ديربورن هايتس
بعد قرابة شهر ونصف على هروبها من مركز لرعاية الأحداث في ديربورن هايتس، تمكنت الشرطة المحلية من العثور على فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، حيث تبيّن أنها كانت تقيم في منزل بالمدينة مع رجل لبناني الجنسية تم إلقاء القبض عليه وتسليمه إلى شرطة الهجرة والجمارك بعدما تبين أنه مقيم في البلاد بشكل غير شرعي، بعد انتهاء صلاحية تأشيرة العمل الخاصة به.
وقال قائد شرطة ديربورن هايتس، أحمد حيدر، إنه لن يعيد الفتاة إلى مركز «فيستا ماريا» الذي فرّت منه في 14 آذار (مارس) الماضي، بسبب ظهور مزاعم حول وقوع انتهاكات متعددة بحق الأطفال المتواجدين فيه، فضلاً عن اختفاء مراهقة أخرى عمرها 13 سنة، مازال مصيرها مجهولاً.
وبحسب المسؤولين في بلدية ديربورن هايتس، يزعم موظفون ومقيمون سابقون وحاليون بتعرضهم «لسنوات» من الاعتداء الجسدي والجنسي، وسوء حالة المبنى، ونقص الموظفين وتدهور البنية التحتية، وسط مطالبات لسلطات ولاية ميشيغن بإجراء تحقيق شامل حول المركز، وصولاً إلى إغلاقه.
وبانتظار نتائج التحقيق وصدور التهم رسمياً، رفض حيدر الكشف عن هوية الرجل البالغ من العمر 62 عاماً، الذي آوى الفتاة منذ 17 مارس المنصرم حتى مداهمة منزله في 24 نيسان (أبريل) الفائت، رغم عدم وجود معرفة سابقة بينهما. وأضاف حيدر في مؤتمر صحفي أن الرجل الذي ليست لديه أية سوابق، صادف الفتاة في الطريق بجوار مغسل سيارات يعمل فيه عند تقاطع شارعي إنكستر وجوي، وسمح لها باستخدام هاتفه، قبل أن يبادر إلى استقبالها في منزله الكائن قرب تقاطع شارعي وورن وإنكستر موفّراً لها المسكن والموارد المالية اللازمة لتلبية احتياجاتها.
وقال حيدر للصحفيين: «نعتقد أنها كانت مجرد فتاة تجوب الشوارع، لا تملك مالاً ولا مأوى، ثم التقت برجل، وقدّم لها كل تلك الخدمات»، مستبعداً أن يكون قد تم إجبارها على فعل ذلك.
وشكر قائد الشرطة جميع الذين قدموا معلومات للمساعدة في تحديد مكان الفتاة التي تم تعميم اسمها وصورها في عملية البحث.
وبانتظار ظهور نتائج فحوصات الاعتداء الجنسي. قال حيدر إن الفتاة كانت تتجول بحرية في المنزل، وكان بإمكانها الوصول إلى الهاتف، مبدياً استغرابه من عدم طلب الفتاة للنجدة طوال فترة اختفائها رغم قدرتها على فعل ذلك.
وتساءل قائد الشرطة عن سبب خوف الفتاة وعدم مغادرتها لمنزل الرجل الذي رافقته في عدة مشاوير خارجية، مثل الذهاب معاً إلى مطعم أو متجر في المنطقة، موضحاً أن التحقيقات ستبيّن كل ذلك لاحقاً.
وتخضع الفتاة حالياً لتقييم نفسي، بعد تسليمها إلى وكالة حماية الأطفال في ميشيغن، بينما يعمل المحققون على إجراء مقابلات معها والتحقيق فيما إذا كان آخرون قد تورطوا في اختفائها أو ممارسة الجنس معها، بما في ذلك ارتباط محتمل بشخصين آخرين وموظف سابق في «فيستا ماريا»، وفقاً لحيدر.
وتحقق الشرطة فيما إذا كانت المراهقة قد تعرضت للاتجار الجنسي بعد تواصلها مع اثنين من الزبائن. وقد تم التعرف على أحدهما وهو في منتصف الثلاثينيات من عمره، أما الآخر فمجهول الهوية. وصرّح حيدر بأن الشرطة ستستجوب الفتاة بشأنهما، مما يجعلهما عرضة لمواجهة اتهامات جنائية في حال ثبوت إقامة علاقة جنسية مع الضحية القاصر.
وحول مستضيف الفتاة، قال حيدر: «الأمر المقلق أنه عندما تلقينا أول بلاغات باحتمال وجود الضحية في هذه المنطقة، أخبرونا أنهم رأوها آخر مرة بالقرب من مغسل سيارات، وعندما ذهب محققونا إلى ذلك الموقع، أجروا مقابلات في المنطقة وتحدثوا مع أشخاص مختلفين. وكان الرجل المحتجز أحد الأشخاص الذين تحدثنا إليهم آنذاك وقد أنكر رؤيتها، ورفض تزويدنا بمعلومات عن مكان وجودها».
وأشار حيدر إلى أنه تم العثور داخل المنزل على قائمة أمنيات كتبتها الفتاة تقول فيها إنها تريد الانتقال خارج الولاية، والحصول على وظيفة، وشراء سيارة. وأضاف: «لم تكن مقيدة في القبو أو ما شابه. وكانت هناك أوقات تخرج فيها إلى الأماكن العامة مع الرجل، ويركبان السيارة معاً، ويقودان إلى المتجر، ثم إلى مطعم لتناول الطعام».
واستبعد حيدر إعادة الفتاة إلى مركز «فيستا ماريا» الكائن على شارع وورن، مشيراً إلى أنها ربما هربت من هناك للابتعاد عن شخص ما. وأردف بأن اختفاء فتاة مراهقة أخرى يعزز المخاوف من وجود انتهاكات خطيرة داخل المؤسسة التي تأسست قبل 142 عاماً، مما يدفع بعض الفتيات إلى الهروب باتجاه ديترويت.
Leave a Reply