موسكو - لا تنتهي عجائب الكون وظواهره المحيرة ولا تنقطع، من بين الكثير من الظواهر والألغاز المختلفة يتميز «الجحيم» الذي يُزعم بأن علماء سوفـيات عثروا عليه، بأنه الأكثر رعباً وغرابة.
ما يمكن وصفه بجحيم باطن الأرض، اكتشفه فريق من الجيولوجيين والعلماء السوفـيات كان يتولى مشروعاً فـي ثمانينات القرن الماضي، لحفر بئر عميقة فـي شبه جزيرة كولسكايا فـي مقاطعة مورمانسك قرب الحدود مع فنلندا لدراسة باطن الأرض.
واكتشاف الجحيم تحدثت عنه لأول مرة صحيفة فنلندية عام 1989.
ألجمت صدمة التعرف على هذه الظاهرة ألسنة الباحثين والعلماء وأصابتهم بالذهول والرهبة، ذهول عبّر عنه الجيولوجي دميتري أزاكوف بقوله: «أ نا كشيوعي لا أؤمن بالسماء ولا بالإنجيل، لكني كعالم الآن أؤمن بالجحيم»!
أزاكوف سرد قصة هذا الاكتشاف فـي عبارات قصيرة، مشيراً إلى أن الفريق المكلف بالحفر، بعد أن وصل إلى أعماق سحيقة داخل البئر، أنزل ميكرفونا فـي داخله لتسجيل أصوات حركة طبقات الأرض فـي الأعماق، إلا أن أفراد الفريق بدلا من الاستماع إلى ضوضاء الأرض تناهى إلى أسماعهم صوت بشري يتعذّب!
قال أزاكوف إن الفريق المصاحب له ظن للوهلة الأولى أن الصوت صادر عن معدات الحفر، لكنه بعد أن وقف عمل الأجهزة، صُدم بأن أسوأ ظنونه قد تأكدت، إذ تواصلت الصرخات المرعبة التي تبين أنها ليست لشخص واحد بل لجموع غفـيرة من الناس!.
حين وصلت الحفارات إلى 13 ألف متر، وهو رقم قياسي عالمي حقيقي، زادت صرخات الأنين المفجعة، تلتها أصوات انفجارات وهدير يصم الآذان.
لكن من الصعب التثبت من حقيقة الأصوات المنبعثة من هذا التسجيل، ولا الجزم بطبيعة الحال، كما يود البعض، بأنها الجحيم بعينه الذي تحدثت عنه الكتب السماوية.
أحد مهندسي الصوت الروس، أكد مؤخرا خلال برنامج وثائقي بشأن هذا الجحيم المزعوم، أن التسجيل مزيف، وأنه أُعد فـي مكتبة صوتية بالاستعانة بمؤثرات فـيلم رعب أميركي أُنتج فـي عام 1972.
مع كل ذلك تعج شبكة الإنترنت ببرامج وثائقية ومقالات تصر على أن علماء سوفـيات عثروا فـي ثمانينات القرن الماضي على الجحيم فـي شبه جزيرة كولسكايا، وأنهم تمكنوا من تسجيل عذاب الآثمين!
وتؤكد الدراسات العلمية ومراكز البحث المختصة أن بئر شبه جزيرة كولسكايا بلغ عمقها 13 كيلومتر، وهو عمق هائل مكّن العلماء من إضافة مئات السنين إلى عمر الأرض، بالإضافة إلى إنجازات أخرى ذات جدوى اقتصادية كبيرة، لكن عن الأصوات المرعبة يتحدث الكثيرون من دون أي سند سوى تسجيل لا يمكن الوثوق به.
توقفت أعمال الحفر نهائياً وطوي المشروع برمته فـي عام 1994 لعدم توفر تمويل كاف، كان الرعب من مواجهة المجهول والغامض، بحسب الرواية الشائعة التي نُسجت فـي هلسنكي فـي عام 1989، أكبر من أي إغراء.
آنذاك نشرت الصحف الفنلندية والسويدية قصصاً وحكايات مخيفة عن الواقعة، مؤكدة أن «الروس أطلقوا سراح الشيطان من الجحيم!».
المصدر: «روسيا اليوم»
Leave a Reply