ظهر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الأسبوع الماضي في تسجيل صوتي، وإلى جانبه الايسر صورة المناضل الأميركي الراحل مالكوم إكس ساجداً يصلي، وإلى جانبه الايمن صورة للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما معتمراً القلنسوة اليهودية، وهو يؤدي الصلاة، مع حاخامات، أمام حائط البراق (المبكى) في القدس المحتلة.هي صورة تختزل الرسالة التي أطلّ الظواهري بها، عبر موقع «السحاب» الإلكتروني وتحدد وجهتها. هي تستهدف «عبد البيت» باراك أوباما، كما نعته الظواهري، محذراً إياه من إرسال تعزيزات عسكرية إلى أفغانستان.واستعار الظواهري، في أول رسالة له منذ الانتخابات الرئاسية الأميركية، نعوتاً من مالكوم اكس، لوصف «أوباما وكولن باول و(كوندليسا) رايس وأمثالهم»، الذين «صدق فيها قول مالك الشهباز (مالكوم اكس) رحمه الله عن عبيد البيت»، قبل أن تظهر مشاهد لمالكوم اكس وهو يلقي خطبة، قسّم فيها الزنوج خلال فترة الرق في الولايات المتحدة إلى «زنوج البيت، ودورهم الاعتناء بسيد البيت، فإذا حاد (القسم الثاني) زنوج الحقل عن الخط كان زنجي البيت يعيدهم إليه».وتابع الظواهري، في رسالته التي عنونها: «ذهاب (جورج) بوش ومجيء اوباما»، أن المسلمين «تلقوا بمنتهى المرارة تصريحاتك (أوباما) ومواقفك المنافقة لإسرائيل، حيث اخترت موقف العداء للإسلام والمسلمين»، ما يجعلك «تمثل النقيض للأميركيين السود الشرفاء من أمثال مالك الشهباز أو مالكوم اكس. فأنت ولدت لأب مسلم، لكنك اخترت أن تقف في صف أعداء المسلمين وتصلي صلاة اليهود رغم انك تزعم المسيحية»، معتبراً ان «أميركا لبست وجهاً جديداً، ولكن قلبها مليء بالحقد، وعقلها غارق بالجشع، وروحها تنشر الشر والجريمة والقمع والطغيان، كما فعلت دوماً».وردت واشنطن على الفور، واصفة رسالة الظواهري بأنها «خسيسة تصدر عن إرهابي، وتعكس قيم القاعدة»، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك.سياسياً، انتقد الظواهري برنامج أوباما الرئاسي، وقال، موجهاً كلامه إليه، أن خططك «للتفاهم مع إيران وسحب جنودك من العراق لترسلهم إلى أفغانستان» ستبوء الفشل، و«اعلم أن كلاب أفغانستان قد استطابت لحم جنودكم فأرسل لها الآلاف تلو الآلاف»، معتبراً أن أوباما ورث عن بوش «إرثا ثقيلا من الفشل والجرائم». وإذا «كان بوش قد نجح في شيء» برأي الظواهري، «فهو في نقل مصيبة اميركا وتورطها إلى خليفته، ولكن الشعب الاميركي بانتخابه اوباما أعلن جزعه من المستقبل الذي تقوده إليه سياسة أمثال بوش وقرر تأييد من يدعو إلى الانسحاب من العراق»، «حيث أقر الأعداء بالهزيمة»، داعياً إلى مهاجمة أميركا «الصليبية المعتدية المجرمة»، التي «لا تزال كما هي، فعلينا مواصلة النكاية فيها لكي تعود الى رشدها»، مضيفاً، في اشارة الى الولايات المتحدة «إن مشروعها الصليبي التوسعي الاجرامي في ديارك لم يحبطه إلا تضحيات أبنائك المجاهدين».ودعا الاسلاميين الذين يقاتلون قوات الاحتلال الأميركي وقوات الحكومة العراقية «التي يقضى عليها»، الى الثبات.ورأى المسؤول الأميركي في مجال محاربة الإرهاب آدم رايسمان إن رسالة الظواهري تبين أن القاعدة معزولة، وإن كانت لا تزال تشكل تهديدا، قالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي لورا كينر «إنه متكرر». كما دعا الظواهري الإسلاميين في الصومال «إلى مواصلة الجهاد وعدم إلقاء السلاح، قبل ان تقوم دولة الاسلام والتوحيد المجاهدة في الصومال»، مع بلوغ «مرحلة المؤامرات والدسائس»، عندما بدأت «أميركا تلملم جراحها في العراق، فيما تبحث أثيوبيا عن مهرب».
Leave a Reply