الخرطوم – لم تتضح تبعات ظروف التهدئة التي سادت بعد انسحاب جيش جنوبي السودان من منطقة هجليج النفطية ما يفتح المجال أمام تكهنات بتسوية ما، مع استعداد الطرفين لأي تصعيد محتمل. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن مطلع الأسبوع الماضي أنه لن يتفاوض مع جنوب السودان، وذلك رغم النداءات الدولية لإنهاء الأزمة بين البلدين، وذلك خلال زيارة تفقدية إلى مدينة هجليج النفطية التي شهدت معارك قبل انسحاب جيش الجنوب. وقال البشير “لا تفاوض مع هؤلاء”. وأضاف أن “هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد ان يكون هذا الدرس الأخير وسنفهمهم بالقوة”. وتقول الخرطوم إن قواتها تمكنت من استعادة هجليج بالقوة. بينما تقول السلطات في جوبا إنها انسحبت من المنطقة التي سيطرت عليها قواتها في العاشر من نيسان (أبريل) بعد طرد الجيش السوداني منها لتفادي نشوب حرب مع الخرطوم، وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير، إن “الجيش الشعبي لتحرير السودان انجز انسحابه من هجليج”، مشيرا الى ان عملية الانسحاب التي تقررت “تلبية لمطالب ملحّة من المجتمع الدولي”.
ومن ناحيته، قال كمال معروف القائد العسكري في الجيش السوداني، إن “أكثر من ألف جندي جنوبي قتلوا خلال المعارك التي اندلعت في هجليج”. وجاءت تصريحات معروف خلال زيارة قام بها إلى المدينة الاثنين الماضي.
وأكد قائد الفرقة الرابعة-مشاة في ولاية النيل الازرق اللواء ركن مرتضي عبد الله وراق، أن القوات المسلحة تساندها قوات الدفاع الشعبي والقوات النظامية الأخرى تمكنت من هزيمة “الجيش الشعبي” والسيطرة على مناطق “مقن وجيلقو وقبانيت” في جبال الانقسنا.
وبدورها، شككت دولة جنوب السودان ما أسمته “حرب” الخرطوم عليها، إلى الصين التي تتمتع بمصالح تجارية ونفطية مهمة مع طرفي النزاع تخولها ممارسة ضغوط حقيقية عليهما. وفي بكين، قال رئيس جنوب السودان سلفا كير، في بداية لقاء مع نظيره الصيني هو جينتاو، إن “زيارتي تأتي في وقت حرج بالنسبة الى جمهورية جنوب السودان لأن جارنا في الخرطوم أعلن الحرب” على الجنوب. وقال كير إنه أتى إلى الصين بسبب “العلاقة الممتازة” بين الدولتين، واصفاً بكين بأنها “شريك اقتصادي واستراتيجي” لجنوب السودان.
Leave a Reply