النجف الأشرف – شكلت وثيقة «تحريم الدم العراقي» التي أبرمها أكبر حزبين شيعيين في العراق، يوم الجمعة قبل الماضي، مثار جدل في الاوساط العراقية والاميركية. ذلك أن الوثيقة التي ربطت الجماعتين المتنازعتين على النفوذ في مدن الجنوب خاصة، جاءت بمثابة المفاجأة السارة لعراقٍ يزداد انقساماً كل يوم. وبقي السؤال الاهم: ما مدى فاعلية الوثيقة؟ وما أثرها على الازمة السياسية التي تحاصر حكومة نوري المالكي؟ ويأتي توقيع هذا الاتفاق بين الزعيمين الشيعيين عبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر بعد أكثر من شهر على اشتباكات شهدتها مدينة كربلاء، أثناء أداء مراسم الزيارة الشعبانية، تم على إثرها شن هجمات على مقرات «المجلس الأعلى الإسلامي»، واتهم فيها عناصر من «جيش المهدي» التابع للتيار الصدري، وأعقب ذلك قرار الصدر بتجميد نشاط جيش المهدي لمدة ستة أشهر.
عبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر |
الوثيقةوفي الوثيقة الموقعة من الطرفين، اتفق التيار الصدري والمجلس الاعلى الاسلامي على تشكيل لجنة عليا لفض النزاعات بينهما بعد يومين من اعلان اتفاقهما تحريم الدم العراقي.وقال القيادي البارز في المجلس الاعلى الاسلامي الشيخ جلال الدين الصغير في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الاجتماع «اتفقنا على تشكيل لجنة عليا ستتكفل بمتابعة كل الاحتقانات التي قد تحصل» مضيفا «كنا واقعيين بتشخيص الازمات ولم نفترض ان الامور ستجري بشكل وردي (…) فهناك اعداء ومخترقون واجندات تنفذ ضد التيارين وهي متعددة وهذه الاطراف ليست بالضرورة عراقية وانما تمتد اقليميا».يشار الى ان التيار الصدري والمجلس الاعلى الاسلامي يحظيان باكبر قاعدة شعبية بين الاحزاب الشيعية والاكثر تمثيلا في البرلمان العراقي المكون من 275 مقعدا.واضاف الصغير وهو نائب في الائتلاف العراقي الموحد «افترضنا وجود مثل هذه اللجان التي يمكن لها ان تتكفل بمتابعة الازمات وبعض الاحتقانات التي تحصل وتعمل هذه اللجان على تفكيك واطفاء فتيل الازمات اذا ما أشعلت بشكل او باخر».واضاف «هذه اللجنة ستكون لها لجان عمل في كل المحافظات تابعة لها ويتم التعامل معها على اعلى المستويات».واكد «اتفقنا على جملة من الاليات من اهمها اشاعة اجواء الالفة والمحبة ما بين الطرفين وهذه الاجواء ستنعكس ايجابيا على صعيد الشارع العراقي».بدوره، اعتبر رئيس وفد التيار الصدري رياض النوري اللقاء بمثابة «رسالة وحدة الى كل العراقيين». ودعا الى «تجديد وتفعيل مثل هذه اللقاءات».وقال «نحن نرحب وندعو الى تجديد مثل هذه اللقاءات وان كل ما يقال عن التفرقة بين العراقيين هو اوهام وهذه المبادرة تعكس صورة جيدة للاخرين على اننا متماسكون». واعلن مكتب الزعيم الشيعي عبد العزيز الحكيم ان الحكيم وقع اتفاقا مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر «يهدف الى احترام الدم العراقي وحفظ المصالح العليا للبلاد».
Leave a Reply