رفعوا شعارات منددة وانسحبوا احتجاجا على تمثيله للكيان الصهيوني
آناربر – خاص “صدى الوطن”
نفذ ما يزيد عن أربعين طالباً احتجاجاً صامتاً على محاضرة العربي الإسرائيلي اسماعيل خالدي في “جامعة ميشيغن-آناربر”، مساء الاثنين الماضي، حيث وقفوا لعدة دقائق رافعين لوحات كتب عليها شعارات تندد بعنصرية إسرائيل، ومعلقين على قمصانهم صوراً لـ”حنظلة”، أيقونة رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي.
ومثلما يبدو “حنظلة” في جميع رسوم العلي مديرا ظهره للجميع وناظرا إلى مدينة القدس، أدار الطلاب ظهورهم للمحاضر القادم من إسرائيل، قبل أن يغادروا القاعة، وسط دهشة وارتباك خالدي الذين علق بالقول: “شكرا لكم لأنكم تضيعون وقتي”. وأضاف “بهذه الطريقة لن نتمكن من إنجاز السلام”.
ويعد خالدي، وهو من بدو الخوالد الفلسطينيين، أول بدوي فلسطيني يشغل مناصب دبلوماسية ورسمية، حيث تسلم منصب نائب القنصل الإسرائيلي في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، كما عينه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مستشارا له في العام 2009.
واعتبر خالدي، خلال محاضرته، أن الإعلام الأميركي لا ينقل الصورة الحقيقية حول طبيعة العلاقات بين العرب المسلمين والمسيحيين وبين اليهود في الدولة العبرية، وقال: “الواقع أننا نعيش بوئام، ونتساوى في حقوق المواطنة، ونحن ننعم بجميع الحقوق التي يتمتع بها اليهود، من تعليم، وطبابة، ونشاطات سياسية واجتماعية”.
كما امتدح الطبيعة المدنية والديمقراطية للكيان الصهيوني ووصفها بأنها “الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط”.
ونوه إلى أنه لا يوجد أي تناقض أو غرابة في أن يمثل عربي مسلم الدولة الإسرائيلية، لأن عرب الداخل الفلسطيني هم إسرائيليون ومواطنيتهم كاملة، كما أن العديدين منهم يشغلون مناصب رفيعة المستوى في المجالات الأكاديمية والقانونية، ومنها المحكمة الإسرائيلية العليا، ولكن وسائل الإعلام لا تتناول هذه الأمور وتفضل التركيز على بعض النزاعات الذي تعطي انطباعا بأن الأوضاع غير مستقرة على الدوام.
وفيما يتعلق بتشكيك بعض المسؤولين الإسرائيليين المتشددين بولاء عرب الـ48 لدولة إسرائيل واقتراح تشريعات قانونية لسن ما يسمى “قانون قسم الولاء” وضرورة تطبيقه على العرب، قال خالدي: “لا أرى في مثل هذه التشريعات أية مخالفات حقوقية، كما أنها لا تتناقض مع فكرة الديمقراطية”.
وتضمنت محاضرة خالدي الحديث عن تجربته الشخصية كمواطن عربي إسرائيلي استطاع تحقيق حلمه الشخصي وارتقائه لمناصب دبلوماسية رفيعة بالرغم من ظروف نشأته الفقيرة، حيث عاش مع عائلته الكبيرة في خيمة، وعمل كراع للأغنام، قبل أن يدخل الجامعة، وينخرط في الحياة السياسية.
وقد أصدر خالدي بهذا الخصوص كتابا بعنوان “رحلة الراعي”، وسوف يقوم بتوقيع نسخ منه خلال رحلته في الولايات المتحدة الأميركية.
خالدي الذي حافظ خلال محاضرته الطويلة على منطق استفزازي يليق بأعتى الصهاينة بدا متجاهلا بشكل جارح لآلام أبناء شعبه الفلسطيني، كما نوه خلال حديثه إلى أنه شارك كجندي في حرب تموز على لبنان عام 2006.
وفي حديث لـ”صدى الوطن” في نهاية المحاضرة، أعاد خالدي انتقاد تصرف الطلاب العرب والمسلمين، وقال “لقد حان الوقت لاعتماد سبل بديلة بدل إدارة الظهر”.
ولدى سؤاله عن معاناة العرب الفلسطينيين ومدى التضييق والتهميش الذين يعانونه جراء ممارسات سلطات الاحتلال، بمن فيهم ممثلي العرب الفلسطينيين في الكنيست الإسرائيليي من أمثال النائب حنين الزعبي، والنائب السابق عزمي بشارة، قال: “إن حنين الزعبي هي خائنة ويجب أن تحاكم بسبب هذه الخيانة”.
ومن جهة أخرى، قال ممثل “اتحاد الطلبة العرب”، الطالب بلال بيضون، لـ”صدى الوطن”، أن قرار الانسحاب من القاعة جاء بالتعاون والتنسيق بين “التحالف من أجل المساواة والحرية” و”اتحاد الطلاب المسلمين” و”اتحاد الطلاب العرب” في “جامعة ميشيغن–آناربر”.
وأضاف بيضون “إن نتائج الانسحاب تخطت توقعاتنا، ونجحنا في تحقيق التوتر والاحراج لملقي المحاضرة اسماعيل خالدي، وبعث رسالة مفادها أنه غير مرحب به في حرم الجامعة”.
ونوه إلى أن “غايتنا الأساسية هي منع أمثال اسماعيل خالدي من المجيء الى الجامعة، فنحن لا نرحب بالعنصريين أمثاله”.
من ناحيته، قال ممثل “التحالف من أجل المساواة والحرية” مايك مكهنري “ان قرار الانسحاب كان مدروساً ووجدناه التحرك الانسب لمواجهة اسماعيل خالدي وأمثاله من العنصريين”. وختم بالقول “إن الانسحاب سوف يحقق غاية أكبر من أن نواجهه أو نحاوره لأننا أردناه ان يفهم (المحاضر) أنه ليس مرحبا به في “جامعة ميشيغن” ولا يحق له الكلام”.
Leave a Reply