ديربورن – «صدى الوطن»
بدعوة من اللجنة الثقافية في «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» بمدينة ديربورن، وقّع السيد مهدي الأمين -الثلاثاء الماضي- كتابه «العشرة بالمعروف» الصادر بطبعته الثالثة، باللغتين العربية والإنكليزية، عن دار المحجة البيضاء.
وعلى هامش حفل التوقيع، ألقى السيد الأمين محاضرة حول مسألتي الزواج والطلاق من المنظور الإسلامي، وما يتعلق بهما من واجبات وحقوق وآداب وشروط، مركزا على المسألة الأخيرة (الطلاق) التي غدت ظاهرة اجتماعية تهدد الأسر العربية والإسلامية في المهجر بالتفكك والانهيار.
وأشار مفتي قضاء بنت جبيل إلى الأسباب التي دفعته لتأليف الكتاب من أجل أن يكون دليلا للراغبين بالزواج، قائلا: «راودتني فكرة تأليف هذا الكتاب منذ بداية مشواري في ما يعرف بطريق ذات الشوكة (طريق أهل العلم الديني) لمَّا كنت أعاين وأعالج ما يمر بي من الخلافات العائلية التي لا حصر لها ونتيجة لتتبعي للأسباب الكامنة خلف تلك الخلافات، حيث خلصت إلى نتيجة مفادها أن معظم أسباب الشقاق وتصدع الزواج وعدم استمراره كانت وليدة نقص في الثقافة الدينية والاجتماعية».
والكتاب -الذي جاء ثمرة لخبرة مؤلفه وتجاربه وقناعاته وحصيلة جهده وعمله لسنوات في مجالات شتى، بينها العمل في المحكمة الشرعية الجعفرية والإفتاء الجعفري في لبنان، وكذلك العمل في قسم الشؤون العائلية والأحوال الشخصية في مؤسسة الإمام المهدي للمرجعية في ولاية ميشيغن- هو رسالة توعية، ووثيقة رابطة، ومنهج جيد لحياة زوجية سعيدة، ووقاء من ظروف طارئة قد تعصف بالحياة الزوجية، لتواجهها إما عِشرَةٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان، بحسب الشريعة الإسلامية، وذلك بحسب الأمين.
وركزت المحاضرة على ضرورة أن يتحرى الشباب العربي والمسلم أسباب الزواج الناجح لكي يتجنبوا آفة الطلاق وتداعياته المريرة على الأسرة وأبنائها. وعزا الأمين أسباب الزواج الناجح إلى حسن الاختيار، ومرضاة الله سبحانه وتعالى، والاحترام المتبادل بين الزوجين وأهلهم، وإلى التواضع والنظرة الواقعية للحياة، وفي هذا السياق، قال: «فلينظر الزوجان حولهما ويلاحظا كيف عاش الآباء والأهل والمحيط الذي خرجا منه، فلا التكنولوجيا ولا المال أو الخدم والحشم والمناصب العليا ولا الأنانية وحب الذات هم من يبنون لنا السعادة ويربون الأولاد تربية صالحة، فلا بد من مباشرة الحياة بأنفسنا دون وجوه مصطنعة وتكلف».
أسباب الطلاق
وشدد الأمين على أن الخلافات التي تعتري العلاقة بين الزوجين لا يجب أن تؤدي بالضرورة إلى طلاقهما، ولا بد من العمل بروية وحكمة على حلها، وقال: الطلاق ليس دائماً حلاً وعلاجاً ناجعاً للمشاكل العائلية والخلافات الأسرية، فقد تكون العلة من جراء سوء الفهم وسوء التقدير. وانطلاقا من خبرته العملية، عدد الأمين بعض أهم الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق في منطقة ديترويت حيث يركز نشاطه، ورتّبها على النحو التالي: «السبب الأول والأهم هو المال، سواء لناحية قلته أو كثرته، والسبب الثاني هو تدخلات الأهل السلبي وما ينجم عنه، والسبب الثالث هو تنافر طباع الزوجين منذ البداية، والسبب الرابع هو الاذية المعنوية ثم الجسدية، والسبب الخامس هو الغيرة، والسبب السادس هو بعد الزوج المفرط عن الزوجة وتركها بين صديقات السوء، والسبب السابع هو حب الاستقلالية.
كما تطرقت المحاضرة إلى مواضيع أخرى متفرعة عن العنوان الأساسي، إذ تحدث الأمين عن مسائل تعدد الزوجات وزواج المتعة والزنا والشذوذ الجنسي، واصفا التشريعات القانونية الأميركية التي باتت تبيح زواج المثليين «بالتشريعات التي لا تبشر بخير، والتي من واجبنا أن نحمي أنفسنا وأسرنا منها».
وفي نهاية المحاضرة، أجاب المهدي على تساؤلات بعض الحاضرين والاستفتاء حول بعض الحالات، مثل هل يجوز للمرأة التي تتعرض للضرب من قبل زوجها أن تتصل بالشرطة، وهل يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق؟ وغيرها من المسأئل الأخرى.
Leave a Reply