بغداد – توصل القادة العراقيون، بمبادرة كردية، الى اتفاق حول تقاسم السلطات يمهد لانتخاب رئيسي البرلمان والجمهورية الخميس الماضي، ويضع حداً للأزمة السياسية التي تشل عمل المؤسسات منذ الانتخابات قبل ثمانية اشهر. وتواصلت المفاوضات التي بدأت الاثنين الماضي في اربيل والثلاثاء والاربعاء في بغداد بمشاركة قادة الكتل السياسية من اجل تجاوز الخلافات العميقة حول تقاسم المناصب للتوصل الى اتفاق سياسي.
وبنتيجة الاتفاق أعاد مجلس النواب العراقي انتخاب مرشح التحالف الكردستاني جلال الطالباني رئيسا للجمهورية لولاية ثانية، ولكن الجلسة الحاسمة تخللها انسحاب نواب قائمة “العراقية” يتقدمهم رئيسها إياد علاوي من القاعة، احتجاجا على عدم إدراج وثيقة تخص إلغاء قرارات المساءلة والعدالة في حق عدد من أعضاء القائمة. وقد تنافس الطالباني على منصب رئاسة الجمهورية مع مرشح آخر، وهو القاضي المستقل حسين الموسوي، وتمكن من الفوز في الجولة الثانية بعد فشله في الحصول على الأصوات المطلوبة، وهي ثلثا أعضاء البرلمان في الجولة الأولى. وحصل الطالباني على 195 صوتا من مجموع الحاضرين، فيما اعتبرت 18 بطاقة اقتراع باطلة. وقد أدى الطالباني بعد ذلك اليمين الدستورية رئيسا للعراق، ثم كلف مرشح أكبر كتلة سياسية في البرلمان، وهو مرشح التحالف الوطني ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، بتشكيل الحكومة الجديدة.
وتعد مشكلة انسحاب نواب “العراقية” الأولى التي يواجهها مجلس النواب العراقي في دورته الجديدة، مما يعطي انطباعا بأن الثقة بين الكتل السياسية ما زالت محل شك، وأن العمل وفق حكومة شراكة وطنية أمر صعب في ظل المعطيات التي ظهرت في الجلسة.
وكان النائب عن العراقية أسامة النجيفي فاز بمنصب رئيس مجلس النواب كمرشح وحيد للمنصب، بعد حصوله على 227 صوتا من 295 صوتا من النواب الحاضرين، بينها 68 بطاقة اقتراع باطلة. وأعقب ذلك فوز النائبان قصي السهيل من التيار الصدري، وعارف طيفور من التحالف الكردستاني، بمنصبي النائب الأول والثاني لرئيس مجلس النواب العراقي، بـ253 صوتا للأول، و225 صوتا للثاني، بينما ألغيت 44 ورقة اقتراع باعتبارها باطلة. وألقى النجيفي كلمة بالمناسبة دعا فيها أعضاء البرلمان إلى مراجعة علاقة الشعب بالحكومة التي لا تزال مختلة. وتطرق إلى العلاقة بين إقليم كردستان والمحافظات المحاذية له، داعيا إلى حل المشاكل بالحوار، كما دعا مجلس النواب إلى إقامة حوار وحسن تعايش بين المكونات العراقية، ومنع استغلال الأقليات في الصراعات. كما دعا إلى عودة العراق إلى منظومته العربية.
Leave a Reply