هايزل بارك – ناتاشا دادو
هناك شعور بالإنتماء المجتمعي لا يمكن تجاهله في «ثانوية روزفلت» الواقعة في مدينة هايزل بارك، حيث يشكل الطلاب الكلدان زهاء 90 بالمئة من مجمل التلاميذ، الذين «نصفهم ولدوا في الولايات المتحدة، ونصفهم الآخر في العراق»، بحسب مدير الثانوية أسعد كلاشو.
العديد من الطلاب أكدوا لـ«صدى الوطن» أنهم فضلوا الإلتحاق بـ«ثانوية روزفلت» على مدارس قريبة من منازلهم، نظرا ًلما تتمتع به من مميزات تلائم احتياجاتهم الأكاديمية، مثل تعليم اللغة الإنكليزية للمهاجرين، كما أنها توفّر بيئة مدرسية واجتماعية خاصة بالمجتمع الكلداني المتنامي في منطقة ديترويت.
وتقع مدينة هايزل بارك في أقصى جنوب شرق مقاطعة أوكلاند، ويفصلها الميل الثامن عن ديترويت، وشارع ديكويندير عن مدينة وورن في مقاطعة ماكومب، حيث تتواجد الجالية الكلدانية بكثافة.
و«ثانوية روزفلت» تابعة لمؤسسة «إنفست» غير الربحية التي أسسها كلاشو في العام ٢٠٠٢، وهي اختصار لإسم «الشبكة الدولية للتعليم المهني ومهارات التدريب»، وتضم الشبكة الى جانب «ثانوية رزفلت»، مدرسة «غرايس» الابتدائية والمتوسطة، الكائنة أيضاً في مدينة هايزل بارك.
ويصل عدد الطلاب في ثانوية «روزفلت» إلى 280 طالبا وفي مدرسة «غرايس» 200 طالباً. وتضم المدرستان فصولاً صغيرة لإيلاء الطلاب الإهتمام اللازم، كما تُقدم وجبات في أجواء مفعمة بالود والإحترام المتبادل والإنتماء.
وقد تعززت أهمية مدارس «إنفست» بشكل لافت بعد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، حيث استقر في منطقة جنوب شرق ميشيغن زهاء 30 ألف لاجئ عراقي.
ومع ازدياد أعداد المهاجرين في سن الدراسة تعمد «انفست» إلى لعب دور حيوي في مساعدة الطلاب الجدد للإندماج في المجتمع والنظام التعليمي، حيث يواجه هؤلاء صعوبات بالغة في الإنخراط بالمدارس العامة غير القادرة على تلبية متطلباتهم الأكاديمية لاسيما تعليم الإنكليزية للطلاب الأجانب، على عكس «ثانوية روزفلت» حيث يتوفر طاقم من المرشدين ممن يتحدثون العربية والكلدانية لمساعدة الطلبة في التكيف واستيعاب اللغة الانكليزية، كما تحرص مدارس «إنفست» على تعيين معلمين مؤهلين من ذوي الكفاءات العالية يكرسون حياتهم لتعليم الصغار.
بعض طلاب «روزفلت» الحاليين واجهوا صعوبات عديدة في المدارس السابقة ولكنهم الآن يحرزون تقدماً، وفي هذا الصدد يؤكد كلاشو أنه «من المؤمنين بضرورة منح فرصة جديدة لمن يفشلون في حياتهم».
ويعتبر كلاشو المعروف بإطلالته الإذاعية مثالاً أعلى يحتذى لدى الكثيرين من طلاب الثانوية، فهو «مدير عطوف يسعى لتمكينهم من الإستفادة من قدراتهم الكامنة» بحسب أحد الطلاب، كما أن خبرته تمتد الى أوائل التسعينات حيث أسس عام 1991 مركزاً تعليمياً في منطقة الميل السابع في ديترويت لمساعدة المهاجرين العراقيين.
وتوجه كلاشو لأحد الصفوف في «ثانوية روزفلت» بالقول: «هنا في أميركا يستطيع كل واحد منكم تحقيق ما يصبو إليه بالعمل والمثابرة، فهذا بلد الفرص تستطيعون فيه تحقيق النجاح.. هنا ليس كبلدان الشرق الأوسط، هنا لستم محدودين».
ولطالما قامت إدارة ثانوية «إنفست» بإستضافة أشخاص معروفين من الجالية الكلدانية لتشجيع الطلاب وحثهم على تحقيق أحلامهم، ومن هؤلاء المحاضرين، النائب السابق في كونغرس ميشيغن، كلينت كيستو، وهو أول كلداني تطأ قدماه عتبة الكابيتول في لانسنغ، والدكتور نيك نجار وهو أول كلداني تخرج من كلية الطب في جامعة «هارفرد» المرموقة، إضافة الى مهنيين آخرين ناجحين.
ويشير كلاشو الى أن العديدين من خريجي «إنفست» التحقوا بجامعات مرموقة كجامعة «وين ستايت» وجامعة «لورنس» التكنولوجية.
ولا يقتصر دور ثانوية «إنفست» على التعليم ومساعدة القادمين الجدد وإنما هناك برامج خيرية حيث تمنح المدرسة جوائز للطلبة المتفوقين لمساعدتهم في الإلتحاق بالكليات والجامعات، وتطلق سنوياً حملة لتوزيع الديوك الرومية على الطلاب وعائلاتهم بمناسبة عيد الشكر. لمزيد من المعلومات عن «انفست»: www.investschools.org
Leave a Reply