للجادين فقط..
يسر دار إفتاء “بلاد الباستيل”، الواقعة على تقاطع شارعي الحضارة والرقي، عن إعلانها تقبل طلباتكم؛ وذلك طيلة الدوام الرسمي.
وعلى المتقدمين ان يكونوا قد اجتازوا؛ وبدرجة جيد؛ امتحان “اتيكيت ١٠١”، فعلى سبيل المثال والحصر، يجب على المتقدمين إتقان ما يلي:
اولاً: إتقان آداب المائدة كلها، بدءاً من إقفال الفم حين مضغ الطعام وحمل الشوكة باليد اليسار عوضاً عن اليمين -لانها مخصصة للسكين- مررواً بمعرفة جميع أنواع الملاعق، ومعلوم أن بعضها مخصص للشوربة والبعض الآخر مخصص للطعام.
ثانياً: إتقان جميع المظاهر الحضارية الأخرى بدءاً من فتح الباب أمام السيدات، حتى لو لم تتعلم ذلك في بلدك (العالم ثالثي) وإلقاء “البونجور” (وان كنت تلقيها بطريقتك المختلفة)، انتهاءً بنبذ كل موروثاتك وتقاليدك (على أساس انها بالية ولا تتماشى مع العصر)..
ولا تنسى أن تتعطر وأن تلبس الثياب التي على الموضة، وعليك أيضا أن تكون عضواً ناشطاً على “الفيسبوك” لأنه الطريقة العصرية الأمثل للتواصل، (لكي لا نضيع الوقت بالزيارات والأحاديث كما يفعل الناس العاديون والقديمون والمتخلفون عن ركب التطور)..
وبعد استيفاء هذه الشروط عليك ان تتقبل بـ”انفتاح وصمت” آراء المفتي العام؛ وهو الذي يريد لكم اليسر؛ “والويل لك من أهوال اليوم المنشود إن لم تفعل”.
وهاك بعض التوصيات..
تبدأ نهارك كما يفعل عامة الشعب (وانت جزء منه). ففي تمام الثامنة صباحاً، وقبل ذهابك الى العمل؛ تقطع “الكرواسون” بالسكين “ولا تنسى حملها باليمين” الى قطع متوسطة الحجم، ومن ثم تأكلها بالشوكة مع رشفات من القهوة أو عصير الليمون..
وعليك أن تشرب ما يحتاجه جسمك من ماء (كي تبقى منتجا)، ولا بأس من أخذ إجازة التدخين مع زملائك (تفادياً لوجع الرأس، وما يرافقه من فقدان للتوازن).
وأما كأس “بوردو” مع الإفطار فهو من “الأحوط وجوباً” (حيث ان قليلا منه يشفي القلب)، وهو يساعد في عملية الهضم.
أما عن الدعاء والصلاة بعد الإفطار فهي مضيعة للوقت والجهد؛ وعوضاً؛ عليك بالتلفاز “وهو خير أنيم”..
دمتم لنا في صحة وعافية؛ وأغدق ألله عليكم بنعمة الاستماع “لنا”.
و”بونجورٌ” عليكم ورحمة.
Leave a Reply