صخر نصر
توقفت على شارع (هارت ويل) بسبب ألعاب نارية وضعها بعض الصبية فـي عرض الشارع وراحت تطلق شعلاتها وشرارها فـي كل الاتجاهات، مضت عدة دقائق والشعلة لازالت مستمرة، كان طابور السيارات خلفـي قد بلغ شارع «وورن» وكل منهم يظن أن هناك سبب وجيه لتوقف السير إلى أن أطلق أحدهم بوق سيارته حاثا السائقين على التحرك وما كان يدري ماهو سبب الوقوف.
كان الصبية يستمتعون بتوقف السيارات وبالفرجة على لعبتهم النارية التي بدأ لهيبها يخبو شيئا فشيئا إلى أن تلاشى تماما وبقي الدخان يتصاعد منها عندها مررت فوقها وأنا فـي منتهى الحيطة والحذر من أن تعود للانفجار مرة أخرى تحت السيارة فـيما كان الصبية يضحكون ويستعدون لرمي واحدة أخرى فـي وسط الشارع.
لم تكن المناسبة عيدا وطنيا، ولامناسبة دينية ولا احتفالا بقدوم شهر رمضان الفضيل، إنما كان ذلك احتفالا بانتهاء الدوام فـي المدارس، هكذا أراد التلاميذ التعبير عن فرحتهم بإطلاق الألعاب النارية إلى وسط الشارع والتسبب بوقف حركة السير.
على شارع «ووكمان» بدا المشهد مختلفا فالغزارة النارية حولت المساء إلى مايشبه ساحة حرب فالأصوات المخيفة تصدر من كل اتجاه والأسهم النارية تنطلق مخلفة وراءها خيوطا من الدخان ممزوجا برائحة بارود المفرقعات .
الثلاثاء كنت فـي «انكستر » على شارع «الميدل بيلد» وهي منطقة معروفة بخطورتها وفجأة دوى صوت انفجار فالتفتنا إلى مصدر الصوت حيث اعتلت سحابة من دخان أبيض من أحد البيوت وأطل مراهق من أمام المنزل مفاخرا بمافعل.
جميل أن يعبر كل واحد منا عن فرحته فـي هذه المناسبة أو تلك، خاصة إذا كانت المناسبة تخرج طالب من كلية جامعية ونيله شهادة عليا أو لقب دكتور أو مهندس أو أيا كان الاختصاص، وحتى التخرج من المدرسة الثانوية والاستعداد لدخول الجامعة أو الانتقال من التعليم الإبتدائي إلى التعليم المتوسط كلها مناسبات جميلة تستحق الإحتفال ،وقد احتفلت الأسر بأبنائها وكانت البيوت والمساحات الخضر أمامها مزينة بشتى أنواع الزينة الجميلة التي تفرح النفس وتبهجها، ولم يعبر أي من هؤلاء عن فرحتهم بإطلاق الأسهم النارية، ولم يستخدموا المفرقعات للتعبير عن فرحتهم بتخرج ابنهم أو ابنتهم.
لم يقتصر أمر المفرقعات على أسبوع واحد فقط وإنما امتد لأكثر، حتى لحظة كتابة هذه السطور، كانت المفرقعات تطلق بين حين وآخر وهي للهو والعبث ليس إلا، فالمراهقون يجدون فـي تفجير المفرقعات متعة يفعل بعضهم ذلك تحت مرأى ومسمع الأهل دون أن يوجهوا أية ملاحظة بضرورة احترام أوقات راحة الجوار، ويبدو من حسن حظهم أن لا أحد يتصل بالشرطة مراعاة لأهلهم ولأصدقائهم. والأمر لا يقتصر على الازعاج فحسب فالخطورة تكمن على الأطفال ومستخدمي الألعاب النارية أنفسهم عدا عن خطورتها على البيوت والممتلكات.
لا أعتقد أن السلطات تسمح بالألعاب النارية إلا فـي أوقات محددة يعلن عنها مسبقا مشترطة أن يتم ذلك تحت رقابة الأهل، ولا أعتقد أيضاً أنه يسمح للصغار بشراء المفرقعات النارية إلا بحضور أحد الأبوين ، ومع ذلك ترى فـي ديربورن العجب العجاب، فإذا كان تخرج طفل من الابتدائية يتم الاحتفال بالمفرقعات ولأيام، فكيف يتم الاحتفال بتخرج طبيب باختصاص نادر أو عالم ذرة؟
Leave a Reply