واشنطن – يعلم الجميع بأن التدخين مضر بصحة الانسان، ولكن لا يعلمون بأن ضرره لا يرتبط فقط بكمية السجائر التي يدخنها الشخص يوميا وطول المدة التي مضت على بداية ولعه بهذه الآفة المضرة. لقد اتضح بأن وقت تدخين السيجارة في اليوم يشكل عاملا مهما لتحديد درجة تأثيرها في صحة الشخص المدخن. فالأشخاص الذين يبدأون نهارهم بتدخين سيجارة، بدلا من التمارين الرياضية ووجبة افطار كاملة، قد يصبحون زبائن مستشفيات الامراض السرطانية. فلقد اثبتت الدراسات والبحوث التي اجريت مؤخرا، أن السيجارة التي يدخنها الشخص على الريق، هي أكثر سرطنة من السجائر الأخرى.
وتفيد نتائج الاختبارات التي خضع لها اكثر من 7 آلاف شخص مدخن في الولايات المتحدة الأميركية لتحديد العلاقة بين نظام ووقت التدخين وخطر ظهور الاورام الخبيثة، بأن الاشخاص الذين يدخنون مباشرة بعد نهوضهم من الفراش، أو يدخنون سيجارة وهم لا يزالون في الفراش، معرضون للاصابة بسرطان الرئة بـ 1.79 مرة اكثر من الذين يدخنون السيجارة الاولى بعد تناول الفطور.
كما بينت نتائج الفحوصات، بأن خطر الاصابة بسرطان الرأس أو الرئة أو الرقبة عند الذين يدخنون بعد نصف ساعة او ساعة على مغادرتهم الفراش، اكبر من الذين لا يدخنون في فترة الصباح. وهنا يجب أن نشير الى أنه من الخطأ الاعتقاد بأن التدخين بعد الظهر أو في المساء والليل لا يؤدي الى الاصابة بالسرطان.
إن تأثير القطران وغيره من مكونات دخان السيجارة، لا يتغير خلال اليوم، إلا ان سيجارة الصباح تؤدي الى زيادة تركيز هذه المواد في الدم، مما يعني ازدياد احتمالات الاصابة بالسرطان. وتشير نتائج هذه البحوث بصورة واضحة الى ان درجة إدمان الاشخاص، الذين يبدأون نهارهم بالتدخين، على النيكوتين اكبر من الآخرين، لذلك يُنصحون فقط بتقليل عدد السجائر المدخنة في اليوم والمباشرة بالتدخين بعد منتصف النهار. ويذكر انه بالنظر الى قلق منظمة الصحة العالمية جدا من توسع انتشار التدخين في العالم، أصدرت تقريرا عن اضرار التدخين ونتائجه الوخيمة يتضمن معطيات عام 2013.
ومن المعروف ان النيكوتين لدى المدخنين يشترك في عدد من الدورات البيولوجية–الكيميائية، وان تخلي الجسم عنه ليس سهلا، فقد يؤدي ذلك الى الصداع والدوخة والارق وانخفاض ضغط الدم، وغيرها من الأعراض السلبية. ويعتبر التخلص من هذه العادة السيئة ليس سهلا، فلقد اثبتت نتائج الدراسات في كاليفورنيا انخفاض فاعلية استخدام العلكة والشريط اللاصق للتخلص منها. فأغلب المدخنين الذين استخدموا هاتين الوسيلتين لم يتمكنوا في النهاية من ترك التدخين.
Leave a Reply