حسن عباس – «صدى الوطن»
ضم اجتماع مائدة مستديرة عُقد في مدينة ساوثفيلد، يوم الجمعة 8 تشرين الثاني (نوفمبر)، السناتور في مجلس الشيوخ الأميركي غاري بيترز (ديمقراطي–ميشيغن) مع رجال دين وقادة روحيين ومسؤولين في وكالات إنفاذ القانون، لمناقشة الجهود الحكومية الرامية إلى تعزيز أمن دور العبادة في ولاية ميشيغن وحمايتها من الهجمات العنيفة المحتملة التي ارتفعت وتيرتها –بشكل كبير– خلال السنوات المنصرمة.
وكانت دراسة حديثة أنجزها مركز «ستارت» المتخصص برصد ظاهرة الإرهاب المحلي وتحليل أسبابها ونتائجها، قد كشفت عن طفرة لافتة في ارتفاع أعداد الهجمات على المراكز الدينية في السنوات العشر الأخيرة، وأظهرت نتائج المسح على حوالي خمسة عقود، أن 79 بالمئة من الهجمات استهدفت دور العبادة، بما فيها الكنائس والمساجد والمعابد اليهودية، وأن 14 بالمئة طالت أئمة وكهنة وحاخامات، و7 بالمئة استهدفت مراكز اجتماعية تابعة لمؤسسات دينية.
وفي الاجتماع الذي عقد في «كنيسة القديس يوحنا» الأرمينية بمدينة ساوثفيلد، سلط العضو البارز في «لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية في الكونغرس الأميركي» الضوء على التشريع الذي دعمه الشيوخ الجمهوريون والديمقراطيون، والذي يتوخى تقديم منح للمنظمات الدينية غير الربحية، لمساعدتها في تأمين مبانيها ومرافقها من الهجمات الإرهابية المحتملة.
وقال بيترز: «يجب أن تكون دور العبادة ملاذاً آمناً، تمكّن الناس من ممارسة شعائرهم الدينية دون خوف من تعرضهم للهجمات»، مستدركاً: «لكن المأساوي، أن ارتفاع عدد الهجمات العنيفة على الكنس والمساجد والكنائس في جميع أنحاء البلاد قد حطم ذلك التوقع».
وكان بيترز الذي يسعى لإعادة انتخابه في العام المقبل، قد أطلق خلال العام الجاري استجواباً حول جهود الحكومة الأميركية لتطويق الإرهاب الداخلي ووقفه، وحول الطفرة الأخيرة من العنف ضد المؤسسات الدينية، بما فيها الهجمات التي يرتكبها المتعصبون البيض والقوميون المتشددون والنازيون الجدد، وغيرهم من الجماعات المتطرفة.
وكانت نشرة استخباراتية قد أعدها، عام 2017، «مكتب التحقيقات الفدرالي» (أف بي آي) ووزارة الأمن الداخلي، قد خلصت إلى أن المتعصبين البيض كانوا مسوؤلين عن جرائم متزايدة من الهجمات وأعمال القتل على مدار السنوات الـ16 الماضية، «بأكثر من أية حركة محلية متطرفة أخرى».
وأكد بيترز على أن «أعمال الكراهية والتعصب ضد مواطنينا الأميركيين ليس لها مكان في مجتمعنا»، مضيفاً: «لقد شجعتني مناقشتنا الصريحة والمثمرة للبحث في كيفية ضمان أفضل السبل لكي تكون دور العبادة في ميشيغن ملاذاً آمناً.. وكذلك للبحث فيما يمكن للحكومة الفدرالية أن تفعله، للمساعدة في تحقيق هذا الهدف».
واستعرض قادة روحيون، بينهم مسلمون من منطقة مترو ديترويت، مخاوفهم الأمنية من الهجمات المحتملة، وبحثوا مع المسؤولين الأمنيين كيفية الاستفادة من «برنامج منح الأمن» في وزارة الأمن الداخلي لتعزيز الحماية الأمنية لمراكزهم الدينية.
«قانون حماية المنظمات الدينية غير الربحية» الذي قدمه السناتوران بيترز وروب بورتمان (جمهوري–أوهايو)، يتوخى تمويل «برنامج منح الأمن» بوزارة الأمن الداخلي بمبلغ 75 مليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة، على أن يرصد 50 مليوناً منها لمساعدة المنظمات الدينية غير الربحية في المناطق الحضرية الشديدة الخطورة، وسوف يرصد الباقي (25 مليون) للمنظمات في الضواحي والمناطق الريفية.
وبموجب هذا التشريع، الذي وافقت عليه بالإجماع «لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية» في الكونغرس والذي من المتوقع طرحه للتصويت العام في وقت لاحق، يمكن استخدام أموال المنح لتحسين أنظمة كاميرات المراقبة في دور العبادة، وتدريب الموظفين، وتمويل الأنشطة التي تزيد من حصانة المؤسسات الدينية ضد الهجمات العنيفة المحتملة.
Leave a Reply