نال الشيف حبيب بزي شهرة واسعة في ديربورن كأمهر الطهاة العرب في المدينة التي تعج بالمطاعم العربية، هذه الشهرة دفعت حبيب في عام ٢٠٠٩ الى افتتاح مطعم خاص يحمل اسمه، مطعم “حبيب”.
فمنذ العام 1994، عمل بزي كبير طهاة “نادي بنت جبيل” وأصبحت الأطباق الخاصة التي يعدها معيارا للمأكولات التي تقدم في المناسبات والأعراس والحفلات الخاصة، وذلك بمساعدة فريق عمل لازم مسيرته إضافة الى مساندة دائمة من زوجته وأختها.
إنتقل بزي من لبنان الى الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً ديربورن، في العام 1991، حاملا في جعبته أحلاما وطموحات أراد تحقيقها ريثما يستقر حاله. ومنذ الطفولة، أحب بزي الطبخ وحسن الضيافة، وعن ذلك يقول: “أذكر عندما كنت في سن الثامنة كيف كنت لا أتوانى عن مساعدة أمي في إعداد المائدة وتحضير الطعام بكل شغف وإندفاع”. وعندما هاجر الى أفريقيا في أواخر الثمانينات، إختبر بزي العيش وحيدا وإكتشف حبه لتحضير الطعام، وإزدادت قناعته رسوخا لشغفه لفن الطبخ فبدأ بإعداد وصفات الطعام الشرق أوسطية التي أصبحت اليوم ذات شهرة واسعة وطلب دائم من أبناء الجالية العربية في منطقة ديترويت بشكل عام. ومن أشهر الأطباق التي يقدمها هي “كرات البطاطا” التي أمضى في إعدادها ثلاثة الى أربعة أشهر ليتأكد من كمالية الطبق من حيث كمية ونوعية التوابل. ويعتبر هذا الطبق واحد من بين الكثير من الأطباق الخاصة والشهية لحبيب.
يعمل بزي يومياً من الساعة السادسة صباحاً، حيث يبدأ بتحضير الأطباق الخاصة بنفسه في مطعم “حبيب”، وعادة يستغرق هذا العمل بين الساعتين والثلاث ساعات. ويشير بالقول: “أتفرد في تحضير الأطباق والخلطات الخاصة من التوابل والبهارات وأهيئ معظم الأطباق لتكون جاهزة للطهو والتقديم من قبل الطهاة والموظفين تلبية لطلبات الزبائن وتحضيرا لبداية نهار عمل جديد”.
وعملت نادية بجانب زوجها بزي منذ بداية تمرسه في عالم الطبخ في “نادي بنت جبيل”. وهي تعد أيضاً بعض الوصفات الخاصة والأطباق الشهية.
ولكن رغم افتتاحه لمطعم “حبيب” لم يترك الشيف صالة “نادي بنت جبيل” التي أطلقت مسيرته في عالم الطهي. تتسع صالة مركز بنت جبيل الثقافي لـ700 شخص في المناسبات الكبرى ويضم فريق العمل بحدود الـ30 موظف. كما تستضيف الصالة الآلاف من الأعراس والولائم وحفلات التخرج وغيرها من الإحتفالات الخاصة بصورة أسبوعية. إلا أن أكثر ما يميز هذه المناسبات وأكثر ما تشتهر به هذه الصالة هي الأطباق الشهية التي يقدمها بزي.
ويعتبر بزي أن أحد العناصر الرئيسية لنجاح عمله وتفوقه الدائم في مطعم “حبيب” و”نادي بنت جبيل” هو تعاون أخت زوجته ليلى. فمنذ العام 2005، استلمت ليلى الإدارة وتنسيق المناسبات، فأزاحت عن بزي وزوجته كاهل هذا العمل المضني. ويرى بزي أن لولا مساعدة ليلى لما استطاعا تحقيق أي من الإنجازات الأخيرة، وتقول نادية: “ليلى هي اليد اليمنى وهي العقل المدبر للمطعم”.
يعمل بزي ونادية وليلى على مدار الساعة والأيام لتأمين أفضل الأطباق والخدمات لزبائنهم. وحسب نادية، فإن صالة “نادي بنت جبيل” محجوزة للمناسبات حتى شهر كانون الأول (ديسمبر) ومطعم “حبيب” يكتظ بالزبائن لاسيما في العطلات، كما وأن لديه صالة خاصة تتسع لـ250 شخص. وتضيف ليلى: “أعمل بلا توقف وعليّ أن أكون متوافرة دائماً لتلقي الإتصالات والحجوزات.. فهنالك حجوزات محددة من الآن للعام 2013”.
يقدم مطعم “حبيب” خدمة تأمين الطلبات الخاصة للمناسبات وخدمة توصيل الطلبات الى كل من مدينة ديربورن وديربورن هايتس وآلن بارك. ولا تقتصر خدمة تأمين الطلبات الخاصة على المطعم أو “نادي بنت جبيل” بل تتعداها الى تلبية مناسبات خاصة في صالات أخرى في المنطقة مثل فندق “حياة ريجنسي” في ديربورن و”كريستال غاردنز” في ساوثغيت وغيرها.
في سياق آخر، يرجح بزي نجاح مطعمه وقدرته على تلبية كل الطلبات الى فريق العمل المحترف الذي يساعده في إستمرار تقديم الأفضل خصوصاً أنه لا يمر يوم على المطعم لا يكون فيه مشغول جدا. وتعتبر نادية أنه بمساعدة فريق العمل الموثوق إستطاعت هي وزوجها التوفيق بين حياتهما المهنية والعائلية.
وبينما يعمل بزي لساعات طويلة في إعداد الأطباق الشهية للمطعم، تؤكد زوجته على مسألة رئيسية بينهما لا خلاف فيها وهي أنها لا ترضى أن يعد زوجها الطعام في المنزل، وتقول: “أنا من يحضر الأطباق للعائلة مع أنني أطلب بعض المساعدة منه أحيانا”.
وليس مستغربا أن تكون الأعمال موزعة بين حبيب وزوجته، فتقع على عاتقهم مسؤوليات كبرى لاسيما تربية أولادهم الستة، حصيلة 18 عاما من الزواج، إثنان منهم في الثانوية وإثنان في المرحلة المتوسطة وإثنان في المرحلة الإعدادية.
وفي الوقت الذي ينهمك فيه الزوجان بتربية أولادهما وبإنجاح عملهما، لا يوليان أي إهتمام للمنافسة المتزايدة للمطاعم في مدينة ديربورن، بل يسعى الزوجان الى إفتتاح فرع جديد لمطعم “حبيب” في المستقبل القريب. فبزي يرهن على استمرارية النجاح لأنه يقدم أطباق ذات جودة عالية، وقد عرفه الناس وأحبوا طعامه “لهذا السبب”، كما يقول. ويضيف: “كل الناس يمكنها أن تعد الطعام ولكن لكلٍ أسلوبه الخاص ولمسته المتفردة. ولا تهمني المنافسة فالرأي الأول والأخير يحدده الزبائن”.
تضم لائحة الطعام عند بزي مايزيد عن الـ 500 طبق ومن بينها أطباق معروفة وشعبية كطبق الأوزي والأرز والدجاج المشوي وغيرها. ويقدم أيضا الحلويات التي يزيد الطلب عليها في شهر رمضان الكريم.
وحين السؤال عن طبق بزي المفضل، وقعت الحيرة عليه وأجاب: “إنه سؤال صعب جدا لأنني أحب كل الأطباق ولولا حبي لها لما قدمتها للزبائن”.
وبالرغم من دوام العمل المضني لبزي فإنه يجد الوقت الكافي لدعم أبناء مجتمعه ومساندتهم وتقول زوجته عنه: “حبيب يقدم الكثير من التبرعات لمؤسسات إجتماعية وغيرها ولكنه لا يحب التمنين بها أو الإفصاح عنها. فسبق أن قدم تبرعات “للمركز الإسلامي في أميركا” في ديربورن، وأخرى لفريق كرة الطائرة في “ثانوية ديربورن”.. وتم تكريمه للمساهمات البارزة ولإنجازاته من قبل المركز العربي للخدمات الإقتصادية والإجتماعية (أكسس) واللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك) و”إتحاد الطلاب العرب” و”الجمعية اليمنية الأميركية الخيرية” (يابا).
Leave a Reply