نيويورك – اتهم كاتب فرنسي سلسلة “السنافر” الكرتوية بالتعصب الجنسي والعرقي ومحاباتهم للقيم الاشتراكية، بالإضافة إلى معاداتهم اليهود والسامية، مثيرا موجة انتقادات بين محبي المخلوقات الزرقاء.
ووردت جملة الاتهامات في كتابٍ أصدره المؤلف الاجتماعي الفرنسي أنتونيو بوينو يُدعى “الكتاب الأزرق الصغير”، إذ يحمل الكتاب تحليلا لأبطال المسلسل الكرتوني ومجتمعه المتجسد في منظومة مبسّطة أعدت للأطفال في خمسينيات القرن الماضي.
واعتبر بوينو أن “بابا سنفور”، قائد المجموعة، هو مجرد انعكاس للنظام الاشتراكي الأحادي السلطة. وشبّه لحيته البيضاء بلحية كارل ماركس، مؤسس الاشتراكية. واعتبر أن عدم امتلاكهم منازلهم، المؤلفة من الفطر السحري، مفهوم يتطابق مع المبادئ الاشتراكية السائدة في تلك الحقبة السياسية.
وأضاف في كتابه أن عدوهم الوحيد “شرشبيل”، يبدو وكأنه يهودي الملامح، وهو عبارة عن شخصية شريرة تسعى دائما لتخريب قرية السنافر الهانئة أو التهام أحدهم.
كما لفت الكاتب السوسيولوجي إلى اختيار اسم قطته التي تضاهيه شرا “آزرايل” باللغة الإنكليزية، أو “هرهور”، كما وردت في النسخة العربية. واستنتج أن تشخيص الشر بهيئة يهودية، واختيار اسم يهودي للقطة لهو معاداة للسامية بطريقة أو بأخرى.
كما انتقد وجود أنثى وحيدة بين شخصيات المسلسل هي “سنفورة”، مشيرا إلى التعصب الذكوري في أحداث القصة.
وأوضح بوينو في لقاء مع صحيفة “وول ستريت جورنال” أن أول كتاب عن السنافر يحمل في طياته تعصبا عرقيا، إذ يتحول لون السنافر إلى الأسود عند المرض، وعندها “يتحولون لأغبياء وفاقدي أقل درجات البداهة، حتى أنهم يفقدون قدرتهم على الكلام”.
كان الناشرون الأميركيون امتنعوا عن نشر الكتاب في حقبة الخمسينيات لنفس السبب، وسرعان ما تحول لون مرضهم في الإنتاجات التلفزيونية والسينمائية إلى الأحمر والبنفسجي منعا لأية إسقاطات عرقية.
وهاجم العديد من محبي السنافر الكاتب، ساخرين من مقارنته السياسية لقصة خيالية تحمل العديد من الدروس الأخلاقية وقيم الخير للأطفال. واعتبر أحد القراء أن هدف الكاتب هو “تحطيم قصص الطفولة”، متأسفا على “الزمن الذي أصبح يرى فيه الإنسان شروره فقط”.
Leave a Reply