القاهرة – قمتان عربيتان هامتان أجراهما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في باكورة عمله كرئيس جديد لمصر بعد أقل من شهر على انتخابه لقيادة أكبر دولة عربية. القمة الأولى ضمته الى العاهل السعودي في طائرته الملكية التي حطت بمطار القاهرة لساعات قليلة، وبعد أيام توجه الى الجزائر -وهي وجهته الخارجية الأولى كرئيس- لمناقشة الوضع الليبي حيث تتفشى الفوضى وتنتشر الجماعات المسلحة في أنحاء البلاد التي شهدت الأسبوع الماضي انتخابات تشريعية باهتة لا يمكن التعويل عليها للخروج من الأزمة التي تعصف بليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي.
الملك عبدالله مستقبلاً السيسي في طائرته. (أب) |
وكان الرئيس المصري قد وصل الأربعاء الماضي إلى الجزائر في زيارة لم تتجاوز مدتها ست ساعات التقى خلالها رئيس مجلس الأمة الجزائري ورئيس الوزراء، وعدداً من أعضاء الحكومة الجزائرية، قبل أن يلتقي بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مقر الرئاسة. وقال السيسي في تصريح للصحافيين فور وصوله مطار الجزائر الدولي: «سنتطرق إلى قضايا كثيرة مع المسؤولين في الجزائر، منها الوضع في ليبيا، وهي دولة جارة لكل من مصر والجزائر، مؤكداً بأن الوضع الأمني في ليبيا أحد الأسباب الرئيسة للزيارة، إذ تلتقي الجزائر ومصر في كونهما تملكان حدوداً طويلة وليس من السهل مراقبتها».
كما شكلت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاهرة، الأسبوع الماضي، دفعاً قوياً للسيسي، بعدما اسدلت الستار على توتر حاد شهدته العلاقات المصرية-الأميركية منذ عزل الرئيس محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين». وجاءت زيارة كيري، بعد أسبوعين على تولي السيسي رئاسة الجمهورية، وأقل من 48 ساعة على اللقاء الذي جمع الرئيس المصري بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في الطائرة الملكية، لدى توقف الأخير في مطار القاهرة الدولي وهو في طريقه من المغرب إلى السعودية.
ويبدو أن السيسي قد نجح، خلال الأسبوعين الأولين من عهده، في تدعيم تحالفاته الخارجية، وتأمين دعم اقتصادي وشراكة سياسية، تمثلت بداية في الدعوة التي وجهها الملك السعودي إلى عقد مؤتمر دولي للنهوض بالاقتصاد المصري، ومن ثم في إفراج الكونغرس الأميركي عن 570 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية، التي كانت معطلة منذ العام الماضي، وذلك قبل ساعات قليلة من وصول كيري إلى القاهرة. واكتفى كيري، في معرض حديثه عن المشاروات التي أجراها مع السيسي بشأن التحول الديموقراطي وحقوق الإنسان، بالإشارة إلى صحافيي قناة «الجزيرة» المعتقلين، والنظام القضائي في مصر، والأحكام المشددة التي صدرت مؤخراً ضد مناصري «الإخوان»، وأعرب عن ثقته في أن السيسي لديه شعور قوي بضرورة الالتزام بإعادة تقييم تشريعات حقوق الإنسان والحق في التعبير والتجمع السلمي. وشدد كيري على ضرورة منح السيسي، الذي لم تمر أيام على توليه الرئاسة، فرصة.
ميدانياً، شهدت مصر، الأسبوع الماضي، موجة جديدة من التفجيرات، هي الأولى من نوعها في عهد السيسي، حيث أصيب ثمانية أشخاص في انفجار عبوات ناسفة بدائية الصنع عند أربع محطات لمترو الأنفاق في القاهرة، وأخرى قرب مبنى محكمة في ضاحية مصر الجديدة، فيما سارعت السلطات الأمنية إلى توجيه أصابع الاتهام في هذه التفجيرات إلى «الإخوان المسلمين»، واصفة ما جرى بأنه «محاولة يائسة» من قبل الجماعة «الإرهابية» لإثبات وجودها في الشارع.
Leave a Reply