ما أقدم عليه بعض أعضاء المركز الإسلامي في ديربورن في ١٤ نيسان (ابريل) الماضي من استقبالٍ لضباطٍ إسرائيليين هو بمثابة خيانة عظمى لا يمكن السكوت عنها ولا يجب أن تمر من دون مسائلة ومحاسبة الفاعلين، لا بل يجب رجمهم بعزلهم عن مواقعهم في إدارة المركز الإسلامي حتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه التطاول على دماء الشهداء وتضحيات الجرحى و النيل من كرامة اللبنانيين والفلسطينيين وكل من ضحى وبذل الغالي والنفيس من العرب والمسلمين ومن كل شريف ناضل في سبيل تحرير الأرض وحفظ العرض من دنس الغزاة والمحتلين. المسألة ليست عابرة وليست وليدة خطأ غير مقصود كما يحاول البعض في إدارة المركز تصويره الآن، فالخطأ متجذر والإرادة موجودة عن سابق تصميم باستضافة الحفل حتى ولو كان بينهم ضباطاً إسرائيليين. فقد علمت “صدى الوطن” بأن مجلس الأمناء استضاف في شهر نيسان (ابريل) من عام ٢٠١٣ الحفل الصباحي وسط تكتم وتعتيم إعلامي مقصود، وقد كان من بين الحضور ضباطاً إسرائيليين وقد قام احد أعضاء المركز (نحتفظ بحق الإفصاح عن اسمه) بتقديم ضابط إسرائيلي والتعريف عنه ليعتلي الأخير منبر المركز الإسلامي ويخاطب بكل صلفٍ ووقاحة الحضور بقوله: “من الأمور الإيجابية في هذا العالم بأنه ليس هناك عداوة دائمة، في الماضي قاتلتكم في لبنان واليوم ها أنا اجلس على مائدتكم وفي ضيافتكم”. وكأنه يقول: يا لهذا العالم الغريب والعجيب بالأمس قتلنا أطفالكم في قانا واليوم نجلس على مائدتكم وبعد أيام ستحيون ذكرى قانا في نفس القاعة وربما جلس أهل الشهيدين هادي وعبد المحسن بيطار على نفس الطاولة التي أجلس عليها !.
بعد التصفيق الحار نزل الضابط من على المنبر وأعضاء المركز يتبادلون نظرات يشوبها الخوف والقلق من تسرب عارهم وفضيحتهم إلى الملأ بعد أن تبين بأن الضابط الإسرائيلي قد خدم في صفوف جيش الإحتلال في جنوب لبنان إبان الإحتلال الإسرائيلي المقيت، ومن البديهي أنّ يداه ملطختان بدماء اللبنانين.
على الأثر انعقد اجتماع لمجلس أمناء المركز الإسلامي وأُثير موضوع استضافة الضباط الإسرائيليين، فطرح البعض بأن يتم إستثناء الإسرائيليين من الإستضافة في المرات القادمة، فأتى الرد من الجهة المسؤولة داخل المركز بأن ذلك سيؤدي الى إلغاء الحفل بكليته، فكان أن صوّت مجلس الأمناء بالأغلبية على استمرار استضافة الحفل حتى ولو كان ضباطاً إسرائليون ضمن الحضور.
خلال إحياء ذكرى مجزرة قانا الأخيرة وفي السنوات القليلة الماضية امتعض أعضاء المركز الإسلامي من كلامناشر “صدى الوطن” أسامة السبلاني الذي كان يوجه فيه التحية للمقاومين الذين حرورا الأرض وصانوا العرض والشرف لأنه حسب أعضاء المجلس “يضر المركز الإسلامي ويسيء الى سمعته ودوره”! مع العلم أن “المركز” يتقاضى بدل إيجار القاعة مع ثمن الطعام.
وفي نفس الوقت لا يخجل بعض أعضاء وموظفي المركز باستضافة الضباط الإسرائليين مجاناً وعلى حسابنا من أموال التبرعات، بل ويجاهر هذا البعض بكل وقاحة بأنه أجلس الإسرائيليين هذه المرة على الطاولة الأمامية “طاولة الشرف”!!.
وهناك من المدعوين القلائل (الذين يُنتقون بعناية) من اعتذر عن الحضور بعد أن علم بقدوم الضباط الإسرائيليين. ولكن هل يعفي ذلك هؤلاء القّلة الذين تمنعوا عن الحضور من المسؤولية الأخلاقية وهل تُرفع المسؤولية عن كل شخصٍ علم بالأمر فغضّ الطرف وسكت خوفاً على موقعه ومنصبه أو على وظيفته؟.
اليوم اُفتضح الأمر ولم يعد بالإمكان طمسه والتعمية عليه وكل من يمتلك معلومات ويحاول إخفاءها هو شيطان أخرس، وكل من يحاول التملص من مسؤولياته والهروب الى الأمام وإنكار علمه بقدوم الضباط الإسرائليين ورمي التهمة على مجهول هو كمرتكب الفعل الآثم كذّاب لئيم وسافل وضيع لا يجب أن يكون موقعه في المركز الإسلامي حتى ولو برتبة عامل نظافة!
المحافظة على المركز الإسلامي بموقعه ورمزيته تبقى أولوية واجبة على الجميع، وأولى الواجبات أن تنسجم سياسات المركز مع الأهداف التي أُنشئ من أجلها .
تنويه :
دعا ناشطون في مدينة ديربورن الى اجتماع في المركز الإسلامي في اميركا والواقع على شارع فورد، غداً الأحد الواقع في ٦ آيار (مايو) بعد الصلاة في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر، وذلك لمعالجة الموضوع بـ”انضباطٍ” و “سلمية”.
Leave a Reply