نيويورك - يحتفـي العالم خلال آذار (مارس) من كل عام بشهر المرأة العالمي الذي يشمل الاحتفال بعيدي الأم والمعلم فـي أنحاء متفرقة من العالم، إضافة إلى يوم المرأة فـي الثامن من آذار من كل سنة منطلقا من الشعار التاريخي: تحقيق المساواة بين الجنسين.
غير أن المرأة فـي الألفـية الثالثة، وبعد أربعين سنة على إعلان يومها العالمي فـي الأمم المتحدة، لا تزال المرأة، الضحية الأولى للظلم وغياب العدالة الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية.
وفـيما يلي نظرة على أرقام لافتة تؤكد أن الطريق أمام المرأة، لبلوغ طموحاتها على كافة المستويات وفـي كل مجالات النجاح قد تكون طويلة.
الإساءة الجنسية
أكثر من ثلث النساء فـي العالم، أي واحدة من كل ثلاث نساء، تعرضن للعنف الجنسي أو الجسدي فـي مرحلة ما من حياتهن.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن 46 دولة على الأقل، لا توجد فـيها قوانين تحمي النساء من العنف.
أضف إلى ذلك أن نحو 120 مليون امرأة وفتاة تحت سن العشرين تم إرغامهن على ممارسة الجنس أو أُجبرن على القيام بممارسات وأفعال جنسية.
وليس خافـياً، أن المرأة هي الضحية الأولى للحروب، سواء لجهة التشرد أو تدمير الأسرة أو التعرض للانتهاك الجسدي بكل أشكاله.
سوق العمل
على صعيد سوق العمل، لا تزال النساء فـي مختلف أنحاء العالم يتقاضين أقل من الرجال، وفـي مختلف المجالات.
وبحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي، سوف تنتظر النساء 118 عاماً كي تتحققنّ لهنّ أخيرا المساواة المنشودة فـي الأجور بين الجنسين.
أضف إلى ذلك أن نحو 600 مليون امرأة، وهو ما يشكل 53 بالمئة من مجموع النساء العاملات فـي العالم، يعملن فـي وظائف غير آمنة، وغير خاضعة للحماية من قوانين العمل.
الأمّية
تشكل النساء نحو ثلثي الأميين فـي العالم، أي نحو 60 بالمئة من إجمالي الأميين فـي العالم، وهذه النسبة لم تتغير منذ عقدين من الزمان.
ووفق إحصائيات الأمم المتحدة، فإن الغالبية العظمى من النساء المسنات فـي شمالي إفريقيا ودول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوبي آسيا، أميات.
التمثيل السياسي
تشكل النساء 22 بالمئة فقط من مجموع الأعضاء البرلمانيين فـي العالم، أي أنهن يحتلنّ نحو خمس المقاعد البرلمانية.
وفـي العام 2014، بلغ عدد النساء اللواتي كن على رأس دولهن أو حكوماتهن 19 امرأة، وهو أكثر بسبع نساء فقط مما كان عليه الوضع فـي العام 1995، أي قبل نحو 20 عاماً.
وعلى الرغم من أن معدل الوزيرات فـي حكومات الدول تضاعف 3 مرات تقريباً بين 1994 و2014، إلا أنه لا يزال قليلاً، حيث تشكل الوزيرات 17 بالمئة فقط من مجموع وزراء الحكومات فـي العالم، وذلك بحسب أرقام الأمم المتحدة.
صحيح أن استخدام «الكوتا» النسائية فـي بعض الدول أسهم فـي تحسين فرص انتخاب النساء لعضوية البرلمان، إلا أن قلة من النساء، بعد انتخابهن، يتمكن من الارتقاء بأدوارهن ووظائفهن البرلمانية.
المناصب والثروة
فـي القطاع الخاص، فإن نسبة النساء اللواتي يتبوأن منصب «الرئيس التنفـيذي» فـي الشركات الخمسمائة الأكبر عالمياً تبلغ أقل من 4 بالمئة. ويظل تمثيل المرأة فـي أعلى مواقع صنع القرار متدنيا جدا فـي الدول المتقدمة، والحال ليس أفضل فـي الدول النامية. ووفق قائمة «فوربس» لأثرى أثرياء العالم، فإن عدد النساء ضمن قائمة الـ500، الأكثر ثراء فـي العالم لا يزيد على 55 امرأة.
لا تقدُّم
وأوضحت منظمة العمل الدولية فـي تقرير بعنوان «المرأة فـي العمل: الاتجاهات عام 2016»: «لا يزال واقع ملايين النساء فـي بعض المناطق أسوأ مما كان عليه فـي عام 1995 حيث لم تتغير نسبتهنّ فـي سوق العمل تقريبا خلال السنوات العشرين الماضية».
وقال لورنس جونسون، من المنظمة إنه على مدى العقدين الأخيرين، لم يُترجم تقدم المرأة فـي مجال التعليم وإنجازاتها إلى تحسينات فـي سوق العمل.
قصة يوم المرأة العالمي
يوم المرأة هو أحد الأيام العالمية التي تحتفل بها الأمم المتحدة منذ 40 عاماً. وبدأت قصة اليوم العالمي للمرأة عام 1909، عندما اعتمدت الولايات المتحدة اليوم القومي للمرأة، وخصص الحزب الاشتراكي الأميركي هذا اليوم للاحتفال بالمرأة تذكيرا بإضراب عاملات صناعة الملابس فـي نيويورك، حيث تظاهرت النساء تنديدا بظروف العمل. وبعده بعام، صدر قرار بعد اجتماع ذي صبغة اشتراكية فـي كوبنهاغن يدعو إلى اعتبار يوم المرأة يوما ذا طابع دولي، لدعم حقوق المرأة فـي الاقتراع.
واستمر كفاح المرأة المرير طويلا حتى عام 1975، عندما اعتمدت الأمم المتحدة الثامن من آذار يوماً عالمياً للمرأة.
Leave a Reply