بدأ السباق على منصب رئاسة بلدية ديترويت يتجلى مع بروز مواقف لافتة للمرشَحين المتأهلَين لجولة تشرين الثاني (نوفمبر)، بيني نابليون ومايك داغن، الذي يبدو أنه يتجه للحفاظ على فوزه العريض بالجولة التمهيدية مع رفض هيئة الإنتخابات بولاية ميشيغن إلغاء آلاف الأصوات التي ذهبت لصالحه وشابها بعض الأخطاء التقنية.
وقد دارت الأسبوع الماضي مناوشات إنتخابية بين داغن ونابليون في محاولة من الطرفين لرسم طبيعة السباق، وقد شدد كلاهما في الظهور الأول لها منذ انتخابات آب (أغسطس) على الإهتمام بسكان الأحياء الفقيرة بالمدينة.. فيما اتهم نابليون منافسه بـ«الحديث متأخراً» عن هؤلاء خاصة في ظل تمويل حملة داغن من قبل مجموعة من كبار المستثميرن في منطقة وسط المدينة التي اعتبر نابليون أن ازدهارها لم ينعكس إيجاباً على سكان ديترويت التقليديين، نافياً أن يكون انتقاده هذا على خلفية عنصرية.
إعادة فرز الأصوات لن يغير شيئاً
وقد بدأت هيئة الإنتخابات في ولاية ميشيغن بالتعاون مع مسؤولين في بلدية ديترويت بإعادة فرز الأصوات في الجولة التمهيدية والتدقيق بها، بعد قرار اتخذته الهيئة بعدم إلغاء حوالي ١٨ ألف صوت مشكوك بصحتها، وذلك في ضوء وضع العاملين في صناديق الإقتراع إشارات متباينة على البطاقات الإنتخابية التي اقترع أصحابها لمرشحين من خارج القائمة، مثل داغن. وأكد المسؤولون أن هذا التباين لا يستوجب إلغاء أصوات آلاف الناخبين، وهو قرار أثلج صدر المرشح مايك داغن الذي حصل على أعلى نسبة من الأصوات رغم ترشحه من خارج القائمة. وكانت مقاطعة وين رفضت المصادقة على الاف الاصوات ذات الاشارات المختلفة، الا ان هيئة الانتخابات في المقاطعة رفضت التدخل وأحالت الموضوع الى الولاية التي بدأ موظفوها الإشراف على إعادة فرز الأصوات ابتداءاً من الأربعاء الماضي، على أن يتم الإعلان عن النتائج النهائية بحلول الثلاثاء المقبل.
خطة داغن لتطوير الأحياء
وفي خطابه الأول منذ إعلان فوزه في السادس من آب تعهد داغن، بتطويع خبرته العريقة في مجال إدارة الأعمال لخدمة مشروع إزالة المنازل والمحلات التجارية المهجورة، بوسائل تعود على أصحابها بالنفع وعلى المدينة بالاستثمار والازدهار. واقترح في أول اجتماع حاشد مع مناصريه منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية، ليل الثلاثاء الماضي في كنيسة «ترايمف» (النصر) الواقعة على ايست غراند بوليفارد، دمج 14 دائرة بلدية بدائرة واحدة يتم توظيفها في ازالة المنازل المهجورة وتطوير الأحياء، مقترحاً أن يكون لها سبعة مكاتب تتوزع في أنحاء المدينة.
وقال داغن، إن الاهالي الذين يرغبون بشراء منازل مهجورة في أحياء ديترويت يفكرون ألف مرة قبل الاقدام على هذه الخطوة خشية مجابهة التعقيدات البيروقراطية، وضرب مثالا بذلك، 60 الف منزل مهجور لم يُبع منها سوى 600. واقترح داغن منح حوافز لاصحاب المنازل في المناطق المهجورة من ضمنها إعفاءات ضريبية.
وقد دعا داغن الى تفعيل تنفيذ القوانين بصرامة ضد مخالفي انظمة البلدية،، مع ما يتضمن ذلك من فرض غرامات ومصادرة للمنازل. وأشار داغن الى خبرته كمدع عام في مقاطعة وين قبل 10 أعوام، حيث كان يفرض على صاحب المنزل المهجور إصلاحه أو بيعه تفادياً للمصادرة.
واقترح داغن وضع سجل يضم اسماء اصحاب المنازل المهجورة وإبلاغهم بضرورة قص العشب وازالة النفايات من محيط منازلهم، وإلا سيتم تغريمهم. كما اقترح داغن أن يتم توظيف العاطلين عن العمل من سكان المدينة للقيام بهذه المهمات وذلك لمحاربة مستويات البطالة المرتفعة في أحياء ديترويت.
نابليون: ازدهار وسط المدينة لا ينعكس على الأحياء
وجاء خطاب داغن قبل يومين من خطاب ألقاه نابليون في كنيسة «فيلوشيب» في شمال غرب ديترويت، شدد فيه أمام خمسين من قيادات المنطقة على أن السياسات المعتمدة لتطوير المدينة منذ أيام رئيس البلدية الأسبق كولمان يونغ، والقائمة على وسط ديترويت من خلال الإستثمارات العملاقة مثل إنشاء مجمع «رنيسانس» أو الكازينوهات أو الملاعب الرياضية، لم تقدم شيئاً لأهل المدينة التي تشهد نزيفاً سكانياً مستمراً وتدهوراً في المستوى المعيشي.
وأضاف نابليون «لقد أضعنا السنوات ونحن نحاول أن ننعش ديترويت من خلال وسطها التجاري وهذا ما لم ينجح». لافتاً الى أن رئيس البلدية الأسبق يونغ ركّز على إنشاء مركزي «رنيسانس» و«كوبو» وقاعة «جو لويس أرينا» الرياضية، فيما ركّز خلفه دنيس آرتشر على إنشاء ملعبي «كوميريكا بارك» و«فورد فيلد» ومجمع «كومبوير». أما كيلباتريك فصرف جهوده لإقامة الكازينوهات والمطاعم والحانات، في حين جلب دايف بينغ شركتي «بلو كروس» و«كويكين لونز»، «لكن أي من هذه المشاريع التي وعدنا داعموها بتحسين مستوى المعيشة في ديترويت، لم تحقق ما يُذكر لسكان المدينة وأحيائها». وانتقد نابليون سياسات الإعفاء الضريبي لجذب المستثمرين الى وسط المدينة مع تحميل أعباء ضريبية إضافية لسكان الأحياء. مشيراً الى أن انتقاده هذا لا يأتي بدوافع عنصرية أو معادية لرجال الأعمال على خلفية انتقال السكان البيض الى وسط المدينة المزدهر وامتلاك الأعمال التجارية فيها. لكن بحسب نابليون «سكان ديترويت لم يحصلوا سوى على القليل القليل من الوظائف الجديدة» التي أوجدت في وسط المدينة خاصة بمناطق الـ«داون تاون» و«كورك تاون» و«ميد تاون» حيث جامعة «وين ستايت».
وأشار نابليون الى أن انتقال الشركات والوظائف الى ديترويت من المدن المجاورة جلب معه الموظفين من الضواحي بدلاً من توظيف سكان المدينة. كما قال شريف مقاطعة وين، إن منافسه داغن حصل على ثلاثة ملايين دولار لتمويل حملته الإنتخابية من قبل رجال أعمال، ويحاول الآن أن يظهر نفسه مدافعاً عن سكان الأحياء الفقيرة، مع العلم أن شعار حملة داغن هو «كل حيّ له مستقبل».
Leave a Reply