ديربورن – «صدى الوطن»
لاعب كمال الأجسام العراقي الأميركي، حيدر علي، نجح مرة أخرى في فرض نفسه بين كبار الرياضيين في لعبة كمال الأجسام على مستوى أميركا الشمالية، بحلوله ثانياً في البطولة القارية التي نظمها «الاتحاد الدولي لكمال الأجسام والليالقة البدنية» (آي أف بي بي) في مدينة بيتسبرغ (بنسلفانيا) مطلع أيلول (سبتمبر) الجاري.
وهذا الإنجاز هو ليس الأول في مسيرة حيدر علي الذي هاجر الى الولايات المتحدة في العام ١٩٩٤ وأصبح بحوزته اليوم ١٤ لقباً في لعبة كمال الأجسام التي عشقها منذ طفولته.
وكان حيدر علي (35 عاماً)، وهو من مدينة ديربورن، قد حلّ في المركز الأول لفئة الوزن الخفيف في بطولة أميركا الشمالية لعام 2013.
ويقيم الاتحاد الدولي لكمال الأجسام واللياقة البدنية سنوياً مسابقات محلية ووطنية وإقليمية وقارية وعالمية، يبلغ عددها حوالي 2000 مسابقة كل عام. وتتضمن البطولات التي ينظمها مسابقات على 11 لقباً في مجالات كمال الأجسام والرشاقة واللياقة البدنية، تتوزع بين فئات الرجال والنساء والأطفال والمعوّقين.
من بين تلك البطولات، البطولة القارية السنوية التي حلّ فيها حيدر علي ثانياً مطلع الشهر الجاري والتي تجمع اللاعبين الأبرز في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وفق شروط ومواصفات عالية.
وللمشاركة في بطولة من هذا النوع، كان على حيدر علي (٥.٨ قدم و١٨٠ باوند) أن يقوم بتخفيض وزنه بمقدار ٢٠ باونداً في غضون عشرة أيام. ولتحقيق ذلك، واظب البطل العراقي الأميركي على أداء التمارين الرياضية لخمسة أيام أسبوعياً متبعاً نظاماً غذائياً قاسياً اقتصر فيها غذاؤه على البروتين والكربوهيدرات الصحية والحد من استهلاك كميات الكالسيوم والبوتاسيوم، وفي الأيام القليلة التي سبقت البطولة، كان يشرب يومياً 14 أونصةً من الماء فقط للوصول الى الحالة البدنية المثالية.
وفي حديث مع صحيفة «صدى الوطن»، قال علي: «لقد أصبحت معتاداً على تلك الحمية القاسية الآن، ولكن في البداية كان الأمر صعباً جداً. في السابق كان عليَّ التحضير لدخول المسابقات قبل شهر ونصف لكي أتمكن من إنقاص الوزن الزائد، ولكن الآن يمكنني أن أصل إلى النتيجة المرجوة خلال ١٠ إلى 12 يوماً فقط».
طريقة حياة
حيدر علي بدأ بممارسة رياضة كمال الأجسام منذ كان في الـ16 من عمره، وكان حينها قد هاجر حديثاً إلى الولايات المتحدة مع عائلته التي استقرت في مدينة ديربورن، عام 1994، وقد انجذب إلى عالم هذه الرياضة لدى رؤيته المتكررة لبعض الأميركيين الذي يزاولونها، ويقول في هذا الإطار: «لقد عرفت في قرارة نفسي، أنه إذا كان هؤلاء يمارسون هذه الرياضة وينجحون في ممارستها، فسوف يستطيع شاب عراقي أن يمارسها، ولم لا؟».
وهكذا بالفعل، دخل علي هذا المجال، واستطاع خلال مسيرته أن يحقق 14 لقباً في بطولات كمال الأجسام، كما اكتسب شهرة في منطقة ديربورن «لإدمانه» على ممارسة التمارين الرياضية، فقد أصبح أمراً اعتيادياً بالنسبة اليه أن يقدم المشورة ويجيب على استفسارات الرجال والنساء في صالة «أل أي فيتنس» حيث يمارس تمارينه بانتظام.
فكثيراً ما يُسأل حيدر علي عن الحمية الغذائية التي يتبعها للحفاظ على لياقته البدنية، ويقول بهذا الشأن: «هم يطلبون بعض النصائح بشأن الطعام الذي يجب أن يأكلوه.. ومساعدتهم تسعدني جداً.. فأنا لا أقول لا لأحد وأنا دائماً موجود لمساعدة الآخرين لكي ينجحوا».
يؤكد حيدر علي على أنه يحثّ دائماً المراهقين واليافعين على ممارسة أي نوع من الرياضة البدنية كهواية، لأن ذلك سيساعدهم على التركيز ويعلمهم الانضباط، مشدداً على أن الصحة الجيدة والتمارين الرياضية تمنح الشخص شعوراً جيداً.
ويضيف بأن ممارسة اليافعين للرياضة تبعدهم عن خطر الشوارع والانزلاق نحو المخدرات والكحول. مستدركاً بأنه «سواء أكنت شاباً أو متقدماً في السن، رجلاً أم امرأة، فالصالة الرياضة مفيدة لك».
ويتطلع علي حاليا للمشاركة في البطولة القادمة التي ستقام في مدينة لاس فيغاس، ويواظب على التحضر لها بمساعده مدربه وصديقه المقرب عماد العبدي، كما أنه يتمتع بدعم مالي من بعض الأشخاص الذين يتكفلون بتقديم نفقات السفر والإقامة في الفنادق للمشاركة في البطولات، وفي مقدمة هؤلاء الداعمين والي إيوان وروث المر.
وفي نهاية الحديث، شكر علي معجبيه وعائلته على الدعم المستمر الذي منحوه إياه، مؤكداً أنه خلال مسيرته الرياضية لم يشعر بأنه مرفوض من قبل المدربين والرياضيين الآخرين بسبب لون بشرته أو دينه أو وطنه الأم، معتبراً أن ذلك من أساسيات الروح الرياضية.
وختم قائلاً إن من يؤمن بنفسه، فسوف يحقق ما يصبو إليه.. «إنهم لا يهتمون الى أصلك وفصلك وإذا كنت رياضياً جيداً فإن المعجبين سوف يدعمونك بكل الطرق».
Leave a Reply