تعرض لإطلاق نار وضرب بعصا البيسبول في ديربورن
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
“الرصاصة ما تزال في ظهري” هذه القصة.. ليست فيلما مستوحى من الفيلم المصري “الرصاصة ماتزال في جيبي” الذي قام بدور البطولة فيه النجم محمود ياسين، بل هي حادثة حقيقية “بطلها” أحد سكان مدينة ديربورن، العراقي عباس التميمي.
فبعد ثلاثة ساعات فقط من نقل العراقي عباس التميمي بسيارة الإسعاف، قام المعنيون في مستشفى “هنري فورد” في ديربورن بتخريجه، وهو المصاب بطلقين ناريين في ظهره ورضوض مؤلمة في الرأس نتيجة تعرضه لضربة قوية بعصا البيسبول.
وبسبب عدم امتلاكه لبطاقة ضمان صحي، قام الفريق الطبي في المستشفى بإجراء الإسعافات الأولية الضرورية للتميمي، مثل تنظيف الجروح الناتجة عن اختراق الطلقتين والخدوش والرضوض التي سببتها ضربة العصا، لكن من دون أن تتم إزالة الطلقتين، وهما طلقتا مسدس من عيار 9 ملم ماتزالان حتى الآن قابعتين في جسد التميمي بعد مرور حوالي أسبوعين على الحادثة.
وكانت سيارة إسعاف الطوارئ، قد قامت بنقل العراقي التميمي إلى المستشفى، في حوالي الساعة الثالثة من صباح يوم السبت قبل الماضي، إثر تعرضه لهجوم من قبل بضعة أشخاص من الأفارقة الأميركيين. وحسب رواية التميمي، أنه في تلك الليلة كان عائدا إلى بيته الواقع قريباً من تقاطع شارعي وورن وروتر في مدينة ديربورن، وبعد أن قام بركن سيارته وترجل منها، توجه إلى بيته.
ولكنه بعد لحظات، سمع صوت خطوات حثيثة، وكأنها أحدا يحاول اللحاق به، والتفت وراءه ليجد شخصاً يحاول ضربة بعصا، وآخر يحمل مسدساً. وبسرعة البرق، حاول الاحتماء بالحقيبة الديبلوماسية “سامسونايت” التي يستعملها في عمله كبائع للعطور.
وبطرفة عين، ضرب التميمي صاحب المسدس بالحقيبة ما أدى إلى إصابة المهاجم بطلقة في فخذه، وانطلاق طلقتين أخريين اصطدمتا ببلاط الرصيف.
ولاذ المهاجمون الذي يبلغ عددهم 5 أو 6 شبان بالفرار مذعورين بسبب مقاومة التميمي ودفاعه عن نفسه بشكل فاجأ المهاجمين، في الوقت الذي كانت تتعالى فيه صرخات الرجل العراقي، طالباً النجدة من الجيران القاطنين في المنطقة ومعظمهم من العرب الأميركيين.
وعلى عكس المتوقع، لم يقم أحد بالاستجابة لطلب نجدته التميمي، الذي كان يصرخ بأعلى صوته “الله أكبر”. وبعدها انتبه المصاب إلى كثرة الدم الذي نزف منه، فقام بطلب النجدة على الرقم 911 بنفسه، لتصل سيارة الإسعاف إلى مكان الحادث خلال دقيقة ونصف.
وحول عدم استجابة الجيران لاستغاثات التميمي، قال أن أحد الجيران أخبره بأنه وأفراد عائلته سمعوا صوت الرصاص (تم إطلاق حوالي 6 رصاصات)، ولكنهم ظنوا أنها أصوات مفرقعات وألعاب نارية.
لله ألطاف خفية.. ومعجزة تتلو معجزة
واذا كان بمثابة المعجزة أن يتمكن شخص يناهز الخمسين من عمره في حماية نفسه من خمسة شبان (أو ستة) مسلحين، فإن المعجزة الأخرى التي أذهلت الأطباء في المستشفى ورجال الشرطة الذين قاموا بإجراء التحقيقات وكتابة التقرير الأولي، هي أن الطلقتين اللتين أصابتا التميمي بين الكتفين، لم تسببا له أي أذى خطير، أو عطب كبير، فهما لم تصيبا أية أعصاب أو شرايين، بل كما وصفهما التميمي بأنهما كانتا “بردا وسلاما”، بل حتى أن التميمي يعاني من آثار ضربة عصا البيسبول أكثر مما يعاني من آثار الطلقتين.
ولم يقم الإطباء بإخراج الطلقتين من جسد التميمي لعدم امتلاكه ضمان صحي، ولأن الرصاصتين لا تسببان أي خطر على حياته، على حد زعم الطبيب الذي قام بمعاينته.
آثار جانبية
وعلى الرغم من طمأنة الإطباء للتميمي حول وضعه الصحي، إلا أنه يعاني من ظروف نفسية عصيبة، بسبب تلك التجربة المريرة التي جعلته “يرى الموت بعينيه”، إضافة إلى آلام في الرأس نتيجة لضربه بالعصا الغليظة، وتعب وانحطاط في الجسم ناتجة عن عدم تمكن المصاب من النوم على ظهره طوال الأسبوعين الماضيين.
تلك الظروف مجتمعة منعت التميمي من العودة إلى مزاولة عمله، هو الذي يعمل كبائع عطور، وفي تجارة البضائع المستعملة.
وحول تضامن أبناء الجالية العراقية والتفافهم حوله في هذا المصاب، قال التميمي إن بعض المعارف والأصدقاء قاموا بجمع حوالي 400 دولار له، لتدبير أموره.
والعراقي عباس التميمي يعيل أسرة وله طفلة في العراق، وهو يعيش في ديربورن، ولا يوجد له أي أقرباء فيها.
ويناشد التميمي أطباء الجالية العربية، ويطلب من الراغبين والقادرين منهم مساعدته لإخراج الرصاصتين من ظهره، تحسباً لأية التهابات أو تأثيرات غير متوقعة، ولكي يتمكن من العودة إلى عمله.
Leave a Reply