توفي الطبيب العربي الأميركي المعروف، علي فاضل، يوم الجمعة الرابع من تشرين الأول (أكتوبر) الجاري عن عمر يناهز 60 عاماً إثر اصابته بنوبة قلبية مفاجئة اثناء حضوره حفل تأبين شقيقته في لبنان، والتي وافتها المنية قبله بأسبوع. عرفته الجالية مثالاً للشهامة والعطاء، فلطالما كانت عيادته مشرّعة للمرضى ممن ليس لديهم تأمين صحي، حيث كان يوفر العلاج للفقراء مجاناً.
رحل الدكتور فاضل تاركا ذكريات عزيزة في قلب زوجته فدوى بزي وأبنائه وبناته الخمسة: زهراء، عبد الأمير، رائف، حسن، ومعارف.
المرحوم من مواليد 5 أيلول (سبتمبر) 1953، حاصل على شهادة الطب من جامعة القاهرة 1980، انتقل بعدها بعام الى ميشيغن ليمارس مهنته كطبيب في مركز بنغهام الطبي على مدى 28 سنة الماضية، قدم خلالها خدماته الجليلة لأبناء الجالية.
وقد شاء القدر للدكتور فاضل أن توافيه المنية في مسقط رأسه في الجنوب اللبناني، قرية كفر تبنين، حيث ووري جثمانه الثرى في الخامس من الشهر الحالي بحضور اعضاء في مجلس النواب اللبناني والسلك القضائي ومسؤولين وأبناء البلدة.
حسن بزي، صهر الفقيد، يستذكر الراحل بأسى: «لم يكن يقوى على قول كلمة «لا» حين كان الأمر يتعلق بطلب مساعدته، لم يكن يخرج أحد من عنده دون تلبية حاجته»، ويضيف بزي أنه ذهبت في الآونة الاخيرة للتحدث معه حول تعزيز مكانة احدى منظمات الجالية في ديربورن هايتس، فاستجاب على الفور وأبدى استعداده لتقديم العون من وقته وماله. وقال بزي «غياب الدكتور فاضل أثار مشاعر الحزن لدى كل من عرفه من أبناء الجالية، فهو كان سخياً مع الجميع ولم يكن يحب الاعلان عن مساهماته الخيرية».
سيدة من الجالية، اسمها خديجة، قالت إنها عرفت الدكتور فاضل منذ جاءت الى ميشيغن قبل 15 عاماً، «زرتُ عيادته وكنت أعاني من التهاب في الجيوب الأنفية، سألني ما إذا كان لدي تأمين صحي فقلت له أنا زائرة… عالجني واعطاني وصفة طبية ورفض تقاضي رسوم الكشف».
ناديا بزي، قالت إن د. فاضل حضر للكشف على عمها الراحل الذي كان يعاني من مرض شديد، وقد أوقفت عنه تغطية «الميديكيد»، لكن المرحوم رفض أخذ المال منها. واستطردت خديجة بالقول «كان فاضل يعاملني كأخت وليس مجرد مريضة عنده، كان بخفة ظله ولكنته اللبنانية الجنوبية يشعرك كأنك في البيت وليس العيادة، كان يتكلم لغة مرضاه في محاولة لاراحتهم نفسيا قبل تقديم العلاج الطبي لهم».
د. رائف فضل، ابن شقيق المرحوم، قال إن عمه كان يعامل المرضى كأنهم من أفراد العائلة وكان يتمتع بمهارات التعامل مع الاخرين، وقال «إنه مثلي الأعلى.. تدربت على يديه وأدركت أن أهم ميزة لديه هي حبه لمرضاه وعنايته بهم». ويعمل الدكتور في «مركز بنغهام الطبي» على شارع وورن في ديربورن، وقد أكد لـ«صدى الوطن» أن المركز سيظل مفتوحا لخدمة أبناء الجالية مثلما كان مفتوحا على مدى العقود الثلاثة الماضية «نرحب بالجميع هنا مثلما كان مرحباً بهم دوماً في عهد المرحوم».
وكان فاضل سخياً في التبرع لمنظمات الجالية بما في ذلك المساجد والمدارس، فقد بنى مسجدا بجنوب لبنان في ذكرى رحيل والديه، ومول تجديد احد المراكز الدينية هناك في ذكرى رحيل والدة زوجته. وهو من مؤسسي المجمع الثقافي الاسلامي الذي ترأس أدارته مرتين وكان عضوا في مجلس الادارة ومن المتبرعين المنتظمين.
وقال الحاج موسى قدوح أحد مؤسسي «المجمَع» إن فاضل كان واحدا من اربعة متبرعين أساسيين ساهموا ببناء هذه المؤسسة، كما أنه تبرع بمبالغ طائلة لبناء المدرسة والمغسل الاسلامي التابعين لها، مشيراً الى أن الراحل الذي جمعته معه صداقة استمرت 30 عاماً «لم يبخل يوماً في المساهمة بوقته وجهده في خدمة المجمع والجالية»، واضاف «ستظل ذكراه خالدة في قلب كل من عرفه كان إنساناً خيّراً بامتياز».
ذكرى أسبوع
تقام ذكرى أسبوع المرحوم الدكتور فاضل في المجمع الاسلامي الثقافي الكائن على شارع شايفر في ديربورن وذلك يوم الأحد 13 تشرين الاول (أكتوبر) الحالي من الساعة الرابعة مساء. لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمجمع الإسلامي: 313.584.2570
Leave a Reply