ناتاشا دادو – «صدى الوطن»
عبَّر العراقيون الأميركيون فـي منطقة «مترو ديترويت» عن تضامنهم مع المحتجين فـي وطنهم ضد الفساد، الذين هرعوا للتظاهر فـي الشوارع وإقامة موجة من الاحتجاجات التي هزت العراق بسبب سوء الخدمات والفساد الحكومي مما دفع إخوانهم العراقيين المغتربين هنا لتلقف الدعوة إلى الإصلاحات والمساهمة فـي حركة التغيير.
ففـي نهاية الأسبوع الماضي، قامت مجموعة من العراقيين الأميركيين بالتظاهر داعين للاصلاح فـي العراق، واحتشدت خارج قاعة بلدية ديربورن القديمة على شارع «ميشيغن افنيو».
وهتف المتظاهرون من أجل القيام بالإصلاح وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، حاملين لافتات تعبر عن ذلك وأعلاماً عراقية. وأفادوا أنهم يعملون على تنظيم مظاهرة ثانية من المقرر أن تقام يوم الجمعة، فـي ١٤ اب (أغسطس) أمام مبنى القنصلية العراقية فـي مدينة ساوثفـيلد.
وقال نبيل رومايا، وهو ناشط عراقي أميركي ورئيس «الإتحاد الديمقراطي العراقي»، ان الرسالة التي يأمل المتظاهرون بإرسالها يوم الجمعة هي «أن العراقيين لن يتوقفوا عن الإحتجاج حتى تحقيق مطالبهم».
وأرسل «الإتحاد الديمقراطي العراقي» رسائل إلى الحكومة العراقية وأعضاء مجلس النوَّاب فـي بغداد حثهم فيها على الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
وأضاف رومايا ان «على الحكومة الأميركية ان تحث الحكومة العراقية لاتخاذ زمام المبادرة والقيام بالفعل (الإصلاحي)».
وكانت الحرارة قد تجاوزت فـي العراق هذا الصيف درجة لا تطاق فوصلت الى ١٢٠ درجة مئوية، وهي التي ساهمت فـي دفع حركة الإصلاح بعد أنْ نقلت التقارير أن موجة الحرارة تسببت بوقوع عدد من الوفيات بين المدنيين.
«لم يعد الناس باستطاعتهم تحمل الحرارة»، أفصح محمد يعقوبي، وهو ناشط عراقي أميركي شاب، وأردف «بسبب شدة الحر سمعت حتى ان بعض الاشخاص توفوا فـي مخيمات للاجئين. فالحرارة هذا الصيف هي التي فعلاً أشعلت نار الاحتجاجات».
وقد هبت الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة فـي البصرة والنجف وبابل والناصرية وبغداد.
وكانت الإمدادات الكهربائية قد انهارت وتآكلت بعد غزو العراق بقيادة التحالف الذي تزعمته الولايات المتحدة عام ٢٠٠٣. وزاد الطين بلة انه فـي السنوات الأخيرة، استهدف التكفـيريون التابعون لتنظيم «داعش» أبراج نقل الطاقة الكهربائية والتوتر العالي والبنى التحتية الأخرى.
وفـي حين ان انقطاع التيار الكهربائي والفساد قد تفشى فـي البلاد منذ أكثر من عقد من الزمن، يقول نشطاء ان الظروف المعيشية الان أصبحت أكثر صعوبة بحيث من المستحيل تجاهلها.
وأوضح رومية «انهم (المتظاهرون) يحتجون الآن لأن طاقتهم على التحمل قد نفدت وهناك حدود لكل شيء. هناك فساد وأصبح النظام لا يطاق. نحن العراقيون الأميركيون نحب بلدنا الأم العراق».
وأعرب اليعقوبي من جهته عن ان الإجراءات الإصلاحية الأخيرة التي قدمها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تجعله أكثر تفاؤلاً.
وقد أقر العبادي رزمة من الإصلاحات لتقليص مستحقات النخبة من المسؤولين. كما اشتملت على ازالة منصبي نائب الرئيس ونائب رئيس الوزراء وبدء تحقيق جدي فـي ملفات الفساد.
وكان قد تم تصنيف العراق من قبل منظمة «الشفافـية الدولية» كواحد من بين ١٠ دول على لائحة الدول الأكثر فساداً فـي العالم. وقد حل العراق فـي المرتبة الخامسة حسب التصنيف الأخير.
وختم رومايا بالقول «الآن ستبدأ الحكومة بالاستماع للشعب وتلاحق الفاسدين فهناك حركة إيجابية تحصل اليوم».
Leave a Reply