عواصم – يرى خبراء دوليون ان الجهاديين استعادوا نشاطهم في اليمن بعدما ادت الاستراتيجية الاميركية الجديدة في العراق الى اضعافهم ان لم يكن الى دحرهم في هذا البلد.واعتبر الخبراء ان الهجوم الذي شنته مجموعة مسلحة على السفارة الاميركية في صنعاء في 17 ايلول (سبتمبر) واسفر عن سقوط 18 قتيلا، انما يؤشر الى عودة الارهاب الاسلامي الى اليمن بعدما بدا انه اضعف كثيرا في السنوات التي تلت اعتداءات 11 ايلول 2001 في الولايات المتحدة.ويجد اتباع القاعدة في هذا البلد الشاسع والجبلي المحاذي للسعودية والذي تخرج بعض مناطقه عن سيطرة الدولة، الظروف الملائمة لاقامة ملاذ جديد لهم مع قيادة جديدة واكثر شبابا.وقال غريغوري جونسن الاستاذ الاميركي في جامعة برينستون انه «بين ايلول 2001 وتشرين الثاني (نوفمبر) 2003، توصلت الحكومة اليمنية بمساعدة اميركية الى اضعاف قيادة القاعدة في البلاد».وتابع ان «نشاطات القاعدة في اليمن كانت محدودة جدا حتى شباط (فبراير) 2006، لا سيما وانه كان في وسع الشبان الراغبين في ذلك الذهاب الى العراق للقتال».وفي شباط 2006 نجح 23 من قادة القاعدة في الفرار من سجن خاضع لاشراف اجهزة الاستخبارات في ظروف توحي بوجود تواطأ داخلي، ما ادى الى تعزيز صفوف القاعدة مجددا بجهاديين محنكين.وقال جونسن ان هؤلاء الفارين زعملوا على اعادة تشكيل البنية التحتية للتنظيم في اليمن وتلقوا مساعدة من العناصر العائدين من العراقس مضيفا «سجلت حالات عودة مقاتلين من العراق ولو انه من الصعب جدا تقدير عددها».واعتبرت صحيفة «اراب نيوز» الصادرة في السعودية في افتتاحية في 20 ايلول ان هجوم السابع عشر من ايلول الذي كان الاعتداء الثاني على السفارة الاميركية في هذا البلد في غضون ستة اشهر، «يثبت انه بالرغم من جهود الحكومة، ما زال عناصر بمن فيهم عناصر القاعدة ينشطون في البلد وما زال في وسعهم تسديد ضربات اينما شاؤوا».وقال الصحافي نبيل الصوفي رئيس تحرير موقع «نيوز يمن» الالكتروني، ان القاعدة تجد في اليمن «تربة خصبة لايديولوجيتها لا سيما وان الدولة لا تسيطر على جميع مناطق البلاد القاحلة والجبلية حيث يمكنها اقامة معسكرات تدريب بدون ان يلاحظها احد».كما رأى الفرنسي دومينيك توما الاختصاصي في التطرف الاسلامي في معهد الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية ان قرب اليمن من السعودية يلعب دورا في ذلك.وقال «ان كان اليمن اكتسب اليوم اهمية بالنسبة للمقاتلين، فهذا ناتج ايضا عن نجاح حملة القمع الشديدة التي جرت في السعودية. فقد انضم اليهم سعوديون عبروا هذه الحدود غير المضبوطة بشكل محكم. ثمة تقليديا روابط قبلية وعشائرية قوية بين البلدين».كما يشير دومينيك توما وعدد من الخبراء في المنطقة الى ان الحكومة اليمنية لا تعبتر ان الاسلاميين وحتى المتطرفين منهم يشكلون خطرا اساسيا عليها وانها فضلت مرارا عقد اتفاقات معهم على التصدي لهم بشكل مباشر. وقال دومينيك توما ان «السلطات اليمينية لطالما اعطت الافضلية لعلاقاتها مع الاسلاميين ومع القبائل لتثبيت سلطتها من اجل التصدي للخطر الرئيسي الناتج عن سكان الجنوب ومواجهة الزيديين في الشمال». واشار جونسن الى ان «الحكومة عقدت عدة اتفاقات مع افراد ينتمون الى القاعدة لاقناعهم بعدم شن هجمات داخل البلاد».(ميدل إيست أونلاين)
Leave a Reply