واشنطن
يبدو أن عزوف الأميركيين عن ممارسة الجنس في الولايات المتحدة آخذ في الازدياد، لاسيما بين فئة الشباب، حيث كشف مسح نشرت نتائجه صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي عن تراجع كبير في نسبة البالغين الأميركيين، الذين لم يمارسوا الجنس العام الماضي، بسبب تغير أنماط الحياة في عصر التكنولوجيا.
وبحسب الدراسة المنشورة في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية فإن 23 بالمئة من الرجال الأميركيين قالوا أنهم لم يمارسوا الجنس خلال الأشهر الـ12 السابقة.
وتوضح الدراسة التي أجراها مركز المسح الاجتماعي العام GSS أن الشباب الذكور (تحت سن 30 عاماً) يشكلون النسبة الأعلى من العازفين عن ممارسة الجنس، إذ بلغت نسبة الذين لم يمارسوا الجنس لعام كامل، 28 بالمئة، بزيادة ثلاثة أضعاف عن نسبتهم في 2008 (8 بالمئة). أما بين الشابات فبلغت هذه النسبة لنفس الفئة العمرية نحو 18 بالمئة فقط. وبحسب الخبراء فإن هذا الأمر يشكل مفاجأة، إذ كانت النسبة متشابهة بين الجنسين خلال العقود الماضية، لكن في السنوات القليلة الماضية ازدادت الهوة بين الشابات والشباب فيما يتعلق بعدد مرات ممارسة الجنس.
ويجرى المسح الاجتماعي العام سنوياً منذ سنة 1972، لرصد اهتمامات وتجارب وأمزجة وسلوكيات السكان في الولايات المتحدة بإشراف «المركز الوطني لأبحاث الرأي» في شيكاغو.
ورغم انحسار ممارسة الجنس بين الشباب دون سن 30 عاماً، تبدو الحياة الجنسية للأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عاماً أكثر نشاطاً، وفقاً للدراسة، إذ قُدّرت نسبة الذين لم يمارسوا الجنس لعام كامل 7 بالمئة فقط. أما الفئة العمرية 50–59 فقد وصل عددهم إلى 13 بالمئة.
في هذا السياق، توضح عالمة النفس جان توينج من «جامعة سان دييغو» أن تراجع النشاط الجنسي، وخاصة بين الشباب، يرجع إلى أن نسبة متزايدة منهم من دون شريك ثابت، لأسباب عديدة أبرزها اقتصادية.
ومن بين أسباب تراجع الإقبال على ممارسة الجنس في الولايات المتحدة –بحسب توينج– أن الشباب بدأوا يميلون للعيش مع والديهم أكثر من أي وقت مضى. ففي 2014 أظهرت بيانات أن 35 بالمئة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً يعيشون في منزل والديهم، مقابل 29 بالمئة في صفوف البنات من الفئة العمرية ذاتها.
وأوضحت توينج أن هذا التوجه من الشباب يقلل من الفرص المتاحة لهم لممارسة الجنس مع شريك حياتهم في منزل العائلة.
ولا تبرئ عالمة النفس الأميركية، الإنترنت وثورة التكنولوجيا الحديثة من أن تكون سبباً في ذلك أيضاً، خاصة بسبب تعلق الشباب بالألعاب الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة الأفلام الإباحية، «ففي عصر الإنترنت انتشر الكثير من الأشياء التي تصرف الانتباه ببساطة عن ممارسة الجنس… إذ يمكنك اليوم أن تقوم بالكثير من الأشياء حتى لو كانت الساعة هي العاشرة ليلاً، مقارنة بالحال قبل 20 عاماً». من اللافت للنظر أيضاً، أن اتجاهاً مماثلاً في العزوف عن الجنس انتشر خلال السنوات القليلة الماضية بين الشباب في العديد من بلدان القارة الأوروبية.
Leave a Reply