واشنطن، ديترويت – وصل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى مطار ديترويت الدولي بعد ظهر يوم الخميس الماضي في زيارة تفقدية للجالية العراقية في ولاية ميشيغن، على هامش زيارته الرسمية إلى واشنطن، حيث التقى في وقت سابق من الأسبوع المنصرم الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار المسؤولين في إدارته.
وفي مطار ديترويت الدولي، كان في استقبال السوداني حشد من المسؤولين ضم محافظ مقاطعة وين وورن أفينز ونائبه أسعد طرفة ومفوض المقاطعة سام بيضون وعضو مجلس نواب ولاية ميشيغن العباس فرحات ووفد من قنصلية جمهورية العراق في ديترويت تقدمه القنصل العام محمد حسن سعيد محمد، فضلاً عن ممثلين عن الجالية العراقية والعربية من بينهم ناشر صحيفة «صدى الوطن» أسامة السبلاني.
وقال المحافظ أفينز إن زيارة السوداني «لها أهمية خاصة لأن مقاطعة وين هي موطن لمجتمع عراقي أميركي نابض بالحياة». وأضاف «لقد أسس عشرات الآلاف من الأميركيين العراقيين أنفسهم هنا، وساهموا في الثقافة المحلية المزدهرة وجسدوا روح الحلم الأميركي».
بدوره، قال طرفة «إننا نفخر بالتنوع الغني لمقاطعة وين، الذي أثرته زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. إن حضوره يؤكد على المساهمات الكبيرة لمجتمعنا العراقي الأميركي النابض بالحياة في مشهدنا الثقافي».
وأقيم حفل استقبال للسوداني في «المنتدى الإسلامي» بمدينة ديربورن هايتس حيث ألقى رئيس الوزراء العراقي كلمة بالحضور قبل أن يتوجه إلى «نادي شينندوه» في مدينة وست بلومفيلد حيث أقيم له حفل عشاء جامع حضره حشد من أبناء الجالية العراقية من مختلف الطوائف، ولاسيما من الكلدان الأميركيين، بمن فيهم عضو مجلس نواب ميشيغن السابق كلينت كستو.
وبحلول منتصف الليل غادر السوداني مطار ديترويت عائداً إلى بغداد، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية.
وكان السوداني قد أكد أن زيارته إلى الولايات المتحدة تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات الثنائية الأميركية العراقية، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في فلسطين من «جرائم تجاه الأبرياء»، فضلاً عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع.
بدوره، أكد بايدن للسوداني في لقاء جمعهما بالبيت الأبيض، التزام واشنطن بحماية مصالحها ومصالح شركائها في منطقة الشرق الأوسط، وعزمها على تجنيب المنطقة مخاطر التصعيد.
وأضاف بايدن «نحن ملتزمون بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يعيد الرهائن (المحتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة) إلى منازلهم ويمنع تمدد النزاع إلى أبعد مما هو عليه الآن».
وبدوره، قال السوداني –متحدثاً إلى جوار بايدن– إن بلاده، تريد وقف اتساع الصراع، لافتاً إلى أن «وجهات نظرنا مع واشنطن قد تكون متباينة بشأن أحداث المنطقة».
وأكد السوداني أن بلاده تحث «على الالتزام بالقوانين الدولية التي تنص على حماية البعثات الدبلوماسية»، في تعليقه على استهداف إسرائيل لمقر القنصلية الإيرانية في دمشق والرد الإيراني بالهجوم على دولة الاحتلال.
وبدأ السوداني زيارة إلى واشنطن السبت الماضي، وذلك بالتزامن مع إطلاق إيران المئات من الصواريخ والمسيرات على إسرائيل.
وحول غزة، قال السوداني «نتفق على مبادئ القانون الدولي، ونرفض أي اعتداء على المدنيين وخصوصاً الأطفال والنساء»، و«يهمنا كثيراً وقف الحرب المدمرة، ونأمل من كل الأطراف المعنية الالتزام بضبط النفس».
وتهدف الزيارة، تبعاً لتصريحات السوداني إلى «الانتقال بالعلاقات مع الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة تتضمن تفعيل بنود اتفاقية الإطار الإستراتيجي المتماشية مع برنامج حكومتنا الذي يركز على الإصلاحات، وكذلك على الشراكات المنتجة مع مختلف دول العالم».
وتناول لقاء بايدن والسوداني البحث في ظروف المنطقة وما تشهده من تصعيد، والدور المشترك في العمل على التهدئة ومنع الصراع من الاتساع بما يؤثر على مجمل الاستقرار في العالم. كما استعرض اللقاء عمل اللجنة العسكرية العليا بين العراق والتحالف الدولي، والهادفة للوصول إلى جدول زمني لإنهاء مهمة التحالف والانتقال إلى علاقات ثنائية مع الدول المشاركة فيه.
كذلك، شملت زيارة السوداني إلى واشنطن لقاءات مع وزراء الخارجية والدفاع والخزانة الأميركيين، فضلاً عن مستشار الأمن القومي، وغرفة التجارة الأميركية وكبار المسؤولين في الشركات النفطية والصناعية.
وشهدت الزيارة أيضاً عقد الاجتماع الأول للجنة التنسيقية العليا المشتركة، بهدف المضي في تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي، في محاور الطاقة، والتعاون المصرفي والمالي، والنقل، ومكافحة الفساد، واسترداد الأموال العراقية، وقطاع الأعمال، إضافة إلى التعليم والثقافة.
Leave a Reply