستطيع حل هذه المسألة عبر فحص طلبات المتقدمين والتأكد من خلفـياتهم الأمنية، وبالتالي قبول المتقدمين الذين لا يشكلون تهديدا لأمن الأميركيين، وعلينا فـي كل الأحوال الإسراع فـي هذه العملية لأنها تستغرق وقتا طويلا بسبب الإجراءات الأمنية، فالتأخير الحاصل فـي كل الأحوال يزيد من معاناة المهجرين».
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي من زيارة بيترز لمنطقة الشرق الأوسط هو الإطلاع على سير العمليات العسكرية التي تشنها قوات التحالف ضد «تنظيم الدولة الإسلامية» (داعش) حيث التقى خلال الزيارة بعدد من القادة العسكريين الأميركيين الذين أكدوا له أن الطلعات الجوية نجحت فـي وقف تمدد «داعش» وتقليص مناطق نفوذه.
وقال بيترز، وهو قائد سابق فـي قوى البحرية الأميركية، إن تنظيم «داعش» يواجه الآن صعوبات أكبر فـي التمدد وتوسيع مناطق سيطرته.
ونقل عن الجنرالات الأميركيين قولهم إن تسليح القوات العراقية والمزيد من المقاتلين المدربين تدريبا جيدا سيكون من شأنه استعادة المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، وقال «إن المسؤولين العراقيين يحققون تقدما ملحوظا فـي تدريب الوحدات العراقية المقاتلة التي بدأت تبدي رغبة كبيرة ليس فقط فـي اكتساب المهارات القتالية، وإنما أيضا رغبة فـي محاربة «داعش» على خلاف ما بدا عليه الأمر فـي بداية الحملة على التنظيم المتشدد.
Leave a Reply