حسن عباس – «صدى الوطن»
العباس فرحات (23 عاماً)، هو سياسي عربي شاب يسعى لتمثيل ديربورن في مجلس نواب ميشيغن حتى نهاية العام 2022، خلفاً للنائب السابق عبدالله حمود الذي شغر مقعده في أعقاب توليه رئاسة بلدية المدينة مطلع العام الحالي.
نشأ فرحات في مدينة ديربورن، واكتشف شغفه بالسياسة العامة خلال عمله كمتدرب تشريعي مع النائب السابق حمود. ونتيجة ذلك، قرّر الدخول في معترك الخدمة العامة للمساهمة في تنمية وتطوير ديربورن التي يعتبرها «موطناً نهائياً» له ولأبنائه في المستقبل.
فرحات، حاصل على شهادة البكالوريوس في الصحة العامة من «جامعة ميشيغن»–فرع ديربورن، ويتابع حالياً دراسته الأكاديمية للحصول على شهادة الماجستير من كلية السياسة العامة في «جامعة ميشيغن»–فرع آناربر.
ويخوض فرحات السباق التمهيدي عن «الدائرة 15»، وفق الخرائط القديمة، حيث سيواجه المحامي جيفري بيبر، في جولة آذار (مارس) القادم، لتحديد الفائز بتسمية الحزب الديمقراطي لمواجهة المرشحة الجمهورية الوحيدة، جينجر شايرر، في الجولة النهائية المقررة في أيار (مايو) المقبل.
وسوف يتولى الفائز في انتخابات مايو، تمثيل «الدائرة 15» التي تغطي معظم ديربورن باستثناء أحياء محدودة في شمال شرقي المدينة، حتى نهاية العام 2022.
وفي إطار استطلاع دوافع المرشحين والتعرف على مؤهلاتهم وبرامجهم الانتخابية، توجهت «صدى الوطن» بأسئلة مشتركة إلى كل من فرحات وبيبر. وننشر أدناه إجابات المرشح العربي الأميركي، بعد نشرنا إجابات منافسه في العدد 1877.
دوافع ومؤهلات
حول الأسباب التي دفعته للترشح، أوضح فرحات بأن ديربورن هي موطنه النهائي، الذي يتمنى أن يعيش أبناؤه فيه، معرباً عن إيمانه العميق بإمكانيات النمو والتطور لدى المجتمعات المتعددة في المدينة. وقال: «أؤمن إيماناً عميقاً بثقافاتنا المتعددة، وبالطريقة التي نتمازج وننمو ونتقدم فيها، وأعلم أنه بإمكاني تشخيص التحديات الملحة في المدينة ومعالجتها بالطريقة المثلى».
ولفت إلى أن ديربورن سوف تتوزع على ثلاث دوائر نيابية بحسب الخرائط الانتخابية الجديدة، مما قد يخلق بعض الارتباك والتناقض في أداء النواب الممثلين للمدينة، على عكس الخرائط المعمول بها حالياً والتي تضع معظم ديربورن ضمن «الدائرة 15»، التي كان يمثلها حمود. وأضاف بأنه يرى الفرصة سانحة للوصول إلى مجلس النواب في انتخابات مايو الخاصة، و«العمل لمصلحة السكان جميعهم دون تمييز»، معرباً عن انفتاحه على الترشح عن ديربورن في الدورة الانتخابية التالية دون أن يحدد الدائرة التي قد يترشح عنها. وأوضح قائلاً: «كلما طالت المدة التي أقضيها في العمل مع مجتمعاتنا، كان بإمكاني تحقيق المزيد من الأهداف المرجوة».
وحول الكفاءات والخبرات التي تؤهله لتمثيل «الدائرة 15»، أشار المرشح المتحدر من بلدة يارون اللبنانية إلى أنه اكتشف شغفه بالسياسة العامة عندما عمل كمتدرب تشريعي مع النائب السابق حمود، لافتاً إلى أن تواصله اليومي مع الناخبين خلق لديه قناعة راسخة بأن «التغيير الحقيقي يبدأ من الناس».
فرحات الذي يتقلد منصب مدير الشؤون الحكومية لدى مقاطعة وين، أكد بأن خبرته العملية والمهنية يمكن أن تُستثمر لخدمة سكان ديربورن، وقال إن عمله عن كثب على حزم الإغاثة الفدرالية المخصصة للاستجابة لوباء كورونا وخبرته السياسة في مقاطعة وين وفي ولاية ميشيغن، ستساعده على «تمثيل الدائرة على أفضل وجه».
وأوضح بأنه شارك –خلال عمله في مقاطعة وين– بمفاوضات جماعية لتأمين ملايين الدولارات لاستثمارها في تدعيم الرعاية الصحية وظروف العمل لما يقرب من 200 عضو نقابي يعملون في القطاع الصحي.
ولفت فرحات إلى أن وظيفته بمقاطعة وين مكّنته من تعلم كيفية التعامل مع الميزانيات الضخمة، من خلال العمل في مشاريع بحجم 1.5 مليار دولار، بالإضافة إلى إطلاق العديد من مراكز التطعيم ضد الفيروس التاجي في أنحاء متعددة من مقاطعة وين، ومن بينها مركز التطعيم الكائن بـ«مركز فورد للفنون» في ديربورن.
وقال فرحات إنه ساعد أصحاب الأعمال التجارية والعاملين على الخطوط الأمامية للحصول على الإغاثة المالية خلال وباء كورونا، منوهاً بأنه طوّر القدرة على التقريب والجمع بين الناس. وأضاف: «من خلال فهمي للسياسة الاجتماعية وقضايا الصحة العامة، يمكنني تحديد ومعالجة التحديات الأكثر إلحاحاً في مجتمعنا».
تحديات ملحّة
وعن التحديات التي تعرقل سير التطور والازدهار في مدينة ديربورن وعموم ميشيغن، أكد فرحات بأن تهالك وتقادم البنية التحتية يقض مضاجع السكان والمسؤولين على حد سواء، وقال: «من الطرق والجسور المتداعية، إلى أنظمة الصرف الصحي المتقادمة، نواجه مستويات غير مسبوقة من الآثار السلبية على ممتلكاتنا وشؤون حياتنا».
وشدد فرحات على أن شبكة الصرف الصحي ونظام تصريف مياه الأمطار في مدينة ديربورن بحاجة ماسة إلى التحديث والتطوير لتفادي الفيضانات المتكررة التي تتسبب بخسائر فادحة للسكان، متعهداً بالعمل مع بلدية ديربورن لإيجاد مصادر تمويل لتمكينها من معالجة هذه الأزمة المستعصية.
وبالإضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية، حثّ فرحات على الاستثمار في الميادين الرقمية وتحسين كفاءة الوصول إلى شبكة الإنترنت، مؤكداً على أن هذه الجوانب «تعتبر أمراً بالغ الأهمية لنجاح مجتمعاتنا من النواحي الأكاديمية والاجتماعية والاقتصادية».
وأضاف بأن ديربورن تفتقر إلى الإنترنت «بأسعار معقولة»، وأن الفصول الدراسية مكتظة بالطلاب وتفتقد للأدوات التكنولوجية الحديثة.
وشدد المرشح الشاب على ضرورة الاستثمار في «المدارس والكوادر التعليمية، حيث تعاني ميشيغن من نقص غير مسبوق في أعداد المعلمين»، على حد تعبيره، مضيفاً بأن «ديربورن ليست استثناءً» في هذا المجال.
وتعهد فرحات بالعمل على الاحتفاظ بالمعلمين الحاليين وتعيين المزيد منهم في حال فوزه.
وأوضح بأن ديربورن بحاجة إلى التركيز على «مراكز تعليم الطفولة المبكرة»، بسبب تأثيرها البالغ على نتائجهم على المدى الطويل، مضيفاً أن عدم توفر هذه المراكز بأسعار معقولة، يضر بالقوى العاملة في المدينة، حيث يكافح الآباء للعثور على دور حضانة مناسبة.
كذلك، أكد فرحات اهتمامه بالملف البيئي، كما على ضرورة معالجة مشكلتي تلوث المياه والهواء «عبر فرض قيود أكثر صرامة لحماية صحة سكاننا ومواردنا الطبيعية».
وختم فرحات بالقول إنه يعتزم «العمل جنباً إلى جنب مع قادتنا المحليين لتحديد المجالات التي يمكن أن تحدث التغيير الأكثر تأثيراً واستدامة لمنع فشل البنية التحتية، وتحسين جودة الحياة لجميع السكان».
Leave a Reply