نيويورك – شن الصحافي الشهير سيمور هيرش، في تقرير بعنوان «السارين لمن؟»، نشره في موقع «لندن بوك ريفيو» بعد رفض مجلة «نيويوركر» نشره، هجوماً حاداً على الإدارة الأميركية، وعلى رأسها باراك أوباما، مفنداً كيف قامت الإدارة الأميركية بتحريف تقارير الاستخبارات الأميركية من أجل تحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم بالأسلحة الكيميائية على غوطة دمشق، وتجاهلها تقارير الاستخبارات التي تتحدث عن أن «جبهة النصرة» أصبحت تملك القدرة على تصنيع غاز السارين. وحذر هيرش من انه بعد إزالة ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية، فقد نصل في نهاية المطاف الى مرحلة تصبح فيها «النصرة» الجهة الوحيدة التي تملك القدرة على تصنيع الأسلحة الكيميائية.
وفي مقال نشرته «لندن ريفيو اوف بوكس»اتهم هيرش الذي كوفىء على تغطيته لمجزرة «ماي لاي» خلال حرب فيتنام وفضيحة سجن أبو غريب في العراق، ادارة اوباما بـ«التلاعب عمداً بمعلومات استخباراتية» في قضية الاسلحة الكيميائية السورية.
ودون الذهاب الى حد تأكيد براءة النظام السوري من الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق، قال هيرش إن إدارة واشنطن «اختارت» المعلومات التي كانت في حوزتها، ولم تكشف عن معلومات أخرى، خصوصاً تلك التي تحدثت عن أن جبهة «النصرة» تملك الوسائل التقنية لانتاج كميات كبيرة من غاز السارين.
وأشار هيرش الى التقرير السري الذي جاء في اربع صفحات وسلم في 20 حزيران (يونيو) لمسؤول كبير في الوكالة المكلفة الاستخبارات العسكرية، واكد تقارير سابقة عن قدرات «جبهة النصرة» خصوصاً بفضل أحد أعضائها، زياد طارق أحمد، العسكري العراقي السابق الاخصائي في الأسلحة الكيميائية.
وفي خطابه المتلفز بشأن سوريا في 10 أيلول (سبتمبر) الماضي، ألقى أوباما باللوم في الهجوم بغاز الأعصاب الذي استهدف المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الغوطة الشرقية على حكومة الأسد فقط، وأوضح بشكل لا لبس فيه انه مستعد لتطبيق تحذيره العلني السابق من أن أي استخدام لأسلحة كيميائية سيكون خرقاً لـ«الخط الأحمر». وقال «حكومة الأسد قتلت بالغاز أكثر من ألف شخص. نعرف أن نظام الأسد مسؤول، ولهذا، وبعد تفكير متأن، قررت أنه من مصلحة الولايات المتحدة الرد على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية من خلال ضربات عسكرية محددة».
تأكيد أوباما كرره رئيس مكتب موظفيه دينيس مادونون الذي قال لصحيفة «نيويورك تايمز» الأسبوع الماضي، إن «أحداً ممن تحدثت إليه لا يشك في ربط الاستخبارات للأسد ونظامه مباشرة بهجوم السارين».
وبدوره، قال المتحدث باسم ادارة الاستخبارات الوطنية شون ترنر لوكالة «فرانس برس»: «ليس هناك مؤشرات لدعم ادعاءات هيرش تذهب في اتجاه معاكس. والإدعاءات بأنه كانت هناك مناورة لإلغاء معلومات استخباراتية خاطئة، بكل بساطة».
وقال هيرش إن ادارة اوباما لم ترصد علامات تشير الى وقوع هجوم وشيك رغم وجود اجهزة كاشفة قرب المواقع الكيميائية للنظام السوري. واتهامات اوباما تستند على حد قوله على معلومات استخباراتية تم الحصول عليها في الوقت المناسب، بل على تحليل للاتصالات لاحقا. وقال الصحافي «لم يكن وصفاً للاحداث المحددة التي ادت الى وقوع الهجوم لكن تفصيل عملية كان الجيش السوري اتبعها لأي هجوم كيميائي آخر».
Leave a Reply