بقلم خليل اسماعيل رمّال
كريس غونيس إسمٌ يجب أنْ يذكره أطفال غزَّة الشهداء في فردوسهم الأعلى بأحرفٍ من نور وكذلك الرئيس البولبفي أبو الفقراء إيفو موراليس. الأول هو الناطق بإسم مدارس وكالة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزَّة الذي أجهش بالبكاء الشديد قبل انتهائه من مقابلة مع «الجزيرة» بالإنكليزية، من شدة تأثره على أطفال فلسطين الذين تسعى دولة الإرهاب والقتل الصهيوني لإبادتهم في المدارس أو وهم نيام في أسرَّتهم.
والثاني، موارليس، الذي قال إنَّ الحكومة (الإسرائيلية) لا تحترم الاتفاقيات الدولية وحقوق الإنسان وإنه قرر لهذا السبب إدراج الكيان على«القائمة ـ 3» وتعليق إتفاقية خاصة بالتأشيرة موقَّعة مع «إسرائيل» منذ 1972. مما يعني بعبارةٍ أخرى إعلان اسرائيل دولة إرهابية.
وكان موراليس قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي إبان الهجوم الوحشي على قطاع غزة في عام 2009، فيما اتخذت بيرو القرار نفسه معربةً في بيان لوزارة الخارجية عن الأسف العميق لانتهاك وقف إطلاق النار واستئناف الحرب ضد غزَّة.
كذلك استدعت السلفادور سفير الكيان الصهيوني لإجراء مشاورات عاجلة حول القصف الإسرائيلي «الأعمى» الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 1500 فلسطيني في غزة معظمهم من المدنيين. أما الممثلون والفنيون الأوروبيون والأميركيين فقد بدأوا بالإعراب عن تنديدهم للحرب البربرية وقتل الأطفال بينما مازال الفنانون العرب يتأملون أنفسهم في المرايا!
حيَّا الله بوليفيا والسلفادور وبيرو والبرازيل وكل دول أميركا اللاتينية العظيمة التي قطعت علاقاتها بالكيان الارهابيَّ الصهيوني بسبب حرب الإبادة ضد غزَّة، وقبلها المرحوم الكبير الزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز الذي كان تاجاً على رأس أكبر رئيس «عربي» من حكام المشيخات والمهالك والإمارات الموبوءة. لاحظوا مثلاً الفرق بين لاتين أميركا المسيحيين وراعي العملاء والمجرمين والداعشين عندنا حيث لم يذكر أطفال غزة بكلمة رياء واحدة رغم زيارة التطبيع للأراضي المحتلة وكل همُّه اليوم مصالحة الخليفة القاتل البهيم رولكس الذي في عيد الفطر «أهدى» المسلمين ذبح ألف جندي عراقي كالنعاج. كما قتل مجرمو «داعش» امرأة لانها شتمتهم بينما أحد أمرائهم عُثر في وكره على خمر وأشرطة أفلام خلاعية جنسية! هذا هو إسلام التكفيريين الوهابيين الذين أخذوا من الاسلام كل التطرف الغريب عنه الذي يتهم فيه الغرب الدين الحنيف وهو منه براء. وهنا ملاحظة على الهامش، هؤلاء الذي يُساقون للذبح لماذا لا يهاجمون جلاديهم فيموتوا بشرف وهم يقاومون ويقتلون معهم بعض أبناء الزنا من حثالة «داعش»؟
يستعجل الراعي مصالحة «داعش» ولكنه يعادي أقرب الناس له من المسيحيين كالعماد ميشال عون!
وبينما كل المجازر، التي لا توصف تجري في فلسطين، لم يذرف خادم الحرمين دمعةً واحدةً على غزَّة بل إن خادمه تركي بن فيصل، صديق تسيبي ليفني الحميم، حمَّل «حماس» مسؤولية قتل المدنيين وهو الإعلان الرسمي للكيان البغيض فلا عجب أنْ يقول جزار قانا شيمون بيريز إنَّ هذه هي الحرب الوحيدة التي وقف العرب فيها مع اسرائيل، بينما دم الشعب الفلسطيني يُستباح على الأرض. والحقيقة أنَّ موقف آل سلُّول عسير وصعب فهو بعد أنْ حمَل على المقاومة اللبنانية لتدخُّلها في سوريا على أساس مذهبي فماذا يقول عن غزَّة التي ليس فيها رافضياً واحداً؟!
أما في مصر فحقيقة أنَّ عبد الفتاح السيسي غير قادر على أنْ يفصل بين حقده على «الاخوان المجرمين» (المُبَرَّر) وعلى حركة «حماس»، وبين نصرة القضية الفلسطينية ككل فيترك ويساهم في الحملة الإعلامية ضد فلسطين وشعبها كله ويحمِّل قضية فلسطين جريرة وذنب البعض، ما هو إلاَّ دليلٌ على افتقاره لأدنى مقومات القيادة وأنه لا علاقة له بتاتاً بالزعيم الكبير جمال عبد الناصر. ضيعانك يا مصر.
وحول الوضع في سوريا، لا شك أنّ المسيحيين في لبنان قد أدركوا اليوم أنَّ تدخل «حزب الله» في سوريا أنقذهم من الفناء بعد أنْ شاهدوا ما حلَّ بمسيحيي الموصل الذين لم يجدوا من يأويهم إلاَّ أهل كربلاء وأبناء علي بن أبي طالب. لقد ضحَّى الحزب، وما يزال، بخيرة شباب من المقاومة من أجل منع التكفيريين المجرمين الظلاميين من غزو لبنان وتدميره كما فعلوا في الموصل ونينوى والرقة والحسكة ودير الزور واللاذقية. لماذا لا يتحرك المنافقون المحتجون اليوم على تدخل الحزب في سوريا وتحميله جرائم «داعش» في لبنان عندما يجدون «داعش» مجتاحةً للعراق من دون سبب؟ فهل يراجعون مواقفهم الخائبة اليوم؟!
حتى المنافق وليد جنبلاط يتحدث اليوم عن خطر «داعش» على الحدود بينما كان من كبار مستقبلي المجرم الفار أحمد الأسير!
إنَّ المعركة واحدة من غزَّة إلى الموصل إلى جرود القلمون إلى الداخل السوري الذي يسعى الجيش العربي السوري إلى تطهيره كاملاً من رجس الكفار الموبقين . والآن فقط اتضحت المؤامرة بانهاك سوريا وصرفها عن فلسطين وإلا لمَا تجرَّأ حكام العرب على، ليس السكوت المخزي عن نحر العدو لأهل فلسطين فحسب بل المشاركة والتمويل والتأييد لإبادة الشعب الفلسطيني وإنهاء قضية فلسطين المقدّسة! لكن المقاومة في لبنان وفلسطين لم تكن بالحسبان فبعثرت وخلطت الأوراق والمعادلات.
Leave a Reply